تواصل احتجاجات الإسرائيليين لإطلاق الرهائن  

 

 

متابعة ـ التآخي

تتواصل في اسرائيل احتجاجات السكان للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة فيما يتهم المتظاهرون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتقصير في ملف الاسرى.

ووصلت مسيرة احتجاجية راجلة لأهالي الرهائن، الذين خطفتهم حماس في هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023 إلى القدس السبت 18 تشرين الثاني لحث الحكومة على بذل مزيد من الجهود لإعادتهم.

وحمل المتظاهرون الذين انطلقوا من تل أبيب على بعد 70 كيلومترا العلم الإسرائيلي الأزرق والأبيض وأطلقوا بالونات صفراء ترمز إلى التضامن مع الرهائن.

وحمل العديد منهم صورا للأشخاص الذين اختطفتهم حماس وهتف المتظاهرون “الآن، الآن، الآن”. وكُتب على إحدى اللافتات “المساعدات الإنسانية فقط مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن”.

ويطالب المشاركون في المسيرة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق عاجل للإفراج عن الرهائن، الذين احتجزتهم حركة حماس في هجومها على إسرائيل. وتقدر الحكومة الإسرائيلية عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس بنحو 240 شخصا.

وتحمّل عائلات الرهائن الحكومة مسؤولية عدم تزويدها بتفاصيل حول جهود الإفراج عن أبنائها وأحبائها وتسعى الى الالتقاء مع عضوي حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس وغادي آيزنكوت.

وتأسس منتدى عائلات الرهائن في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حماس وقتل فيه نحو 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين وقضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية.

 

 

 

 

 

وتوعّدت إسرائيل بـ “القضاء” على حماس. وهي تشنّ منذ الهجوم حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف في غزة، وبدأت بعمليّات برّية ابتداء من 27 تشرين الأول، ما تسبّب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون وبينهم خمسة آلاف طفل، وفق أحدث حصيلة للسلطات الصحية التابعة لحركة حماس.

ويخشى العديد من أقارب وأصدقاء المفقودين من أن يتعرضوا للأذى في الهجمات الإسرائيلية على غزة التي تهدف للقضاء على حماس. بيد أن الحكومة تقول إن الهجوم يحسن فرص استعادة الرهائن.

 

 

وقال بوفال هاران أحد منظمي المسيرة الذي قُتل والده واحتجزت والدته وستة آخرون من أفراد عائلته منذ يوم الهجوم، إن أقارب الرهائن يريدون “مواجهة” أعضاء الحكومة الإسرائيلية.

ومن بين الذين شاركوا في المسيرة إلى القدس كان زعيم المعارضة المنتمي لتيار الوسط يائير لابيد، وهو من مؤيدي الحرب لكنه يطالب باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتعرض ميكي زوهر، عضو حكومة نتنياهو وحزبه، لمضايقات الجمعة عندما زار المشاركين بالمسيرة في إحدى الاستراحات.

وقال نعوم ألون (25 عاما)، بينما يمسك بيده صورة صديقته المخطوفة إنبار، إن ما يقدر بنحو 20 ألفا، منهم مؤيدون انضموا إلى المسيرة على الطريق السريع الرئيس بين تل أبيب والقدس، يريدون الضغط على الحكومة “لبذل كل ما في وسعها لإعادة الرهائن”.

وأضاف “نتوقع منهم أن يجتمعوا معنا، ونتوقع منهم أن يخبرونا كيف سيفعلون ذلك… لا يمكننا الانتظار أكثر، لذا نطالبهم بفعل ذلك الآن، وبدفع أي ثمن لإعادة الرهائن”.

وقالت الفنانة شارون ليفشيت المقيمة في لندن، التي خطف والدها البالغ من العمر 83 عاما، “أشعر أن الناس يعتقدون أن هناك وقتا، لكن بالنسبة للأطفال وكبار السن ذوي الاحتياجات المعقدة الصعبة، لا يوجد وقت، الوقت ينفد بسرعة”.

