جاسم العقيلي
ماذا لو كانت حياتنا من دون الفيس بوك ؟ سؤال يخطر بالنا دون أن نجد له إجابة تقدم تصورعن شكل الحياة من دون مواقع التواصل الاجتماعي التى أصبحت بالنسبة للكثير حياة بديلة تفصلهم عن واقعهم .
لو اعاد بنا الزمان لأدركنا قيمة التواصل الاجتماعي الحقيقي والفعلي ما قبل الفيس بوك ، قديماً كل شخص كان يتمتع بشخصيته الحقيقية المألوفة للجميع، وكان التواصل عبر الزيارات واللقاءات الاجتماعية المليئة بالمشاعر الحقيقية غير المصنعة، ولكن اليوم الفيس بوك يصنع منا شخصيات بوجوه متعددة لا نعلم إن كانت مشاعرها وتفاعلاتها حقيقة صادقة .
فالحياة قبل ابتكار مواقع التواصل الاجتماعي كانت أكثر صدق عما عليه الآن، فأصبح البعض ينقل كل تفاصيل حياته على الفيس بوك إلى حد جعلهم يزيفون الحقائق حتى يصلون على الصورة المراد إيصالها لقائمة الأصدقاء . ماذا لو اختفى الفيس بوك ؟ هل ستعود صلة الرحم بشكلها الصحيح بعيدا عن الإعجاب والتعليق، وهل سنستثمر الوقت وعدم إهداره أمام الهواتف النقالة . وهل سنعيش الحياة بفرحها ولحظاتها السعيدة حتى التعيسة من أجل الحياة بعيداً عن زيف العالم غير الواقعي !
غير أن الكثير من المهتمين في هذا الموضوع، يؤكدون بأن المواقع الاجتماعية أصبحت اليوم حياة حقيقية وعالما موازيا تماما للعالم الواقعي ، وخصوصا الفيس بوك الذي يحتضن ملايين الأشخاص، بينهم علاقات اجتماعية، ويتقاسمون بينهم رؤى سياسية، إيديولوجية وفكرية في مجموعات وتكتلات، حتى أصبح “مجتمعا” حقيقيا بكل مقومات مفهوم الـمجتمع، رغم أن أحد علماء النفس الاجتماعي قلل من هذا الطرح واعتبره “مجرد مجتمع للسكن العشوائي ” ! .