صراع داخل نقابة الأخبار الأميركية .. حول تبني دعوة وقف إطلاق النار في غزة

 

التأخي / حامد المالكي

يقاوم صحافيون في وسائل الإعلام الأميركية المؤثرة المنتمون إلى أكبر نقابة في الولايات المتحدة الدعوات المتزايدة إلى إصدار بيان يدعم وقف إطلاق النار في غزة، بينما يتزايد الجدل حول تدخل النقابة في بهذا الخصوص .

وذكر موقع سيمافور الأميركي أن ممثلي فرع النقابة في صحيفة وول ستريت جورنال أرسلوا خطابا إلى “نقابة الأخبار”، أشاروا فيه إلى أن “الصحافيين يتمتعون بوضع الحماية في مناطق الحرب، وأن الانحياز إلى أي جانب يمكن أن يمنع الصحافيين من حضور الإحاطات الإعلامية أو التحدث إلى المسؤولين بل يمكن أن يجعلهم أهدافا عسكرية .”

وأضاف الخطاب أن القراء والمشاهدين والمستمعين البعيدين عن منطقة الصراع يعتمدون على صحافيين ذوي مصداقية في مكان الحادث لتقديم تقارير عادلة وغير متحيزة، بما في ذلك الحقائق التي قد لا تتماشى مع المفاهيم المسبقة للفرد .

ويرى أعضاء النقابة أن اتخاذ مواقف عامة بشأن الأحداث الإخبارية التي يغطونها يضر بالثقة التي اكتسبها الصحافيون خلال عقود من التقارير المؤثرة في مناطق الحرب وفي جميع أنحاء العالم، مما يغذي الاعتقاد الخاطئ بأن المراسلين هم مناصرون وليسوا مراقبين .

وتابعت الرسالة “نعتقد أن الأخبار التي ننقلها من إسرائيل وغزة ومن جميع أنحاء العالم تتحدث عن نفسها. ليس هناك ما تضيفه نقابة الأخبار”

وذكر مصدر مطلع على الخطط أن قادة النقابات في صحيفة نيويورك تايمز يناقشون إصدار بيان مماثل لما أصدره العاملون في وول ستريت جورنال، بينما قال ممثل عن فرع النقابة التابع لوكالة أسوشيتد برس، إنهم لم يناقشوا بيانا بعد .

وكانت اللجنة التنفيذية للنقابة قد ناقشت الأسبوع الماضي اقتراحا يقضي بإصدار بيان يدعو إلى إنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل ووقف دائم لإطلاق النار. وفي المساء نفسه، اجتمع فرع النقابة في نيويورك لمناقشة الموضوع نفسه، بما في ذلك بيان مقترح قدمته نقابة موظفي التكنولوجيا في نيويورك تايمز الذين تم تنظيمهم بشكل منفصل عن صحافييها، بإدانة إسرائيل لقتلها الأطفال والصحافيين الفلسطينيين في غزة .

وجاء في بيان النقابة الوطنية المقترح أن “تأثير هذا العنف ينعكس بشكل مروع في غرف الأخبار في الولايات المتحدة وكندا”، في إشارة إلى العشرات من الصحافيين الذين قتلوا هناك منذ بدء العملية العسكرية الشهر الماضي .

وأضاف البيان “يتحمل أعضاؤنا العبء الأكبر بشكل متزايد، ويعملون في بيئات يتم فيها اعتماد وجهات النظر الإسرائيلية بشأن الهجوم باعتبارها موضوعية، ويتم تهميش التقارير عن العقاب الجماعي أو رفضها أو معاقبتها باعتبارها تحيزا .”

وتابع البيان المقترح “إننا ننضم إلى الآلاف من زملائنا والملايين الآخرين حول العالم في الدعوة بعبارات لا لبس فيها، إلى وقف فوري لإطلاق النار”. وناقشت البيان القيادات النقابية في نيويورك التي تضمّ بعضا من أكبر الأسماء في وسائل الإعلام الإخبارية مثل نيويورك تايمز، ونيويوركر، ومؤسسات تابعة لناشر المجلات “كوندي ناست” و”إن.بي.سي”، وغيرها، لترفضه أخيرا .

وبدلا من ذلك، اختارت تشكيل مجموعة عمل لصياغة بيان سيتم إصداره الشهر المقبل لا يدعو إلى وقف إطلاق النار، ويركز على الحقوق والحماية اللتين يتمتع بهما العمال النقابيون للتعبير عن آرائهم الشخصية دون تداعيات مهنية، في إشارة إلى الصحافيين الذين طردوا أو استقالوا بسبب تدوينات نشروها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي .

 

قد يعجبك ايضا