التآخي- ناهي العامري
عقد بيت البياع الثقافي جلسة فكرية، استضاف فيها الشاب (يونس عباس حسن العبادي) قدم خلالها محاضرته الموسومة (تصوراتي عن الوجود الأول للانسان)، الملفت والمبهر، ان يونس شاب لم يبلغ سن الرشد، مواليد ٢٠٠٦ وما زال في الصف السادس الاعدادي العلمي، ابحر بنا في موضوع فلسفي، نال من بحوث الفلاسفة والمفكرين والباحثين الكثير .. الكثير، وما زالوا عاجزين عن تقديم اجابة شافية وكافية له، لذا فأن الحضور صفقوا ووقفوا إعجابًا بموهبته المبكرة، كذلك نباهته وجرأته الادبية.
استهل العبادي محاضرته بتوصيف الانسان، باعتباره العاقل الوحيد من بين بقية الحيوانات، قادرا على التفكير، واستخدام اللغة والنطق في سلوكه اليومي، ثم عكف على اقدم المراحل التاريخية لظهور الانسان، وبدأ بما تصورته الاديان الابراهيمية عن عمر الانسان، حيث اختلفت الاراء بينها، فالنصوص الاسلامية لم تذكر رقما دقيقا بهذا الشأن، الا ان هناك حديثا صحيحا يعارض قول اليهود والنصارى بعدم تجاوزه بضعة الاف، فقد جاء في السنة ان عدد الرسل الذين ارسلهم الله لخلقه بلغ ١٢٤ الف، لم يذكر القرآن منهم سوى خمسة وعشرين فقط، هذا العدد الهائل يشير إلى عدد هائل من الامم والحضارات التي يستحيل ظهورها واندثارها خلال عشرة آلاف سنة فقط.
عرج يونس الى الحفريات التي قامت بها البحوث العلمية، للتوصل الى نشأة أو ولادة الانسان الاول، حيث ان هناك حفريات تشير الى ان البشر كان في افريقيا قبل حوالي ٣٠٠ الف عام، ومن هنا طرح المحاضر سؤال، هو، هل يمكن لنا الاستدلال على المدة الزمنية التي ظهر فيها الانسان على الارض التي عمرها ٤/٥ مليار سنه على وفق نظريات علم الارض، وهناك اعتقاد ان السومريين هم من سلالة مخلوقات فضائية، احتلوا الارض واسسوا اول حضارة في وادي الرافدين، ومن ثم وادي النيل، وقد تبنى هذه النظريات كثير من المفكرين العالميين، اهمهم عالم السومريات زكريا سيتشن الذي اصدر كتابه ذائع الصيت، (الكواكب الاثني عشر) عام ١٩٦٧ ، ذكر فيه المعجزات التقنية لحضارة سومر القديمة، وتتلخص نظريته، ان مخلوقات فضائية قدمت من كوكب (نيبيرو)، هذا الكوكب يدخل مجموعتنا الشمسية كل ٣،٥٠٠ عام، ومخلوقاته تشبه البشر تقريبا، جاءت تبحث عن الذهب والزئبق، ومن خلال عملياتها المختبرية قامت بتطوير الانسان البدائي، عن طريق مزاوجة جيناتهم الوراثية مع الانسان، لتعجيل عملية تطوره الذهني، ودليل ذلك اعتمادا على النص المكتوب على اللوح الخامس الذي وجده زكريا، ( قال انكي: دعونا نخلق لولو عامل بدائي ، ليتولى مشقة العمل)، وقد اعتمد المحاضر على كثير من النصوص القرآنية والتوراتية والانجيلية ليؤكد وجود التقنيات التي خلفتها مخلوقات كوكب نيبيرو منها المراكب الفضائية التي عرج بها أخنوخ الى السماء السابعة وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أكد كثير من العلماء الروس والامريكان ان الارض ليست وحدها التي تعيش عليها كائنات عاقلة، ويبقى سؤال: متى ظهر الانسان على الارض، ومن اين اتى؟ محير للعلماء والباحثين، وأملنا كبير من ان الطالب المجتهد يونس حسن العبادي، وغيره من شباب العراق يرفدوا البشرية بنظريات وبحوث تساهم في الكشف عن سر الانسان وتاريخ وجوده.