التأخي / كوثر السليم
أطلقت شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحافيات في الأردن حملة لتسليط الضوء على الانتهاكات الرقمية التي قد تتعرض لها العاملات في هذه المهنة بجميع أنواعها، لمدة أسبوعين .
وتأتي المبادرة الأردنية بمناسبة حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، التي تطلقها سنويا الأمم المتحدة بهدف رفع الوعي المجتمعي العام بأشكال العنف ضد المرأة وأهمية القضاء عليه .
وقالت الشبكة في بيان أصدرته إن “الصحافيين والصحافيات في العالم بشكل عام، وفي الأردن، يعانون من التعرض للعنف الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. ويشمل تحرشاً إلكترونياً، وتهديدات بالعنف الجسدي، وانتهاكات للخصوصية، وانتشار الشائعات والأخبار المضللة، والتشهير والإساءة الشخصية، والتنمر الإلكتروني، وغيرها من السلوكيات الضارة .
وسلّط البيان الضوء على تعرض الصحافيات في الأردن للعنف الرقمي بسبب العوامل الجندرية الموجودة في المجتمع، وقد يتعرضن لتهديدات بالعنف الجسدي والجنسي والتحرش الجنسي عبر الإنترنت، بهدف تقويض سمعتهن وترويج الخوف والترهيب بهدف إسكاتهن ومنعهن من ممارسة دورهن .
وتواجه الصحافيات تحديات إضافية في ظل بيئة إعلامية متقلبة وقيود قانونية. وقد تتعرض الصحافية للتضييق على حرية التعبير والتشهير القانوني بسبب المقالات أو التغريدات التي تنشرها. وقد يستغل بعض الأفراد أو الجماعات القوة الرقمية لتعريض الصحافيات للاضطهاد والتهديد والابتزاز، بهدف التأثير على تغطيتهن الإعلامية أو إسكاتهن
وانطلقت شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحافيات في الأردن، في ديسمبر الماضي من خلال مشاركة الصحافيات على صفحاتهن بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة قضية تعرضهن للعنف الرقمي نتيجة عملهن
وأكدت صحافيات ضرورة امتلاك العاملات في الإعلام بشتى أنواعه للوعي الكافي بالأدوات التكنولوجية لاستخدامها ضد العنف الرقمي، داعيات المؤسسات التي يعملن لصالحها إلى صياغة سياسات جديدة للسلامة الرقمية .
وأكد البيان الحاجة إلى تعزيز الوعي والتثقيف حول هذه المسألة، داعياً إلى إقرار تشريعات صارمة لمكافحة العنف الرقمي ومعاقبة مرتكبيه .
وشدد على ضرورة أن “تكون الحماية والسلامة الرقمية جزءاً أساسياً من التدريب الصحافي. ويجب تعزيز الوعي بأفضل الممارسات للحماية الرقمية والخصوصية على الإنترنت. وينبغي على الصحافيات اتخاذ إجراءات وقائية مثل استخدام كلمات مرور قوية وتحديث برامج الحماية وتشفير الاتصالات وتفادي تبادل المعلومات الشخصية الحساسة عبر القنوات غير الآمنة . ”
ووفقاً للبيان، فإن العنف الرقمي ضد الصحافيات “ليس مجرد قضية فردية، بل هو قضية اجتماعية وثقافية تحتاج إلى مواجهتها بشكل جماعي. ويجب أن تلتزم المجتمعات والحكومات والمؤسسات والأفراد بحماية حرية الصحافة وضمان سلامة الصحافيات في العالم الرقمي .”
يشار إلى أن شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحافيات في الأردن تضم في عضويتها 178 صحافية يعملن في وسائل إعلام محلية ودولية. وكانت قد أصدرت دراسة في فبراير الماضي بينت أن نحو 54.7 في المئة من الصحافيات في الأردن تعرضن للتنمر الرقمي والاعتداءات الإلكترونية الأخرى .
وكشفت تقارير ودراسات أردنية تزايد نسبة العنف الرقمي الموجه ضد الصحافيات والإعلاميات في البلاد، مما جعل الحاجة ملحة إلى مواجهة كل أشكال العنف أو الإساءة والانتهاكات التي تتعرض لها الصحافيات .