اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 10- 10- 2023
في العام 2023 صدر كتاب بطبعته الأولى بعنوان ( نحو ستراتيجيات معاصرة في طرائق التربية والتعليم) للاستاذة الدكتورة ( هدى فاضل حسين) عن دار أزل للطباعة والنشر- بيروت.
تحت عنوان ( مقاربة ضرورية في مبررات هذه الدراسة) في الكتاب ورد:
– ” ظل مفهوم الستراتيجيات كمفهوم حاضراً عند الفعاليات التنفيذية في البلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط مفهوماً مقتصراً على السياسة أو الاقتصاد أو الخطط العسكرية. ورغم التجارب التربوية والقواعد السلوكية في التنشئة والتعليم التي تركها لنا فقهاء ومفكروا وعلماء العرب والمسلمون في صدر الأسلام. إلا أن التطور الحياتي والمجتمعي والثورات الصناعية والعلمية والتكنلوجيا الرقمية جعلت الكثير من الدول والمجتمعات سواءاً في العراق والمنطقة وفي العالم. يحدث خططه ويعيد التفكير في أساليب وأليات وأدوات ومفاهيم التربية والتعليم والطرق الكفيلة بتطوير مفاهيمها وكان قد شهد منتصف القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين طفرات علمية في ستراتيجيات وأساليب التربية والتعليم المعاصرة. وقد أجتهد كل من علماء أوربا وأمريكا في وضع هذه الستراتيجيات أمام مختبراتهم العلمية والتعليمية والتربوية. لتساهم هذه الستراتيجيات بالتالي بإحداث الطفرة او ما سميناه بالثورات الثلاث الصناعية والتكنلوجية والرقمية. والأخذ بيد مؤسساتهم التربوية والتعليمية الاخرى بيد أجيالهم الى إحداث هذه الطفرات العلمية والاقتصادية والتعليمية لتأخذ هي، ولكي تتسق هذه الدول والمجتمعات. أقصد مجتمعاتنا العربية ودولنا ومؤسساتنا التربوية. الى مراتب علمية وتعليمية وثقافية وفكرية عالية المستوى. هذا الامر هو الذي جعل علمائنا ومفكرينا ومؤسساتنا التعليمية والجامعية والبحثية تتفاعل تارة. وتتجاور تارة أخرى مع ستراتيجية ومناهج ومفاهيم وطرق التدريس الحديثة والنظريات النابعة منها. لتدخل في الفلسفة التربوية في مدارسنا واعدادياتنا وجامعاتنا ومعاهدنا. لتساهم هذه الستراتيجيات في تطوير طرائق اعداد وتأليف المناهج الدراسية. اعتماداً على الستراتيجيات التربوية الناجحة. وان تعمل ملاكات وقيادات مؤسساتنا البشرية التعليمية لتكون قادرة على إستيعاب معطيات العلم والتكنلوجيا وثورة الاتصالات. وعلينا أن نذكر هنا ان بعض مؤسساتنا التربوية في العراق والخليج وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي. ان استوعبت وتماهت هذه الستراتيجيات بالشكل الذي ينعكس على طبيعة المفاهيم والاهداف ويستعين بالادوات والآليات والبرامج التي توصلت اليها هذه الستراتيجيات واثرها في إنجاح التطور الحاصل في العالم. ومجاراتها لتجعل من مفردات العملية التعليمية قادرة على انجاز مهامها في تقديم مادة علمية ومناهج دراسية وطرائق تدريس تكرس مفاهيم الدرس العلمي وتغطي كامل الاهداف المبتغاة في ستراتيجيات التعليم وتغادر المناهج والاساليب والآليات القديمة في التدريس وطرق التدريس الكلاسيكية التي وسعت من هوة تخلف مناهجنا ومعلمينا ومدارسنا واساتذتنا وأضعفت عملية التفاعل بين المادة العِلمية المقدمة، ومخرجاتها العلمية والتعليمية والثقافية. الذي انعكس بالتالي على وعي أجيالنا وساهم في تأخرنا في مواكبة التطور التعليمي والتربوي وخسرنا فرصة الاصطفاف مع التطور العلمي والتعليمي الهائل الذي يحصل في مفاهيم ومناهج وستراتيجيات طرق التدريس في العالم، هذا الكتاب والبحوث التي ضمها محاولة من الباحثة في توسيع قاعدة الفائدة من التطور الحاصل في ستراتيجيات طرق التدريس في العلوم الانسانية حاولنا فيه تقديم مجموعة من الستراتيجيات أو الطرائق الحديثة في تقديم ( درس التأريخ في مراحل دراسية متعددة ثانوية، اعدادية، جامعة).
آملين مِنْ أن تنتبه مؤسساتنا التربوية والتعليمية وجامعاتنا ومعاهدنا والمشرفون على اعداد مناهج والمنتسبون في سلك التعليم من هذه الستراتيجيات.
أحسب أني اجتهدت والله الموفق………….
