التآخي ـ وكالات
بعد هجمات نفذها الحوثيون من اليمن على سفن تجارية في البحر الأحمر، طالبت رابطة تعنى بمصالح شركات الملاحة الألمانية بتشكيل تحالف عسكري دولي لحماية النقل البحري المدني في أحد شرايين التجارة الدولية.
ودعت رابطة شركات الملاحة الألمانية الى تشكيل تحالف عسكري دولي لحماية النقل البحري المدني في البحر الأحمر وذلك بعد هجوم الحوثيين الذي وقع على سفينة حاويات تابعة لشركة هاباغ-لويد الألمانية في البحر الأحمر يوم الجمعة 15 كانون الاول 2023.
وفي مقابلة تلفزيونية، قال الرئيس التنفيذي للرابطة مارتين كروغر السبت (16 كانون الأول 2023): “سيكون من المناسب أن تشارك ألمانيا في هذا” مشيراً إلى أن هناك تواجدا لسفن تابعة للبحرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية في المنطقة.
وأوضح كروغر أن المسألة لا تتعلق بحماية السفن التجارية وحسب بل بحماية البحارة أيضاً، وقال: “إذا تخيلتم أنكم على متن السفينة وجرى قصفها بصواريخ أو مسيرات أو صواريخ كروز، فهذا بالطبع تصعيد للعنف بطريقة لم نشهدها من قبل قط مع النقل البحري التجاري، وهو عنف غير مقبول تماماً”.
وكانت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني (بوندستاغ) ماري-اغنيس، أعربت في وقت سابق عن تأييدها لمشاركة محتملة للبحرية الألمانية في حماية حرية النقل البحري في البحر الأحمر.
وأشار كروغر إلى تجارب سابقة في حماية سفن الحاويات من هجمات القراصنة في منطقة القرن الأفريقي، وقال: “كانت رحلات القوافل من أكثر الوسائل فعالية حيث تقوم سفن من البحرية بمرافقة السفن التجارية”، ونوه إلى أن لدى السفن البحرية الأسلحة اللازمة للتصدي لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.
وكانت سفينة الحاويات “الجسرة” التابعة لشركة هاباغ-لويد تعرضت للقصف في المضيق البحري بين اليمن وجيبوتي الجمعة ما أسفر عن وقوع أضرار للسفينة التي عبرت قناة السويس وكانت في طريقها من ميناء بيريوس اليوناني إلى سنغافورة، وعلى إثر ذلك قامت الشركة بتعليق حركة السفن في البحر الأحمر حتى الاثنين.
ويوم السبت أعلنت شركة “سي أم آ سي جي أم” الفرنسية للنقل البحري أنها علقت عبور سفن الحاويات التابعة لها في البحر الأحمر، على غرار مجموعتي “مايرسك” الدنماركية و”هاباغ-لويد” الألمانية.
وقالت بريطانيا السبت إن إحدى سفنها الحربية أسقطت طائرة مسيرة يشتبه أنها هجومية كانت تستهدف سفناً تجارية في المنطقة.
وكثف الحوثيون هجماتهم على السفن في الأسابيع الماضية وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل، واستهدفوا مدينة إيلات على البحر الأحمر يوم السبت.
وتعهد الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم اليمن، بمواصلة هجماتهم حتى توقف إسرائيل هجومها في غزة، لكنهم قالوا الجمعة إنهم لا يستهدفون سوى السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
بيد أنّ شركة مارين ترافيك لتتبع السفن نشرت بيانات أظهرت أن السفينتين بالاتيوم 3 وألانيا، التابعة أيضاً لشركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (إم.إس.سي) وتعرضت هي الأخرى لتهديد، كانتا متجهتين إلى مدينة جدة السعودية.
وباب المندب هو أحد أهم الطرق في العالم لشحن السلع الأولية بحراً، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد القريب، بالإضافة إلى السلع المتجهة شرقاً إلى آسيا، ومنها النفط الروسي.
