سوريا حرب الوكالات وحلم الأستقرار

عمر إسماعيل

باتَ من الواضح استمرار الصراع بين النظام الفاقد للشرعية والشعب السوري المغبون من أكثر الملفات تعقيداً على المستوى الداخل السوري والإقليمي والدولي وان الحرب بالوكالة عنوان عريض لاستمرار الصراع واطالة عمر النظام لإطالة هذه الحرب التي اندلعت منذ عام ٢٠١١ الخاسر الأكبر فيه هي سوريا الوطن والشعب، لكن الأهم هو ألم يحن الوقت لكي تنتقل سوريا من مرحلة الصراعات والحرب بالوكالة وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية الى مرحلة الحل السياسي واعادة نوع من الأمن والاستقرار؟ والى متى ستبقى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي تتخذ موقف المتفرج على ما يحدث في سوريا منذ بداية الازمة واختاروا الانشغال بملفات أخرى طوال العقد الماضي وحتى الآن؟ فمن الواضح أن أمريكا تتحرك وفق مصالحها فقط، دون مراعاة لمصالح سوريا أو مصالح المنطقة، على الرغم من أنها تكرر الحديث عن مصالح الشعب السوري وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية تتحدث عن حقوق الإنسان في سوريا الا ان أستمرار الصراعات في سوريا تضع دول المنطقة أمام مسؤوليات لا يمكن تجاهلها نتيجة الوضع في سوريا، فالنتائج الداخلية لهذه الأزمة كبيرة جداً سواء على الصعيد الإنساني أو الاقتصادي أو السياسي، فقد اصبحت سوريا بلد شبه مدمر واغلب الشعب السوري يعاني من الفقر، كما انه عانى كثيراً طوال السنوات الماضية الطويلة فضحايا الحرب من الشعب السوري من قتلى وجرحى ولاجئين ومهاجرين بالملايين، جراح كل أولئك لم تلتئم، والكثير منهم لا يزال يحمل النظام السوري المسؤولية كاملة، وهم يرغضون مسامحة النظام، وبالتالي هم أكثر الغاضبين من اي قرار تسوية مع النظام ورغم ذلك الشعب السوري وصل الى قناعة يريد انتهاء هذه الحرب التي تدار بالوكالة بأي شكل وفي أسرع وقت، ثم ليبدأ العمل من أجل إصلاح ما تم تدميره -سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وصولا الى إعادة اعمار ما دمرته الحرب، فبدون توقف الحرب سيبقى الحال على ما هو عليه وسيدور الجميع في حلقة مغلقة بلا نهاية.ووقف عملية استثمار القوى الإقليمية مثل إيران وتركيا ومن فوقهم أمريكا وروسيا الوضع المتازم في سوريا فالكل يطلب جزءاً من الغنيمة والثمن والكل يدعي أنه قدم ويجب أن يأخذ ثمنه بالدولار.

اذاُ التحديات الخارجية صعبة والتفاوض حولها سيتطلب الكثير من الجهد والوقت وأعتقد بعد كل هذه السنوات من الصراعات والحرب بالوكالة وتدمير البنية التحتية والفوضى السياسية والعسكرية والاقتصادية تجاوز التحدي الداخلي هي الأولوية في المرحلة الحالية. بعد أن عجز المجتمع الدولي وعجزت القوى العظمى عن وضع حد لهذه الأزمة بعد أن فشلت المعارضة ودعوة رأس النظام بشار الأسد الى اجتماع الرؤساء العرب في الرياض هذا التحرك المفاجئ والغريب بعد انتظار سنوات كي تنهي الأطراف المعنية هذه الحرب، إلا أن كل الجهود باءت بالفشل.

لذلك أرى أنه من الضرورة الوطنية والقومية ان تبادر القوى الرئيسية بالدعوة لحوار وطني كدعوة صادقة لإنهاء الحرب ومعاناة الشعب السوري و يحترم قراره النهائي والاعتراف الدستوري بحقوق الشعوب والاقليات وجميع المكونات السورية وفي المقدمة حقوق الشعب الكوردي كشعب يعيش على أرضهم التاريخي وحل الأزمة السورية نهائيا لطرد المحتل الإيراني والتركي من سوريا وجميع القوى كروسيا والغرب لتحقيق حلم الأمن والاستقرار لسوريا الوطن ووقف نزيف الهجرة الداخلية والخارجية .

قد يعجبك ايضا