غوتيريس يندد بـ “انتهاكات للقانون الدولي” في غزة ويدعو الى وقف إطلاق نار فوري

التآخي ـ وكالات

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بـ “انتهاكات للقانون الدولي” في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق نار فوري، في حين تواصل إسرائيل قصف القطاع ردا على هجمات حماس، وسط انقسام حاد في مجلس الأمن الدولي. وفي الأثناء وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء إلى عمان، المحطة الثانية في جولته في المنطقة لإظهار تضامن فرنسا مع إسرائيل.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن خمسين شخصا في الأقل قتلوا “في الساعة الأخيرة” مساء الثلاثاء في “مناطق عدة” من قطاع غزة، في وقت لا يلوح فيه أي مؤشر على اقتراب للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وتصر إسرائيل على أنها ماضية في عمليتها البرية، لكنها لم تعلن عن تاريخ محدد لبدئها.

وأدى القصف الإسرائيلي ردا على هجمات حماس، بحسب الوزارة إلى مقتل أكثر من 5791 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين وبينهم 2055 طفلا. فيما قتل في العملية التي شنتها حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 1400 شخص.

وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن ثلاثة فلسطينيين قُتلوا وأصيب آخرون بجروح في غارة شنتها فجر الأربعاء طائرة مسيرة إسرائيلية قرب مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت “وفا” عن مصادر محلية قولها “استشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب آخرون، فجر الأربعاء، جرّاء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في مخيّم جنين”.

وأوضحت أن “طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخين في الأقل صوب مجموعة من المواطنين في محيط مقبرة مخيم شهداء جنين، ما أدّى لاستشهاد الشبّان: محمد قدري الصباح، ومحمود الفايد، ومحمد أبو قطنة، إضافة لإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفيات مدينة جنين”.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه نفذ في هذه المنطقة “أنشطة لمكافحة الإرهاب”، من دون أن يشير إلى سقوط قتلى أو جرحى خلالها.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة بطائرة مسيرة على فلسطينيين أطلقوا النار على قواته خلال مداهمة بمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء أن مقاتلاته أغارت على “بنى تحتية عسكرية” في سوريا ردا على صواريخ أطلقت الثلاثاء من هذا البلد باتجاه الدولة العبرية.

وقال الجيش في بيان إن “طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي قصفت بنى تحتية عسكرية وقاذفات هاون تابعة للجيش السوري ردا على إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه إسرائيل”. وأكد متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية أن الغارة استهدف مواقع في داخل سوريا.

وقالت الولايات المتحدة للأمم المتحدة الثلاثاء إنها لا تسعى إلى صراع مع إيران، وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن واشنطن ستتصرف بسرعة وحسم إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها أفرادا أمريكيين في أي مكان.

وفيما يتعلق بالمساعدات الانسانية، ذكرت وزارة الخارجية المغربية في بيان، أن طائرتين عسكريتين محملتين بمساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين غادرتا المطار العسكري بمدينة القنيطرة شمالي الرباط في اتجاه مطار العريش بمصر.

وأضاف البيان أن هذه المساعدات تشمل “كميات مهمة من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمياه”.

ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء الى عمّان، المحطة الثانية في جولته في المنطقة لإظهار تضامن فرنسا مع إسرائيل بعد هجمات حماس غير المسبوقة في السابع من تشرين الأول، على وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.

وعلى صعيد متصل أفادت وزارة الخارجية القطرية أن المفاوضين القطريين الذين يبذلون جهودا بهدف الإفراج عن الرهائن لدى حركة حماس في قطاع غزة، لديهم “أمل كبير” بالتمكن من إطلاق سراح مزيد من المحتجزين.

وعلى صعيد الاوضاع في مناطق اخرى، تعرض عدد من عرب إسرائيل والفلسطينيون في القدس الشرقية المحتلة لطرد من العمل بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضامن مع قطاع غزة.

وذكرت المحامية عبير بكر، موكلة الفنانة دلال أبو آمنة التي اعتقلت لمدة قصيرة في مدينة الناصرة، لوكالة الأنباء الفرنسية أن هذه الأخيرة كانت “توجهت إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بعد أن تلقت مئات رسائل التهديد بالقتل باللغتين الإنكليزية والعبرية لها ولعائلتها، فتم التحفظ عليها لأنها نشرت تعليقا على فيس بوك”.

وأضافت “وضعوا الأصفاد في يديها وقدميها… وتعاملوا معها بإهانات وإذلال. يريدون أن يخيفوا الناس ويلقنوهم درسا عبر دلال”، متابعة “لقد كتبت فقط جملة واحدة” ونشرت دلال أبو آمنه على صفحتها منشورا باللون الأسود جاء فيه “لا غالب إلا الله”.

من جهتها الشرطة الإسرائيلية تقول في بيان أنها أوقفت أبو آمنة بشبهة “نشر منشور تحريضي” وبشبهة “سلوك قد ينتهك السلم العام”.