وكانت مصادر بحرية قد قالت يوم الأربعاء (13 كانون الأول 2023) إن مسلحين في زورق سريع أطلقوا النار على ناقلة في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن واستهدفوها بالصواريخ، وذلك بعدما حذرت قوات الحوثي اليمنية السفن من السفر إلى إسرائيل.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري ومصادر أخرى إن الزورق السريع اقترب أيضاً من سفينة ثانية كانت تبحر في نفس المنطقة لكنها لم تتعرض لهجوم.
وفي حادث منفصل، قال مسؤول دفاعي أمريكي في واشنطن إن المدمرة ماسون التابعة للبحرية الأمريكية أسقطت يوم الأربعاء طائرة مسيرة تابعة للحوثيين قادمة من اليمن وكانت متجهة صوب المدمرة أثناء تقصيها لتقارير بشأن هجوم على سفينة تجارية.
وقال المسؤول إن الحوثيين هاجموا السفينة التجارية أردمور إنكاونتر بزوارق ثم أطلقوا صاروخين لم يصيبا السفينة. ولم تبلغ السفينة عن أي اضرار أو إصابات وواصلت طريقها.
وأكدت شركة أردمور للشحن المالكة والمشغلة للناقلة أردمور إنكاونتر أن السفينة تعرضت لهجوم أثناء مرورها بالبحر الأحمر. وقالت أمبري أيضاً إن الزورق السريع اقترب من ناقلة بضائع تحمل علم مالطا.
وتعمل قوات التحالف الدولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية في المنطقة لضمان سلامة سفن الشحن التجارية. وتضم الفرقة قوات بحرية من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى.
وعلى صعيد متصل قالت إسرائيل إن على المجتمع الدولي حماية مسارات الشحن العالمية.
وتستهدف قوات الحوثي، التي تتخذ من صنعاء مقراً، السفن التي تدعي أنها مملوكة لرجال أعمال أو شركات إسرائيلية أو السفن المتجهة إلى إسرائيل وتعرقل مرورها عبر مضيق باب المندب.
وبشكل منفصل، أبلغت منظمة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أن خمسة أو ستة زوارق صغيرة، مزودة بمدافع رشاشة في مقدماتها، تتبعت سفينة في بحر العرب لمدة 90 دقيقة على بعد حوالي 90 ميلاً بحرياً قبالة مدينة الدقم الساحلية العمانية وأضافت أنها غادرت فيما بعد. ونصحت المنظمة السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
وفي السياق نفسه، عدت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر، “جريمة حرب”. وقالت هيومن رايتس في بيان ، إن” جماعة الحوثيين المسلحة التي تسيطر على أجزاء من اليمن استهدفت عدة سفن تجارية على متنها طواقم من المدنيين في البحر الأحمر خلال الأسابيع القليلة الماضية”.
وتضمنت الهجمات، وفق المنظمة “إطلاق صواريخ أو مسيّرات على أربع سفن، واحتجاز طاقم سفينة خامسة تعسفاً”.
وأوضحت المنظمة أن “هذه الهجمات تشكل استهدافاً للمدنيين والأعيان المدنية، وهي إذا نُفذت عمداً أو بتهور تُعد جريمة حرب”. ونقل البيان عن مايكل بَيْج، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش قوله: “يزعم الحوثيون أنهم ينفذون هجمات باسم الفلسطينيين، غير أنهم فعلياً يعتدون على طواقم مدنيين لا صلة لهم البتة بأي هدف عسكري معروف، ويحتجزونهم تعسفاً، ويعرضونهم للخطر”. وأضاف “يتعين على الحوثيين الإفراج فورا عن الرهائن، وإنهاء هجماتهم على المدنيين الموجودين في مرمى نيران حربهم المعلَنة على إسرائيل”.
يأتي بيان هيومن رايتس غداة إعلان جماعة الحوثي أنها استهدفت بصاروخ سفينة نرويجية في البحر الأحمر محملة بالنفط كانت متجهة إلى إسرائيل، لكن الشركة المالكة للسفينة نفت علاقة إٍسرائيل بالسفينة.