فلسطينيون وإسرائيليون يمدون (جسور نبذ الكراهية) وانهاء الصراع

 

متابعة ـ التآخي

دعوة إلى السلام أطلقها ماغن إنون وحمزة العواودة ، المشاركان الأساسيان في بث صوتي “بودكاست” أعدته صحيفة التايمز، اذ وجها دعوة إلى نبذ الكراهية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وأشار البث إلى فرضية سائدة في المنطقة تفيد أن “الناس في غزة وجنوب إسرائيل عالقون في صراع لن ينتصر فيه أحد وأنه لا خيار لديهم سوى أن يكونوا أعداء يعانون المزيد من الانقسام والمآسي والتشدد، لكننا، مثلنا مثل أغلب الإسرائيليين والفلسطينيين الاعتياديين، لا نملك رفاهية الاستسلام والسماح للمتشددين بأن يرسموا لنا المستقبل”.

وأكد كلا من إنون والعواودة أن لديهما أطفالا يريدان تنشئتهم وتربيتهم في سلام وأن يعيشوا جنبا إلى جنب فلسطينيين وإسرائيليين على وفق مبادئ الإنسانية، مشدديْن على أن كلاهما “باقيان في المنطقة ولن ينتقلا إلى أي مكان آخر”.

وذكرا أيضا أن الأسابيع الثمانية الماضية كانت مرحلة عصيبة سيطر فيها الرعب على الفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍ سواءٍ وأدخلتهم في معاناة كبيرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، عندما بدأت حماس هجومها على بلدات في غلاف غزة.

ويقول ماغن إنه فقد والديه على يد حماس، فيما لا تزال أسرة حمزة تعيش على ذكرى جده الذي قتل عام 1976 بعد سنوات طويلة من المقاومة ضد الإسرائيليين. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على ابن عم حمزة، وقد يعاني من عاهة مستدامة في رجله.

 

 

 

 

وأعلن الرجلان، برغم الألم الشديد الذي يخوضان غماره على مدار تلك المدة، رفضهما لأن يكونا عدوين لبعضهما. وبدلا من ذلك، تعهدا – كشريكين – بصناعة مستقبل أفضل لأسرتيهما.

ويقول الفلسطيني والإسرائيلي، في حديثهما الذي يستهدف نبذ الكراهية، إنه “طالما استطعنا نحن الاثنين مقاومة الحض المستمر على الكراهية، فبالطبع سوف يتمكن الآخرون من فعل الشيء نفسه. لكننا تابعنا والرعب يملأ قلوبنا المجتمعات الداعمة للفلسطينين وإسرائيل، بما في ذلك الجاليات المتواجدة في المملكة المتحدة، إنهم يستوردون الكراهية والانقسام”.

ولفتا الى أن الإعلام يتناول الصراع على أنه “معادلة صفرية أو لعبة أبيض وأسود، وهو ما يُستغل لتحقيق مكاسب سياسية في أغلب الأحيان. فقد رأينا مأساتنا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تتلخص في شعارات لا يتجاوز أي منها السطر الواحد، التي تعطي انطباعا بعدم تواجد أصوات معتدلة”، لكنهما أشارا إلى أنه انطباع غير صحيح وأن هناك أصواتا معتدلة بحاجة فقط إلى من يسمعها وأن يُفسح أمامها المجال حتى تعلو وتُسمع، بحسب تعبيرهما.

ويشدد ماغن إنون وحمزة العواودة، اللذان يُشاركان في بناء ما يعرف بـ “جسور نبذ الكراهية” في إطار “حملة معا من أجل الإنسانية” التي تنطلق من وقفة احتجاجية أمام مقر الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت، على أن إعلاء الصوت المعتدل ليس فقط ضرورة أخلاقية، بل هو أيضا السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع التاريخي.

وتعهدا بألا تكون الكراهية خيارهما، وهو الخيار الذي أكدا أنه طالما أن بإمكانهما اختياره، فسوف يكون في إمكان الجميع أن يسير على نفس الخطى إلى نبذ الكراهية.

يشار الى ان منظمات للمجتمع المدني في اسرائيل كانت تنادي على الدوام بإيجاد حل جذري للصراع القائم في المنطقة ومن تلك المنظمات “السلام الآن” (بالعبرية: שלום עכשיו، شالوم أخشاڤ) وهي منظمة غير حكومية احتجاجية يسارية في داخل إسرائيل هدفها إقناع الشعب الإسرائيلي وحكومته بأن احتلال الأراضي الفلسطينية غير مقبول بأي صورة، وتركز بالمقام الأول على الدعوة إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ومن اهدافها وشعارتها المعلنة دولتان لشعبين – إسرائيل وفلسطين، دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، على أساس حدود حزيران 1967 مع تبادل للأراضي يتفق عليه الطرفان، ودعت حركة «السلام الآن» في البداية إلى أن تكون القدس غير مقسمة عاصمة لإسرائيل، ولكنها حولت الحركة موقفها إلى عاصمتين لدولتين، وهو حل قائم على التقسيمات الديموغرافية باتفاق خاص للمدينة القديمة.

 

 

 

 

كما دعت الحركة الى السلام مع سوريا، بعقد اتفاقية سلام مبنية على حدود آمنة ومعترف بها وتنظيم العلاقات بين البلدين على انها هي القضية الاستراتيجية الأساسية لشعبي إسرائيل وسوريا، مشيرة الى إن بدء المفاوضات مع سوريا هو بوابة للمفاوضات مع لبنان ويساعد في خلق مزاج دولي جديد في المنطقة.

