جاسم العقيلي
لقد عرف الإعلام بفعل التكنولوجيا والإيصال والتحولات الكثيرة التي مست كيانه وشهدت تغيرا كبيرا في وظائفه التي كانت نتيجة منطقية لتحولها في بعض الأحيان من غرض الإعلام الذي كان يميز واقعها داخل المجتمع إلي غرض صناعة التضليل والإشاعات الذي يتجاوز بعدها الإعلامي .
وانتشار العرضي للمعلومات المغلوطة وغير الدقيقة ان التضليل الاعلامي يعتمد على اخفاء الحقائق عن الجمهور من خلال توجيه الراي العام نحو اهداف معينة بعيدة عن المصلحة العامة .
الدكتور فريد حاتم يعرف التضليل الاعلامي بانه “معلومات كاذبة مقصودة تقدم فائدة من اجل شن عملية عسكرية فاعلة ، والكشف عن تسريب معلومات واعادة توجيه تسريبها ، وتوجيه عملية التلاعب بالوعي والتحكم به كذلك ، وتنويه احد ما عن طريق تقديم معلومات ناقصة او كاملة لكن غير مفيدة وتحريف جزء منها في نفس الوقت ” .
ان التضليل الإعلامي يسعى إلى نشر المعلومات المغلوطة قصدا إلى الخديعة وإلحاق ضرر وخيم ويكون ناجحاً عندما يشعر المضللون بأن الأشياء هي علي ما هي عليه من الوجهة الطبيعية ، اذ ينشط التضليل الاعلامي خلال فترات الحروب والصراعات والانقلابات .
يقول باول فرير ” ان الحكام لا يلجؤون الى التضليل الاعلامي الا عندما يبدا الشعب بالظهور كإرادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية ” .
فالتضليل الاعلامي يعتمد على وسائل القنوات الفضائية والتلفزيونية والاذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف والدعاية التجارية والبرامج والندوات والمؤتمرات في تمرير ونشر معلوماته الكاذبة
ونقل السلبيات الى الجمهور وتوجههم الى ثقافة معينة تخدم اهداف التضليل وتعتيم الحقائق .
وهذا الكم الهائل من التضليل الإعلامي الذي يحيط بالجمهور الا ان هنالك فئات كبيرة من الجمهور تدرك من خلال بحثها وتمحيصها عن اساليب التضليل الاعلامي وكشفه وعدم تبني اراء ومواقف وسائل الاعلام المضللة من خلال التدقيق في خلفية تلك الوسائل الاعلامية ومن يمولها والمصدر الذي تعتد عليه في معلوماتها وعدم تصديق ما يبث منها من معلومات واخبار .