ماذا بعد طوفان الأقصى؟!

احسان باشي العتابي

ما يثير عجبي أكثر ،من خطوة كتائب القسام ضد الاسرائليين ،هو السطحية والنظرة الضيقة للبعض،إذ كيف عقلوا أولئك، أن كتائب القسام ،تمتلك تلك الإمكانيات، التي تجعلها تستهدف المستوطنات الاسرائيلية، بهكذا عملية “شاملة ومكشوفة” ؟!

كلنا يعلم ،ماهي الامكانيات التي يمتلكها الكيان الصهيوني،التي تتيح له حماية نفسه،وفي مقدمتها مجساته المعلوماتية الدقيقة والحساسة،ناهينا عن إمكانيات الدول الكبرى،التي تهتم بالدفاع عن المصالح الاسرائيلية، بدرجة كبيرة، قد توازي درجة اهتمامها بمصالحها! لا أقصد أن نقف مكتوفي الأيدي، إزاء ما تقترفه سلطة الاحتلال الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين ،بل لابد من تحرك مدروس، تكون ثماره إيجابية للجميع،لا سيما فلسطين بالدرجة الأولى.

أزمة فلسطين لم تبدأ في عام(1947) كما هو المشاع! بل بدأت بحسب ما موثق تأريخيا ،منذ عام(1897)-المؤتمر الصهيوني الأول- وحتى يومنا هذا! والذي خلق بدوره صراعًا عربيًا اسرائيلياً ،والذي طالما عرض الدول العربية لأزمات وحروب على كافة الأصعدة ،فكانت تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط برمته!

من أجل ذلك، بدأنا نلمس تغير كبير ،بالمزاج العربي تجاه القضية الفلسطينية! على المستوى السياسي، والحكومي ، والشعبي حتى ،لكن بنسب متفاوتة بين بلد عربي وأخر! وهذا ليس طعنًا بالعرب ،بقدر ماهو واقع معاش، ولعل السبب بذلك ،يعود بالدرجة الأولى؛ لتشتت موقف القوى الفلسطينية ذاتها تجاه قضيتهم! بمعنى أدق”تعدد ولاءاتهم” والتي أضرت القضية أكثر مما نفعتها! وما يثبت صحة كلامي بهذا الخصوص، تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إزاء حماس بخصوص مجريات الأحداث الآنية في غزة تحديدًا!

إذًا ما يحدث، هو تحصيل حاصل،لمخطط وضع ونفذ منذ عشرات السنين، وليس وليد اللحظة! وعملية طوفان الأقصى كما آراها للأسف الشديد،ستكون القشة التي ستكسر ظهر البعير! بتعبير أخر ،هي الجزء الأول لمجريات الأحداث الآنية لذلك المخطط! فمجريات الأحداث تشير ببدء تنفيذه، بدءًا من محاولة تضييق الخناق على أهل غزة تحديدًا، لإجبارهم ترك أراضيهم ،والنزوح حتى خارج حدود فلسطين!

وتشير بعض المعلومات المسربة،أن نزوح الفلسطينيين هذه المرة، سيكون بإتجاه غرب العراق تحديدًا ،بغية إيجاد توازن طائفي بالداخل العراقي من جهة ، وإقليمي من جهة أخرى! وهذه الخطوة على وجه الخصوص، يعلم بها بعض سياسيي المرحلة الحالية بالعراق،وهم داعمين لها بقوة! كما أشارت تلك المعلومات ،إلى أن رؤساء الدول العربية على علم بها! وللأمانة فيهم غير مرحب بها إطلاقا، لكنهم لا يملكون أدوات تعطيلها!

وهنا يراودني تساؤل.. حماس أحد أدوات تنفيذ ذلك المخطط عن علم آم بدون علم؟!

قد يعجبك ايضا