بلقيس البرزنجي
كوردستان هي مهد الحضارة والبشرية ومكان جنة عدن. وعدن هي كلمة سومرية الأصل، حسب كافة الأديان السماوية والأديان الوضعية، قبل الطوفان.
هي جنة عدن حسب التوراة (العهد القديم) سكن آدم في جنة عدن وتقع هذه الجنة بين نهري دجلة والفرات، وهذا المكان هو كوردستان (ميزوبوتاميا) ورسو سفينة نوح على جبل جودي المعربة وهي كودي – كوتي -جوتي عندما شمل الطوفان كل بقاع الأرض، وبالكتاب المقدس بالعهدين الجديد والقديم هي آرارات وقمة آرارات هي إحدى قمم جبال زاغروس ال 95 وتبعد عن قمة جودي (أكري ) بحدود ٣٠ كم٢ والدليل ان الطوفان كان شاملا وشمل كل كوكب الأرض هو أن نوح دعا الحيوانات بوحي إلهي بان يركبوا السفينة من كافة الأجناس الطائرة والزاحفة وذوات الأربعة عدا الحيوانات البحرية لأنها أصلاً تعيش في الماء – وهناك رست السفينة ونزل نوح وقومه إلى اسفل الجبل بمنطقة بوطان واشعلوا النيران.
ويقال من هناك بدأ الاحتفال بعيد النوروز لأنه يوم جديد على نوح وقومه ويقال ان لغة نوح هي كانت اللغة الكوردية حسب المؤرخ التركي اوليا جلبي وتزاوج أولاد نوح وكثر الخلق وتكونت الأجناس والأعراق وأيضاً من ارض كوردستان انطلقت كافة الحيوانات كما قلنا.
السلالات البشرية تشكلت بكوردستان وكذلك الهجرات البشرية الأولى نتيجة تزاحم الناس وعدم اكتفاء المراعي، والسلالة العرقية البشرية الكوردية تشكلت أولاً وسبقت كافة الأعراق بآلاف السنين، وعندها هاجر الناس إلى أفريقيا والهند واوربا واسيا ولقد ذكر الله ان السفينة رست على جبل جودي ما معنى ذلك؟
المعنى هو ان تسمية الجبل نسبة إلى قوم ما كانوا يعيشون هناك وكانت التسمية مؤلفة من الجوتين -الكوتين ومنها اشتق اسم الكورد حيث أن الكوتين أقدم سلالة وقبيلة بشرية على وجه كوكب الأرض على الإطلاق والدليل ماورد بالمصحف الشريف، وهذا دليل أن الجوتين، الكوتين كانوا موجودين قبل الطوفان وأن هذه المنطقة هي سكانهم وإلا لماذا لم يذكر باسم آخر مثلاً.
ثم أن الكورد تواجدوا في الميزبوتاميا التي هي امتداد لجبال زاغروس قبل كل الشعوب والقبائل السامية بآلاف السنين، والقبائل السامية كلها جاءت لغزو بلاد ما بين النهرين من الأشوريين والأكاديين المحتلين.
كان هناك السوبارتين والخالدين والهوريين والميتاتين قبل هذه الأقوام، الميتانين مثلا قضوا على دولة أشور الأولى والثانية ثم انتهت الامبراطورية الميتانية على يد الآشوريين حتى تمكن الميديين من توحيد كل العشائر والقبائل الكوردية، ودمروا الاشوريين للأبد وقبلهم دمر الكوتين دولة آكاد – حسب ما يقول كلياموف: (ان الأكاديين أيضاً كانوا كورداً، والبابليين والكلدانيين) مثلا الأكاديون مصطلح يطلق على مدينة آكاد وليس على أقوام واثنيات وأعراق وسرجون الأكادي نفسه هو كوردي، والأشوريين مصطلح اطلق نسبة للإله السوبارتي الكوردي آثورا (اسور)
وحكم السوبارتيون ميزبوتاميا 456 سنة حيث أن القبائل السامية كانت على شكل أسر ومجموعات صغيرة، والقبيلة التي حكمت آشور القدماء كانت إحداها لكن جميع رعايا الدولة الأشورية كانوا من الميتانيين والسوبارتيين والهوريين والاكاديين (كرومر ديورانت – قصة الحضارة).
والكورد من العرق الأري أي السلالة الأولى التي تشكلت وعلى سلم الجيني الآري، الكورد هم الأول ثم الهنود ثم الفرس ثم الجرمان ثم بقية الأقوام الآرية، هناك هجرات معاكسة حدثت في التاريخ مثلا الكورد وصلوا إلى القفقاز حتى أوكرانيا كانت لهم ممالك والامبراطورية الميدية كانت عريضة وواسعة، وأيضاً الساسانيين حكموا حتى اليونان، والكاروخيون احد أسلاف الكورد قاوموا الإغريق، وهو مذكور عند كزينفون – رحلة عشرة آلاف المقاتل من المرتزقة اليونان الذين كانوا عند الاخمينيين – وميديا هي اتحاد كافة القبائل الكوردية، وكانت أول امبراطورية تبنت النظام الفيدرالي الاتحادي بالتاريخ.
