اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 24- 10- 2023
عن دار الثقافة والنشر الكوردية ببغداد في العام 2007 عندما كان البروفيسور فؤاد حمه خورشيد مديرها العام صدر كتاب بعنوان ( محمد البدري- الشاعر والصحافي المبدع)، الذي كان من إعداد ( شعبان مزيري وفائزة باوه) ومن تقديم ومراجعة ( أحمد محمد النقشبندي)، والذي طبع في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد بطبعته الأولى. وردت فيها قصيدة بعنوان ( إلى البارزاني الخالد)([1]):
– ” لم تمت أنت كيف أنت تموت
وذرى المجد عندك الملكوت
لم تمت أنت ، كذبة روجوها
قبرت من قبل ان يضمها تابوت
انت حي تعيش في كل قلب
وفي أي عين تريد أنت تبيت
لم تمت انت انما كبرياء
يحمل الصقر جرحة ويفوت
يا أبا الكورد نم قريرا فها قد
فاح زهوراً جهادك المستميت”.
وفي مكان آخر مِنَ الكتاب نفسه وتحت عنوان ( كلمات من كوردستان)، الذي طبع في الديوان الثالث عند مطبعة شفيق ببغداد عام 1970، أهدى محمد البدري كلمته هذه إلى (( رمز نضال شعبنا الكوردي الملا مصطفى البارزاني)):
– ” الـپـارتِ.. حقّق للأكراد معجزة
ونال حقاً بإخلاصٍ وإيمانِ
وقاد شعبي بعزمٍ لا مثيلَ لهُ
ليث الجبال، أبو الأكراد ( بارزاني)”.
وكان قد كتب البدري قصائد كثيرة عن نوروز منها ما ورد في نفس المصدر تحت عنوان ( سمفونية نوروز الكبرى):
– ” إنّهُ الصيف
دَعْ مناغات احتراق جراحات اعماقك
لأنّ شلالات مواكب قصائد دموع ودم
هيا ابعث الاهتزاز في دنيا الاعشاش
والينابيع والطيور
دمر خيمة الليل ومشانق النوم بفيضان بحار ثأرك
عزف السماء والآفاق الرحبة والقمم والصخور المفتقرة الى الرحمة بهويتك
إنّهُ الصيف و (( فرهاد)) لازال كعادته
مُدمراً في عشق (( شيرين))
إنّهُ الخريف أفاقَ القصائد تعيش العتمة
اللصوص وقطاع الطرق هم الآن أبطال ميادين الحظ والامنيات
الألسنة خرساء والأفواه مُكبلة ويتساقط الموت مطراً
إنّهُ عرش (( اهريمن))
الصخب والهلوسة والضجيج قانون الحياة يعاني الاختلال
تتساقط الأوراق وغبار وأتربة إله الموت من دون حدود
الثعلب متماد في استئساده والاسد يعيش الأسر والغول قد سد مسار النهر
بانتظار الشيوخ والشباب
إنّهُ الشتاء مطر وزوابع وتساقط الوفر الاشجار والصخور والقمم
صارت ملاذ الالم والهموم
وما يمارسه (( الضحاك)) ليس بالشيء الكثير
إنّهُ قرار المصير والكلمة الذهبية لهذا العصر أنْ يكون مُخ شباب هذا الشعب
دواءً وعلاجاً ومرهما لجراحات (( الضحاك))
إنّهُ الشتاء وهدير اعماق هذه الارض صارت اعصاراً
لكنس جبال الهموم
الحجارة صارت قنبلة والجبل قلعة للأسود والاشجار دروعا
إنّهُ الربيع انه فيضان حقد (( كاوة))
إنّهُ صدى لثارات المدينة
إنّهُ بحر العاطفة والمشعل الشامخ لنوروز
إنّهُ رمز تحرر وخلاص الشعب غمغمات تتعالى وراية النضال مدماة
تتبارى الانغام ويتصاعد الموسيقى
أيها الشعب الكوردي لا تكف في يوم جسراً وأهدم جدار الهم واليأس لأنّ استار صمت اعماقك دموع ودم بشرى
فقد انهارت قلاع (( الضحاك))