وفضلا عن كونها مغنية، فان، دلال أبو آمنة طبيبة وباحثة في علم الأعصاب في مدينة حيفا، ولديها مليون متابع على إنستغرام؛ وقضت محكمة الصلح في مدينة الناصرة الأربعاء إطلاق سراحها من السجن وفرضت عليها الإقامة الجبرية في بيت والدتها بمدينة الناصرة، ودفع كفالة مالية بقيمة 2500 شاقل أي نحو 625 دولارا، وعدم كتابة أي مدونة تتعلق بالحرب والظروف الراهنة لمدة 45 يوما.

ويوميا، تنشر الشرطة بيانات عن اعتقال أشخاص كتبوا أو وضعوا إشارت إعجاب (لايك) على محتوى أو صورة تعد تحريضية، وبين هؤلاء من تداول أشرطة فيديو لإسرائيليين قتلوا في هجوم حركة حماس، وفق الشرطة.

وقتل في إسرائيل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا على أيدي حماس في اليوم الأول من هجومها غير المسبوق، وفق مسؤولين إسرائيليين؛ وهناك 203 أسرى في أيدي حماس، وفق الجيش الإسرائيلي.

وترد إسرائيل على هجوم حماس بقصف عنيف ومكثف على قطاع غزة قتل نتيجته الالوف معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وفر أكثر من مليون شخص من منازلهم إلى مناطق أخرى، لا سيما إلى جنوب القطاع، هربا من القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة.

وخوفا من الملاحقة، رفض أشخاص في القدس الشرقية و في داخل إسرائيل من الأقلية العربية الرد على أسئلة وكالة الأنباء الفرنسية، بحسب الوكالة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية الأربعاء أنها “أوقفت 76 شخصا” من القدس الشرقية المحتلة “للاشتباه بارتكابهم جرائم تحريض على فيس بوك ودعم منظمات إرهابية”. ومن بين هؤلاء محامية من القدس وطباخ يعمل في مطعم إسرائيلي جرى فصله وخطيب مساجد.

وأشار محامون إلى توقيف شاب من قرية كابول في الشمال لمدة خمسة أيام بسبب نشره صورة أطفال في غزة مع عبارة “قلبي معكم”.

وأوضح مدير مركز “عدالة” الناشط في مجال الدفاع عن الأقليات العربية حسن جبارينس أن “هناك الكثير من اليمينيين الذين يقدمون شكاوى ضد المواطنين العرب”. ورأت المحامية عبير بكر أن “ترجمات المدعين من العربية إلى العبرية تكون غالبا مغلوطة وتؤدي إلى تفسيرات خارجة عن سياقها”.

وأعلن مفوض الشرطة كوبي شبتاي منع “المظاهرات ضد الحرب”، الأمر الذي يعده مركز “عدالة” غير قانوني. ويتعرض طلاب وعمال داخل إسرائيل للفصل وملاحقات قضائية، وفق ما أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأربعاء في افتتاحيتها.

وكتبت الصحيفة إن حالة الطوارئ المفروضة حاليا في إسرائيل “تشكل أرضا خصبة لانتهاكات الحقوق الفردية، وفي المقام الأول حرية التعبير”.

وأضافت أن المدعي العام للدولة عميت إسمان يدعم إجراءات “التحقيق والاعتقال والملاحقة القضائية ضد أي شخص ينشر كلمات ثناء للفظائع”، في إشارة إلى ما قامت به حركة حماس، مضيفة أنه يريد التشدد في ملاحقة جرائم “التحريض على الإرهاب أو العصيان أو العنصرية أو العنف والفتنة والإضرار بالمشاعر والتقاليد الدينية وإهانة موظف عمومي”.

وتابعت هآرتس أن “مواطنين عرب عبروا عن مواقف مخالفة للتوجه العام (الإسرائيلي المعادي لحماس) تم فصلهم من وظائفهم”، وأن “بلدية رحوفوت على سبيل المثال، طلبت من متعهدي مشاريع البناء في المدينة التوقيع على إقرار بعدم تواجد عمال عرب في الموقع”.

وقال مدير جمعية “مساواة” الحقوقية جعفر فرح “جرى منذ بدء الحرب فصل نحو 150 عاملا ونحو 200 طالب وطالبة (عرب) من جامعات ومعاهد مختلفة” لأسباب تتعلق بإبداء آراء متضامنة مع قطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصدر الأربعاء بيان عن رؤساء الجامعات الإسرائيلية موجه إلى وزير التربية والتعليم يوآف كاش قالوا فيه “إنهم يقومون بدورهم بمحاسبة القليلين الذين يعبرون عن تضامنهم مع منظمات الإرهاب”؛ وأكد مستشفى في بيتح كيفا صرف طبيب بعد وضعه منشورا “يدعم الإرهاب” على أحد حساباته.

وصرفت معلمة عربية من مدرسة ثانوية في مدينة طبريا حتى إشعار آخر بعدما وضعت “لايك” على صفحة “عين على فلسطين” على موقع “إنستغرام”، وفق مجموعة محامين يتابعون القضية.

وعلق رئيس بلدية طبريا بالإنابة بوعز يوسف بالقول “إذا أرادت أن تعلّم فلتذهب لتعلّم في غزة”.

قد يعجبك ايضا