الجزائر تفتح أبوابها لمجموعة إم.بي.سي .. واستبدال حالة الانغلاق الإعلامي

 

التأخي / كوثر السليم

كشفت وزارة الاتصال الجزائرية أن قنوات أم.بي.سي السعودية بدأت خطوات عملية من أجل الدخول إلى السوق الجزائرية، فيما يبدو الاهتمام الرسمي بهذه الخطوة بهدف منح الجزائر نافذة نحو المشرق العربي والترويج لإنتاجاتها الفنية والثقافية التي لا تصل إلا إلى المتلقي المحلي

وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الرسمي في الإنترنت إن محمد لعقاب وزير الاتصال استقبل علي الحديثي الرئيس المدير العام لمجموعة إم.بي.سي برفقة المدير التنفيذي سام برنات .

وأبدى ممثل القناة رغبته في تعزيز الشراكة مع الجزائر من خلال فتح مكتب لقناة إم.بي.سي في الجزائر، وإطلاق اشتراكاتها عبر منصة شاهد الإلكترونية، معبرا في الآن ذاته عن رغبة المجموعة في إنتاج عدة برامج إخبارية وثقافية ورياضية، بالإضافة إلى إنتاج أفلام ومسلسلات جزائرية، وذلك بالعمل مع مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو جزائريين

ويشير هذا التوجه من قبل وزارة الاتصال الجزائرية إلى أن السلطات تنوي الانفتاح على المشرق العربي ومنح الإنتاج الفني والثقافي فرصة للخروج من الإطار المحلي والوصول إلى قاعدة جماهيرية أوسع، خصوصا في ظل محدودية القاعدة الجماهيرية للإنتاج الجزائري. ويسود الجمود الإعلام الجزائري، ما يعكس ضعف التأثير داخليا وخارجيا بسبب الطريقة التي تتم إدارته بها والتركيز على تحسين صورة النظام ومهاجمة كل منبر يخالف سياسته

وبحسب السلطات الجزائرية فإن التعاون سيشمل عدة قطاعات (القطاع المالي، التجارة، الثقافة…). في المقابل أبدى الوزير استعداده الكامل للمساهمة في إنجاح هذه المبادرة، سواء من خلال إزالة العراقيل التي قد تطيل هذه العملية، أو عبر عرض سيناريوهات لأفلام جزائرية، خاصة التاريخية منها، بالتنسيق مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وكذلك وزارة الثقافة والفنون، مؤكدا على التزام الدولة بتسهيل اعتماد وعمل القنوات السعودية، على غرار إم.بي.سي وقناة الحدث، وفقا للقانون العضوي للإعلام .

ويرى متابعون أن الفرصة سانحة لعدد من الفنانين والإعلاميين الجزائريين للتعبير عن رغبتهم في فسح المجال أمام قنوات أكثر بالجزائر، من شأنها الوصول بهم إلى قاعدة عريضة من الجمهور العربي كما في المغرب

وتسعى مجموعة إم.بي.سي لتوسيع انتشارها في شمال أفريقيا والتوجه إلى سوق إعلاني كبير بعد أن أطلقت قناة إم.بي.سي5 المغاربية، ورفع نسبة المشتركين في منصة شاهد .

وتهتم المجموعة الإعلامية السعودية الضخمة بسوق الإعلان الواسع في الجزائر، حيث تحرص الشبكة على التوجه إلى أسواق بديلة للاستثمار، مع التعاون مع شركات الإعلانات المحلية التي كانت قد أغنت خزينتها خلال السنوات الماضية .

يذكر أن أم.بي.سي5 أو أم.بي.سي المغرب تلقى رواجا كبيرا لدى المشاهدين في الجزائر. وتحاول وزارة الاتصال الجزائرية عبر تأكيدها تسهيل انطلاق إم.بي.سي الجزائر أن تجذب المشاهدين الجزائريين إلى الإنتاج والسردية الجزائريين .

ويطرح متتبّعون العديد من الأسئلة عن طبيعة برامج أم.بي.سي الجزائر، وعما إذا كانت برامجها وأعمالها الدرامية ستلائم ذوق المشاهد الجزائري، وما إذا كانت قد أخذت بعين الاعتبار طبيعة المجتمع المحافظ في عمومه، والذي يتعامل مع القنوات التلفزيونية العربية بانتقائية شديدة، إلا أن ثمة أسئلة أهم مطروحة حول غاية إنشاء القناة، على المستوى السياسي تحديدًا

 

وكان المغرب سباقا في الرؤية الإستراتيجية للانفتاح الإعلامي على المشرق العربي؛ حيث أشار وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس مجموعة قنوات إم.بي.سي، إلى دور المغرب السباق في دعم وتشجيع انطلاق أولى قنواته إم.بي.سي1 من خلال تشجيع الملك الراحل الحسن الثاني له على بث القناة أرضيا في المغرب، قائلا “المغرب كان أول مستقبل لمشروعي الإعلامي في وقت رفضت فيه دول عربية الحديث والتداول في الموضوع لأسباب غير واضحة .”

وتسعى المجموعة إلى الاستثمار بأفضل الإنتاجات المحلية، وتعزيز السوق وتوسيعها، وذلك بحكم الفائدة المشتركة بين المنتجين والمخرجين والكفاءات من جهة أولى، وأم.بي.سي من جهة أُخرى .

كما يصُب التعاون في مصلحة الاقتصاد الوطني الجزائري، من ناحية المساهمة في جذب الاستثمارات إلى القطاع الإعلامي، والتحفيز على إيجاد فرص عمل جديدة خصوصاً للشباب، إضافة إلى تنشيط عملية تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين ما هو محلي وإقليمي وعالمي .

وتأسست مجموعة إم.بي.سي في لندن عام 1991، حيث انطلقت قناة أم بي سي1 كأول فضائية عربية خاصة عبر الأقمار الاصطناعية، قبل أن تنتقل المجموعة إلى دبي في عام 2002. وفي عام 2022 جاءت عملية انتقال المقر الرئيسي إلى العاصمة السعودية الرياض لتؤرّخ لمرحلة جديدة من النمو والتوسع تخوضها المجموعة التي تنضوي تحت مظلتها منصة شاهد التي تعد أكبر مزود للأعمال الأصلية العربية في العالم، إضافة إلى أكثر من 17 قناة تلفزيونية وإذاعية رائدة .

وأشار آل إبراهيم إلى إستراتيجية المجموعة القادمة، قائلا “إذا كنا في المراحل السابقة نسعى للوصول إلى المشاهدين العرب فإننا نعمل اليوم بكل إصرار على أن تكون مجموعة إم.بي.سي واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية العالمية .”

 

قد يعجبك ايضا