وبحسب مصادر دبلوماسية، تقوم قطر بوساطة لإطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ووقف إنساني لإطلاق النار في غزة. وسبق للوساطة القطرية أن مهّدت لإفراج حماس عن أربع من الرهائن.

ومن جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمانيا إلى المساعدة في إقناع إسرائيل بإطلاق سراح من يسميهم “رهائن” تحتجزهم، قبل أن تتمكن أنقرة من مواصلة التفاوض على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.

وقال أردوغان في اجتماع مع الطلاب في إسطنبول “تحتجز إسرائيل ما يقرب من 10 آلاف رهينة في الوقت الحالي. تعالوا، أنتم كألمانيا لتتخذوا خطوة نحو إطلاق سراحهم، وسنبذل جهدًا للإفراج عن أولئك الذين تحتجزهم حماس”.

وكشف أردوغان إنه ناقش مسألة “الرهائن الذين تحتجزهم إسرائيل” مع المسؤولين الألمان خلال زيارته لبرلين. ولم يتسن على الفور الحصول على مزيد من التفاصيل عن طبيعة المناقشة.

 

 

يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لـحركة حماس، قد اعلنت يوم الأربعاء الأول من تشرين الثاني 2023، مقتل سبعة من المحتجزين المدنيين لديها، من بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية، في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيم جباليا الثلاثاء، الذي أعلنت فيه إسرائيل مقتل قيادي بارز في حماس إضافة إلى عدد من مقاتلي حماس، وهو ما نفته الحركة. ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية هذه الأنباء.

وقالت القسام، في منشور أوردته الوكالة الفلسطينية (صفا)، إن من ضمن القتلى ثلاثة من أصحاب الجوازات الأجنبية. وكان الناطق باسم وزارة داخلية قطاع غزة التابعة لحماس إياد البزم قد صرح خلال مؤتمر صحفي، أن طائرات إسرائيلية دمرت حيّاً سكنيّاً بالكامل في مخيم جباليا للاجئين بقنابل تزن الواحدة منها طنّاً من المتفجرات.

وعلى صعيد متصل كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد اعرب في20 تشرين الأول عن “سعادته الغامرة” بعد إفراج حماس عن رهينتين أميركيتين (أُم وابنتها) كانت قد احتجزتهما الحركة في هجمات شنّتها على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة.

وقال بايدن في بيان “اليوم، قمنا بتأمين الإفراج عن أمريكيتين احتجزتهما حماس رهينتين خلال الهجوم الإرهابي المروع ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول “.

وأضاف أنهما “عانتا من محنة رهيبة خلال الأيام الـ 14 الماضية، وأشعر بسعادة غامرة لأنهما ستجتمعان قريبا مع عائلتهما”.

وشكر بايدن قطر التي تستضيف مكتبا سياسيا لحماس التي توسطت في السابق بين الحركة وإسرائيل، والحكومة الإسرائيلية “على شراكتهما في هذا العمل”.

وتعهد الرئيس الأمريكي بمواصلة العمل من أجل الإفراج عن الأميركيين الآخرين الذين تحتجزهم حماس منذ الهجوم، الذين تحدث إلى عائلات عدد منهم. وقال بايدن “لن نتوقف حتى نعيد أحباءهم إلى الوطن. كرئيس، ليس لدي أولوية أعلى من سلامة الأمريكيين المحتجزين رهائن حول العالم”.

وكان أبو عبيده الناطق باسم “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلن أنه استجابة لجهودٍ قطريةٍ أطلقت “الكتائب” الرهينتين. وقال المتحدث في بيان مقتضب إن الخطوة “لدواعٍ إنسانية، ولنُثبِت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات بايدن وإدارته الفاشيّة هي ادعاءاتٌ كاذبةٌ لا أساس لها من الصحة”، بحسب وصفه.

