التآخي- ناهي العامري
استضاف منتدى الاثنين المعرفي التنويري المفكر والباحث جمال جاسم أمين، لتقديم محاضرته الموسومة (البديل الثقافي يؤسس، ومؤتمر ثويزا يحصد، مداولة في أهم مفردات المشروع).
تحدث أمين عن تاريخ مشروعه الثقافي(البديل الثقافي) الموثق رسميا منذ عام ٢٠٠٥ في المجلات والصحف المعتمدة من نقابة الصحفيين العراقيين، منها جريدة الاديب البغدادية العدد ٨٠ التي نشرت مقالها الموسوم(مفهوم البديل الثقافي وتأسيس فكرة تفكيك المؤسسات)، حيث يطرح أمين فكرة استبدال التالف من خطابنا الثقافي بخطاب بديل أكثر جدوى ونفعا، فكل ثقافة لا تقدم بدائلها باستمرار ولا تجترح أفقا عابرا للسائد هي مزاولة ثقافية وليست ثقافة، موضحًا ذلك في مؤلفاته التي اصدرها، مقهى سقراط، مراحل تدمير المعنى، والازمة المفتوحة، مَفهّمة الدولة وكشف الأنساق ، واساطير الاستبداد، ثم يأتي مؤلفه (محنة الاقدام الكاذبة) الذي يقوم على ركيزتين اساسيتين، الاولى تفكيك فكرة التمسك بالعقائد والاديان واقحامهما في حياة المرء بطريقة
متعسفة والثانية: تجاهل دور العلم والعقل أمام تقدم الخرافة والاسطرة.
ويضيف أمين قائلا: وهنا خطورة المحنة، تقتضي منا مراجعة بعض الثوابت واجراء مكاشفات عقلانية حادة باستعادة التاريخ السياسي والاجتماعي العراقي، وتتبع الخطى الحثيثة لتصاعد ايقاع الإسلام السياسي وتأثيره الكبير على الحياة العربية بشكل عام والعراقية تحديدا، فعلى الأقدام ان لا تكون كاذبة، فنبقى نعيش في الزيف والخديعة، الأمر الذي يتطلب الوقوف إزاء تحديات ثقافية ومعرفية مصيرية وجريئة.
ومضى أمين في نقد الخطاب الاستبدادي ونقد هيمنة الخطاب الديني بكل صوره وتمظهراته، مشخصا الاضرار التي يدفع المجتمع ثمنها كل يوم، ومنتصرا لقيم العدالة الاجتماعية التي توجد متى ما نهضنا بالانسان، ويتحقق ذلك باستعادة العقل وتثبيت الاقدام على سكة العلم السالكة والمستقيمة، لا سكة الخرافة المعوجة.
واضاف ان من يضع الاقدام على طريقها الصحيح، هو المفكر المقاوم او التنويري، الذي يقف بالضد من مثقف الازمة، والذي تشكل فكرة التحول مادة اساسية في اشتغالاته النقدية، وهو ليس بكاتب ملهاة ولا رائد سياحات ثقافية بين المناهج، إنما هو صانع رسالة قبل أي شيء آخر، تقع عليه مهمة تزويد الجماعات بالقيادة المعنوية والسياسية.
واشار أمين في محاضرته الى سمات الانسان الذي تربى على الخرافة، فهو انسان يسهل خداعه، ويسهل استخدامه ضد مصالحه الحقيقية، خدمة للايدلوجيا التي تستعمله، وفي العراق اليوم كما في سائر دول الايدلوجيات الدينية شرائح واسعة من هذا النمط المستعد للاستغفال والخداع، حيث تكون اصوات جاهزة تكرر إنتخاب من سرقها.
ثم عرج أمين على سرقة مشروع البديل الثقافي من قبل مؤتمر ثويزا الذي انعقد في طنجة، فبعد ١٨ عام على انبثاق مشروع البديل الثقافي من محافظة ميسان العراق، يعلن مؤتمرو ثويزا عن تبنيهم مشروع البديل الثقافي ، من دون الاشارة لا من قريب ولا بعيد عن الجهة المؤسسة له، وهذه سرقة في وضح النهار، فالعنوان ليس مطعم أو فندق، لكي يحدث تشابه، هو عنوان ثقافي، بل الادهى من ذلك، هو طرح المؤتمرين الذين يدعون كبار، نفس الاسئلة آلتي تم طرحها في ميسان العراق قبل ١٨ عام.
واضاف أمين قائلا: بالرغم من ارسالي بيان التأسيس الى رئيسة المنظمة التي تبنت انعقاد مؤتمر ثويزا في طنجة، بعد اتصالي بها لاثبات السرقة، وافهامها على فكرة مشروعنا، لم يكن ردها سوى القيام بحضري، لقطع اتصالي بها، وهذا يدلل على إن المؤتمرين لم يكونوا كبارا كما اعلن عنهم، ذات وعي ثقافي، بل هم من صنع اعلامي ومدعومين حزبيا وحكوميا.