وفي كتاب تحت عنوان ( نوروز- ثورة كاوه) الذي صدر عن نفس الدار والعام نفسه الطبعة الثانية لــ ( محمد توفيق ووردي) ورد عن نوروز:
– ” من اين جاءت كلمة نوروز؟. ولماذا يحتفل الشعب الكردي بهذا العيد؟. ان كلمة نوروز تعني ( اليوم الجديد) وهذا العيد ليس كما يدّعي بعض العنصريين للفرس فقط، بل تحتفل به كافة الشعـوب الايرانية والافغان والاذربيجانيون والبلوج وعرب الجنوب ايضا منذ مئات السنين. وهناك روايات وقصص عديدة حول منشأ هذا العيد ويدّعي بعض الرجعيين بأنه عيد لـــ ( المجوس) وذلك للنيران التي تُشعل فوق قمم الجبال وفي المدن والقصبات والارياف. ولكن هذا غير صحيح لأن إذكاء النار يعود سببه الى أنّ المناطق الكردية باردة منذ القديم، حيث لا يملك ساكنيها وسائط النقل والهاتف والبرق والراديو. فعندما توقد هذه النيران فوق التلول وعلى قمم الجبال يُدرك سُكان السهول بأن عيد النوروز قد حلَّ، فتبدأ الجماهير الشعبية باحتفالاتها القومية في كل مكان. وهذا العيد يصادف ( ۲۱) مارس حيث ان الجو يعتدل ويزول البـرد القارص وتبدأ الثلوج بالذوبان وتُشرق الشمس الساطعة، وتنبت الورود الزاهية في ربوع كوردستان وتخرج الجماهير الشعبية عن بكرة ابيها الى الحدائق أو الساحات العامة للرقص والغناء، وهكذا يعم الفرح والسرور كل بيت وركن”.
وفي عنوان فرعي آخر ( أم فريدون تبوح الأسرار لأبنها) من المصدر نفسه ( نوروز- ثورة كاوه) ورد ايضاً:
– ” مضت سنين وسنين… فشب فريدون وأصبح شاباً قوياً وذكياً وشجاعاً. وفي يوم من الأيام قال لأمه ( مَن) هو أبي؟… ولماذ ترتعدين من سماع اسم ( الضحاك)؟.
فقالت الأم: (( كان أبوك رجلا من الشجعان ومن أحفاد جمشيد، كان مُحباً للخير، ولكن في يوم من الأيام وقع بين يدي جنود ضحاك المجرم، فقدموا مُخَهُ طعاما للثعابين، فأصبحت أرملة وأنت يتيم الآن.. وقد أخبره المنجمون الملك بأن شاباً قوياً أسمه ( فريدون) سيقضي عليهِ أن عاجلاً أم آجلاً… فبدأ الضحاك وجواسيسه وجنوده يفتشون كل مكان ويحاولون الغدر بك.. وقد كشف مكانك من قبل جواسيسه فذبحوا بقرتك وقتلوا حارس الحديقة الذي رباك.. فالتجئت الى هنا خوفاً عليك)).
فغلى الدم في عروق ( فريدون) وكاد يتمزق قلبه من الحقد على الطاغية فقال لأمه:
– طالما حرمني من أبي وقتل الآلاف من أبناء الشعب فلن تكون لي راحة ولا طعام إني مُصمم على أن اقارع هذا المجرم وأدمر قصره وأحوِّل جسده الى تراب واثأر لكل بائس ويتيم!!.
وأعلن الثورة عليه.
الأم: لا تتعجل، ولا تكُن يا بُني متهوراً، أنه ظالم وجبار يملك جيوشاً جبارة ويحكم سبعة بلدان ويتمكن من أن يجمع جيوشاً عظيمة بإشارة واحدة، عيونه وجواسيسه اكثر من أوراق الأشجار.. انصحك أن لا تبدأ الحرب معه لأن فيها مخاطرة، وليس لديك الآن أعوان كثيرون لذلك تخاف منه حتى الوحوش المفترسة.
ولكن الشاب الشجاع قرر أن يحارب الطاغية ويثأر لأبيه وكافة الشهداء والمظلومين”.
[1] – نُشِرَت في مجلة ( نوروز العراق)، العدد 34، ص 58 ببغداد.