شيركو حبيب
صدر عن مركز اتون مذكرات السفير شريف شاهين السفير الاسبق لجمهورية مصر العربية لدى بغداد، الكتاب يقع في 165 صفحة من الحجم المتوسط، ويسلط السفير شاهين في الكتاب الضوء على فتح السفارة المصرية في العراق بعد اغتيال السفير الشهيد ايهاب الشريف في عام 2005 على جماعة ارهابية، ولذلك لم ترسل مصر سفيرا اخر الى بغداد وكانت العلاقات العراقية – المصرية مقطوعة بعد حرب الخليج الاولى و احتلال النظام العراقي السابق لدولة الكويت.
كتب السفير شاهين حول فكرة اعادة سفير مصري الى العراق حيث يقول، “بدأت أفكر في الانتقال للعمل في دولة عربية، واستقر تفكيري على الذهاب الى العراق، ونزلت في اجازة الى مصر وتوجهت الى مكتب الوزير، وكان مدير المكتب صديقي وهو السفير حسام زكي، الان يشغل منصب امين عام مساعد لجامعة الدول العربية”.
وحسب ماورد في الكتاب طلب من السفير زكي مقابلة الوزير لمفاتحته لانه لابد ان يكون لنا سفارة في العراق، وتبين بان مكتب وزير خارجية مصر اتصل به وطلب منه تقديم طلب مكتوب حول ذلك.
حين صدر القرار الجمهوري بتعينه سفيرا للعراق لم يعرف احد من اسرته، الا انه عندما علموا بذلك قامت القيامة و كان الجميع معارضين لذهابه الى بغداد في تلك الظروف ترك بلدا فيه امان وتوجه الى بلد فيه مخاطر حيث كان سفيرا لمصر لدى زامبيا.
حين اقتربت الطائرة من الاجواء العراقية و من مطار بغداد يقول السفير شاهين “كنا نتحسب بان هناك مشاعر متناقضة تنتابنا، ترقب ورغبة في استطلاع المجهول الجديد الذي نحن مقدمون عليه، ولاشك هناك خوف يعتبرنا من المصاعب الامنية التي قد نواجهها”.
في اليوم الثاني تم تحديد موعد مع معالي وزير الخارجية هشيار زيباري لتقديم اوراق اعتماده، ويقول “كان هذا اسرع تقديم اوراق اعتماد شاهدته مقارنة بدول اخرى”.
وعن لقائه بالوزير زيباري كتب “تحدث وزير الخارجية هشيار زيباري خلال هذا اللقاء ان كل امكانيات وزارة الخارجية العراقية ستسخر لخدمة السفارة المصرية، وكان هذا جميلا وروحا جميلة لم اراها في اي مكان في العالم لاحتضان بعثة من البعثات، كان شعوري غير طبيعي مهما تحدثت عنه لن أفي وزير الخارجية العراقي حقه، وقالوا لي بالنص السفارة المصرية في بغداد هي جزء من الخارجية العراقية”
وكتب بعد يومين كان اللقاء في القصر الجمهوري لتقديم اوراق الاعتماد للرئيس جلال الطالباني، وتحدث السيد الرئيس باسهاب عن اهمية مصر.
أيام في كوردستان
في هذا الفصل يسلط الضوء على اول زيارة له الى اقليم كوردستان العراق، ويعده زيارة مهمة فتحت الطريق امام تطوير العلاقات المباشرة بين مصر و اقليم كوردستان، ويشير بان فكرة الزيارة تبلورت خلال لقائه بالراحل الدكتور رۆژ نوري شاويس الذي كان انذاك نائبا لرئيس وزراء العراق نوري المالكي، حيث وعده بترتيب لقاء له مع الرئيس بارزاني.