وكان للكورد اربع إمبراطوريات قديما وعشرات الدول والممالك – وبالعهد الإسلامي كانت للكورد 54 إمارة وممالك ودويلات مستقلة وشبه المستقل – حسب المؤرخ الكوردي محمد أمين زكي (تاريخ الكورد وكوردستان) – وشرفخان البدليسي (تاريخ الامارات الكوردية ).
وبالصورة أدناه أسماء بعض الممالك الكوردية وفي التاريخ الحضارات الإيرانية (اي الشعوب الآرية) للكورد الافضلية والمرتبة الأولى في الحضارة
عندما كان للكورد امبراطوريات لم يكن للفرس أي حضور واسم على مسرح التاريخ والحضارة مطلقاً، وبدأ اسم الفرس على مسرح الأحداث بعد انقلاب كورش ابن قمبيز ابن أماندايا ابنة آخر ملوك الميدين إستياك بالانقلاب على جده من أمه بالتعاون مع قائد جيوش الميديين الخائن هارباك وتشكلت الامبراطورية الاخمينية التي كانت مناصفة بين الكورد والفرس ثم جاءت الامبرارطورية البارثية عند احتلالهم بابل – وملك بابل داريوس الثالث كان كورديا وهو الذي حرر اليهود من السبي بدعوة النبي دانيال ووريث الاخمينيين هو الاشكانين وايضا كانت في إيلام وكان للكورد الدور الرائد والحضور القوي حتى جاء الساسانيون واستولوا مرة أخرى على الحكم وأعادوا حضارة ميديا، الساسانيون هم من آل بابك ومن الكورد الفيلية.
الكورد منذ الآزل يعيشون بأرضهم ولم يهاجروا من أي مكان أخرى منذ نشأة البشرية وهناك أدلة دينية عدا الادلة الاركولوجية الكتب السماوية ذكرت ذلك، القرآن رسو سفينة نوح على جبل جودي التوارة رسو سفينة نوح على جبل آرارات التي تبعد عن قمة جودي (أكري) ٣٠ كم.
عند الصابئة في كتاب كنز ربا رست السفينة على جبل قاردو – عند الاشورين جبل قردو، والكورد تعرضوا منذ قرون لغزوات القبائل السامية والطورانيين على الدوام، حتى جاء الغزو الإسلامي الاستيطاني والتوسعي فرض على الكورد والشعوب الأصلية الدين الإسلامي بالقوة وتعرضت هذه الشعوب لحملات التعريب والصهر منذ ١٤٠٠ سنة ولحد هذه الساعة وبنفس المقاس فعل الأتراك الطورانيون الغزاة منذ حوالي ٨٠٠ سنة عندما غزو الأناضول
للكورد اربع امبراطوريات : الامبراطورية الميتانية الهورية-الامبراطورية الهتيتية الذين هم أقرباء الكوتيين ومن نفس الارومة، والامبراطورية الميدية العظمى، والامبراطورية الساسانية.
وكان للكورد عشرات الممالك القديمة، مثل مملكة آيلام وكاشان واوراراتو ومملكة كورديوم والجوتيوم ومملكة المانائيين، ومملكة لولو (اللولوبين)
وممالك أخرى.
الحضارة البابلية هي حضارة كوردية من أصل 88 حاكم على بابل كان 86 منهم من الكورد – عدا ان ما يدور من كلام المؤرخين ان السومريين هم من قبائل زاغروسية وان السومريين والإيلاميين كانوا قوما واحدا ثم انفصلوا عنهم وكانت تفصل إيلام وسومر فقط نهر الدجلة.
والأدلة اللغوية والقواعد اللغة مشتركة بين الكورد والسومريين وكذلك المعتقدات الدينية قريبة من الديانة اليزدانية وكذلك الأزياء وان اللغة السومرية هي لغة التصاقية مثل اللغة الكوردية وليست إشتقاقية مثل الغات السامية وأن حروف G,J,P,V لا توجد في اللغات السامية، والكاشيون حكموا بابل 500 سنة، والكوتيون حكموها 150سنة والإيلاميون اكثر من 100سنة، والهيتيون والسوباريون.
تعداد الشعب الكوردي حاليا يتجاوز حوالي 75 مليون نسمة، حسب إحصاءات المعهد الكوردي في الدانمارك 2022، لأنه لا توجد إحصاءات رسمية ودول ليس من مصلحتهم إجراء الاحصاء وكشف الارقام الحقيقية لأنه يكشف زيف وبطلان المستعمرين.
وهذا عدا الاصول الكوردية والقبائل والعشائر التي طالتها التعريب والتفريس والتتريك وعدا الكورد الذين يعيشون في المدن العراقية الصرفة والسورية والتركية والإيرانية.
مثلا في بغداد يعيش أكثر من مليون كوردي وفي العاصمة دمشق ومدينة حلب السورية هناك مئات الآلاف، وفي اسطنبول يعيش أكثر من 5 مليون كوردي وفي انقرة 4 مليون كوردي، وفي خراسان يعيش حوالي 3 ملايين كوردي وفي هوزستان نصف سكانها من الكورد ويوجد في المدن السورية الأخرى الكورد بنسب متفاوتة، وتوجد أقليات كوردية في السودان واليمن ولبنان وافغانستان وباكستان وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة وارمينيا والهند
والكورد في مصر يتجاوز عددهم ال 8 مليون كوردي وأيضاً هناك في إسبانيا بعض العائلات الكوردية الذين يتكلمون باللهجة الفيلية.