وتعد حركة «السلام الآن» بحسب برامجها، المستوطنات تهديدًا لوجود إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية، وتشير الى المستوطنات بمنزلة عقبة رئيسة أمام أي اتفاق سلام مستقبلي، وتنظر لها على أنها عنصر يضر بدولة إسرائيل على عدة جبهات: أمنية واقتصادية وأخلاقية وثقافية، كما تعدها ضارة بمكانة إسرائيل في المجتمع الدولي.

وفيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني فقد جرت في السابق مفاوضات متقطعة عقدت ابان أعمال العنف المستمرة التي سادت منذ بداية النزاع. ومنذ سبعينات القرن العشرين بذلت جهود موازية لإيجاد شروط يمكن الاتفاق على السلام عليها في كل من الصراع العربي الإسرائيلي وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ووقعت بعض الدول معاهدات سلام مثل معاهدات مصر وإسرائيل (1979) والأردن وإسرائيل (1994) في حين أن بعضها لم يجد بعد أساسًا مشتركًا للقيام بذلك.

ويلفت الباحثون السياسيون والمؤرخون، الى انه في وقت ما في منتصف سبعينات القرن العشرين أصبح مصطلح عملية السلام يستعمل على نطاق واسع لوصف الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق سلام تفاوضي بين إسرائيل وجيرانها. هذه العبارة عالقة ومنذ ذلك الحين كانت مرادفة للنهج التدريجي لحل أحد أكثر النزاعات صعوبة في العالم. في السنوات منذ عام 1967 تحول التركيز في واشنطن من تهجئة مكونات «السلام» إلى «عملية» الوصول إلى هناك.

وبحسب بعض الباحثين فان الفلسطينيين لديهم وجهات نظر وتصورات متنوعة لعملية السلام. تتمثل نقطة الانطلاق الرئيسة لفهم هذه الآراء في إدراك الأهداف المختلفة التي يسعى إليها دعاة القضية الفلسطينية. يقول الأكاديمي الإسرائيلي «مؤرخ جديد» إيلان بابي إن سبب النزاع من وجهة نظر فلسطينية يعود إلى عام 1948 مع قيام إسرائيل (بدلاً من أن تكون وجهات نظر إسرائيل عام 1967 هي النقطة الحاسمة وعودة الأراضي المحتلة مركزية للسلام المفاوضات)، وان الصراع كان معركة لإعادة اللاجئين إلى الوطن إلى دولة فلسطينية؛ لذلك، كان هذا بالنسبة للبعض هو الهدف النهائي لعملية السلام، وبالنسبة لجماعات مثل حماس لا تزال كذلك، بحسب وصفه.

ويقول باحثون، إن هذه النظرة «القصوى» لتدمير إسرائيل من أجل استعادة الأراضي الفلسطينية، وهي وجهة نظر ياسرعرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية في بادئ الأمر، قد خفت حدتها بشكل مطرد من أواخر الستينات فصاعدًا إلى الاستعداد للتفاوض والسعي بدلاً من ذلك إلى حل الدولة. وأظهرت اتفاقيات أوسلو عام 1993 الاعتراف بهذا القبول من قبل القيادة الفلسطينية آنذاك لحق دولة إسرائيل في التواجد مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والضفة الغربية. ومع ذلك، هناك مواضيع متكررة سائدة في مفاوضات عملية السلام، بما في ذلك الشعور بأن إسرائيل تقدم القليل جدًا وعدم الثقة في تصرفاتها ودوافعها. ومع ذلك، فإن طلب حق العودة من قبل اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل ظل حجر الزاوية في النظرة الفلسطينية وقد أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارًا وتكرارًا ، بحسب الباحثين.

 

 

 

اما وجهة النظر الاسرائيلية الى الصراع فيشير الباحثون الى تواجد عدة آراء إسرائيلية لعملية السلام. الموقف الرسمي لدولة إسرائيل هو أنه يجب التفاوض على السلام على أساس التخلي عن بعض السيطرة على الأراضي المحتلة مقابل وقف النزاع والعنف. موقف إسرائيل هو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجب أن يكون الشريك التفاوضي في محادثات السلام، وليس حماس، التي شاركت في بعض الأحيان مع إسرائيل في تصعيد النزاع ومهاجمة السكان المدنيين في إسرائيل. وكشفت اتفاقات أوسلو ومفاوضات قمة كامب ديفيد 2000 عن إمكانية قبول نظام دولة من قبل القيادة الإسرائيلية كحل ممكن للسلام.

ومع ذلك، فإن العنف الذي رافق الانتفاضة الثانية والنجاح السياسي لحماس، بحسب المراقبين، قد دفع كثيرا من الإسرائيليين الى القول، بأن السلام والتفاوض غير ممكن وأن نظام الدولتين ليس هو الحل. ويعتقد المتشددون أنه يجب على إسرائيل ضم جميع الأراضي الفلسطينية، أو في الأقل كل قطاع غزة. ويقول المراقبون ان الإسرائيليين ينظرون إلى عملية السلام على أنها معاقة وشبه مستحيلة بسبب ما يصفونه “الإرهاب” من جانب الفلسطينيين، ولا يثقون في القيادة الفلسطينية للحفاظ على سيطرتها، بحسب قولهم، ويقول باحث اسرائيلي إن “الإرهاب الانتحاري قد نجح حيث فشلت مفاوضات السلام في تشجيع انسحاب الإسرائيليين من مدن الضفة الغربية. هناك موضوع مشترك في جميع مراحل عملية السلام وهو الشعور بأن الفلسطينيين يقدمون القليل جدًا في عروض السلام”، بحسب تعبيره.

قد يعجبك ايضا