كتب السفير شاهين حول زيارته الى اربيل “توجهنا بالطائرة من بغداد لمطار اربيل الدولي، اربيل هي عاصمة اقليم كوردستان العراق، وعندما هبطنا في مطار اربيل لاحظنا فرقا شاسعا من حيث النظام، و الاهتمام و الاناقة اناقة في كل شيئ حتى قاعة الاستقبال بالمطار شكل المطار، الرونق الذي يبدو به النظافة منقطعة النظير النظام في كل شيئ الانضباط الاجراءات الامنية التي تتم بمنهتى الدقة بدون ازعاج مقارنة بمطار بغداد”،
في اليوم الاول لزيارته و الوفد المرافق له رتبت له جولة حرة داخل مدينة اربيل ويتحدث عن اربيل ومعالمها الاثرية و اهميتها
اللقاء بالرئيس بارزاني
يقول سعادة السفير بانه في اليوم الثاني من زيارته الى كوردستان توجه الى مقر اقامة الرئيس مسعود بارزاني، “استقبلنا عند باب القاعة المخصصة له، وكان واضحا مدى الحفاوة والود الذي ابرزه خلال هذه المقابلة، الامر الذي اسعدنا وشعرنا بنوع من الاريحية و نحن نتحدث معه بمنتهى الصراحة” ويضيف “تحدث السيد بارزاني عن العلاقات المصرية – العراقية منذ ايام والده الملا مصطفى بارزاني، الذي نشأت بينه و بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر علاقة خاصة، ثم استعرض السيد مسعود بارزاني العلاقات الثنائية بينهم و بين مصر، وطلب ان تكون هناك قنصلية مصرية في اربيل نظرا لاهميتها لتطوير العلاقات واشار الى ان هناك شركات مصرية عاملة في الاقليم منذ فترة طويلة، وذكر لي ان الان مطار اربيل اصبح دوليا تاتي اليه طائرات برحلات مباشرة من اسطنبول ومن فرانكفورت ومن باريس و عدد من عواصم العالم وانه يامل ان تستانف مصر للطيران رحلاتها الى اقليم كوردستان، وامنت على كلامه ووعدته بان السفارة سوف تعمل جاهدة على افتتاح قنصلية مصرية في اربيل، وتم فتح القنصلية في اربيل في شهر ديسمبر عام 2010”.
ويختم السفير شاهين انطباعه حول زيارة كوردستان “ما اود ان اذكره في هذه المذكرات ان زيارة الاقليم كانت زيارة مفيدة للغاية، وعدنا من هذه الزيارة بذكريات جميلة عن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي خصنا به الرئيس مسعود بارزاني، حيث خصص لنا مقر اقامة منفصلا ووضع تحت تصرفنا طاقما للخدمة وهيأ لنا كل اسباب الراحة، واستطعنا خلال تلك الزيارة ان نؤسس لعلاقة قوية و التعاون مع الاقليم”
يروي السفير شريف شاهين مشاهداته في العراق خلال وجوده كسفير بلاده في بغداد حيث التقى بجميع المسؤولين و تحدث عن الاوضاع التي كان يمر بها العراق انذاك.
العلاقات المصرية – الكوردية قديمة حيث تم انشاء هذه العلاقات في العصر الحديث من قبل الزعيم الخالد الذكر جمال عبدالناصر و الزعيم الخالد مصطفى بارزاني، ولحد الان العلاقات قائمة حيث اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على الحقوق الدستورية للشعب الكوردي، والشعب المصري يكن كل الاحترام و التقدير للشعب الكوردي وهذا شعور موجود لدى الشعب الكوردي تجاه مصر و شعبها، ونرى من خلال هذه المذكرات حرص الرئيس بارزاني على استمرار العلاقات الطيبة مع مصر.
السفير شريف شاهين
عضو المجلس المصري للسياسات الخارجية
مساعد وزير الخارجية 2013-2015
عمل سفيرا لمصر في عدة دول منها باكستان 2015-207-العراق 2009-2013- زامبيا 2007-2009