وذكرت القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية وهيئة البث العامة (راديو كان) أن إسرائيل أكدت إطلاق حركة حماس سراح محتجزتين، كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الرهينتين الأميركيين اللتين أفرجت عنهما حركة حماس وصلتا إلى إسرائيل.

وكان القيادي في حركة حماس ومسؤول ملف الأسرى زاهر جبارين قد قال إنه يجري التفاوض على صفقة لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 5 أيام، يتم خلالها إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال في السجون الاسرائيلية.

وجاءت تصريحات جبارين بعد ساعات من إعلان مصدر فلسطيني مطلع على الوساطة في ملف الأسرى عن “انفراجة”؛ قد تؤدي إلى إعلان اتفاق خلال 48 ساعة.

وقال المصدر إن “هناك توافقاً بين حماس وإسرائيل على كل تفاصيل عملية التبادل، ويتبقى فقط إعلان موعد التنفيذ”، مشيراً إلى أن صعوبة التواصل على الأرض بين حركة حماس وجهات فلسطينية أخرى تتسبب في تأخير الإعلان.

لكن جبارين يقول “أن السبب في تعثر الصفقة يعود إلى إسرائيل”.

واوضح مسؤول ملف الأسرى في حماس المتواجد في الدوحة “لا نية حقيقية لدى إسرائيل لإتمام صفقة قريباً”، مشيراً إلى أن “قصف المستشفيات يعوق أي جهود للتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن”.

وأوضح جبارين أن حماس تريد وقف القتال “لأجل إخراج هؤلاء المدنيين الإسرائيليين، إذا كان هناك مدنيون، مقابل إطلاق سراح أسرانا في سجون الاحتلال”.

ونفى جبارين عزم الحركة إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف إطلاق النار فقط، وقال “الأسري بالأسرى، الأسرى يقابلهم أسرى ولا شيء غير ذلك”.

وأضاف أن “الأسرى لهم مسار، والمعركة لها مسار آخر، لدينا أسرى داخل السجون الصهيونية ولديهم أسرى لدينا، وأهم شروطنا للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين هي خروج أسرانا الذين يمضون سنوات طويلة في سجون الاحتلال”.

وقال جبارين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي “يراوغون ويستعملون ورقة الأسري لإطالة أمد الحرب، ولم يكونوا في أي مرحلة من المراحل لديهم استعداداً حقيقياً للتفاوض، لأنه إذا ما انتهت هذه الحرب سيذهب نتنياهو إلى السجن”.

من جانبه اوضح مسؤول ملف الأسرى في حركة حماس أن هناك “أكثر من 7500 أسير فلسطيني بينهم مئتا طفل محتجزين منذ عشرات السنين في السجون الإسرائيلية، وتتراوح أحكام حبسهم بين 10 و15 سنة، ويوجد أسيرات وأكثر من 2500 سجين إداري بلا تهمة ولا حكم منهم من يمضي أكثر من 43 سنة داخل السجون الإسرائيلية، نريد إطلاق سراحهم”.

وقال جبارين “نحن على استعداد لإجراء تبادل للأسرى أو صفقة مباشرة، لكن عندما تتوفر الظروف الأمنية واللوجستية والميدانية لذلك، لكن الاحتلال يراوغ ويماطل ويقصف في كل مكان”.

وأشار جبارين الى سقوط 60 أسيراً إسرائيلياً حتى الآن؛ بسبب “القصف الإسرائيلي العشوائي، واليوم نشرت كتائب القسام، صوراً لأحد الأسرى الصهاينة عندما كان يعالج في أحد المستشفيات، وتم قتله بسبب قصف جيش الاحتلال”، بحسب تعبيره، مبينا أن جميع المحتجزين متواجدون في داخل قطاع غزة، و”عندما تتوافر الظروف الأمنية والميدانية سنطلق سراحهم في الحال وفقاً لشروطنا”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثتي رهينتين كانت احتجزتهما حركة حماس في السابع من تشرين الاول.

 

قد يعجبك ايضا