أ. د. هدى فاضل حسين”.
وفي الفصل الرابع الذي كان بعنوان ( مهارات القرن الحادي والعشرين لدى معلمي التاريخ في المرحلة الابتدائية) ورد في جزء منه:
” – المشكلة:
في بداية القرن الحادي والعشرين، ظهرت العديد من التوجهات لاصلاح التعليم ولتحسين جودته وينصب التركيز الأساسي لهذه الإصلاحات على تعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين عند المعلمين لنقلهم الى عصر المعلومات المتمحور حول المتعلم
(Reigeluth et al. ). ولتسليط الضوء على امتلاك المعلم لمهارات القرن الحادي والعشرين كمجال يحتاج إلى الكثير من البحث لأن المعلمين هم أركان أساسيون لأي إصلاح تعليمي، يبدو من الضروري تقييم ما إذا كان المعلمون يمتلكون مهارات القرن الحادي والعشرين ويعملون على سد الفجوات بين ممارسات الصف الدراسي المثالي وممارسات الصفوف الدراسية الحالية المتصورة. فيواجه الكثير من معلمي ومعلمات التاريخ في المرحلة الابتدائية تحديات تكنولوجية في البيئة التعليمية، فالتقنيات- صناعة دائمة التطور، ويتعامل معظم المعلمين مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأشكال مختلفة، وغالبا ما يتفاعلون مع أجهزة أو خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما أنها بمثابة وسيلة لدعم التعليم وتحسينه، وخلق فرص لتبادل المعلومات بطرق جديدة ومثيرة من خلال التوجيه الداعم، والأهداف المحددة بوضوح، والتعليمات المهمة حول كيفية استخدام التكنولوجيا بفعالية ومسؤولية وبعد استخدام التطبيقات التكنولوجية واستخدامها في العملية التعليمية وتنظيمها داخل المؤسسات من بين أسس معايير جودة التعليم، كما أن استخدام التكنولوجيا في بيئة التعلم سيشكل فهم وتطور النمو المهني للمعلم من خلال استخدام المعرفة والبحث ومهارات الاستفسار والتعلم الذاتي والقدرة على الاستفادة من التكنولوجيا، وسيساهم أيضاً في تنمية الحيوية والمهارات المهنية، التي تُعد واحدة من مهارات القرن الحادي والعشرين”.
وعن دار الإبداع للطباعة والنشر- تكريت في العام 2017 صدرت الطبعة الاولى من كتاب بعنوان ( الحكماء) للاستاذ ( كارزان مراد)، وقد صححَّها لغوياً الاستاذ محمد نوري فرج ورد في جزء منها:
– ” أطفات السيجارة التي بيدي، وحاولت استحضار فكرة لامعة تتناسب وحالة الصراع الذي أعيشه في مجتمع مدينتي، يبدو أن تشابه الأشياء فضلاً عن كونه مستمراً منذ ولدت مجرد وقائع وأحداث مترابطة بتعاقب الأيام وعدم القدرة على عمل شيء حيال هذا الكم الهائل من عدم الانتظام، وعدم الشعور بالمسؤولية، وأيضا اهمال جميع القوانين الإنسانية، وعدم القدرة على تحقيق أي نصر لوقف تلك الأشياء التي ترتبط جميعها بالحياة كنت في قلق دائم لم أكن أظهره على محياي قط، أما تفكيري فمحصور بجملة شغل بالي قبل الاقدام على التفكير بما اريد أن أفعله في الخطوة التالية، لو قدر لي أدخل ذلك العالم فأتفاعل معه.
هل سيكون بإمكاني أن أترك إنعكاسا في نفوس الآخرين في عالم الألم ذلك؟.
ما الإحساس الذي ينسجم مع الألم؟.
تأثيرات التعب بدت على تقاسيم وجهي من التفكير بتلك الخطوة، فتعاقبت الصور الخارجة عن إرادتي وغدت تتوافد سريعا على مخيلتي، تلك الصور مجرد أفكار أو انعكاسات ولكن كان فيها شيء قادر على استحضار فكرة أستطيع من خلالها أن اكتشف خبايا ذلك العالم، الذي شغل العلم انه ،فضول مجرد فضول، فضول لمعرفة ما وراء ذلك الجدار من الواقع.
ألا يقولون إنّ كل ممنوع مرغوب؟.
لكنها مجرد فكرة، ما أفكر فيه ليس بدافع الفضول، انه شيء أريد معرفته فقط، غريب هذا الامر، كيف انه ليس بدافع الفضول، ثم محاولة الدخول فيها لمعرفة ما هيته؟. كل ما تبقى لي لحظتها هو الاختيار. من الواضح ان هذا يتطلب جهدا، ففي هذا الوطن الذي توهنه الضربات تلو الضربات، وتدمره الأفكار البالية، وتقمع فيها كل شيء جميل، حتما يحتاج الى تفكير معاكس لكل ما موجود كل شيء موجود أكثر فيه مما يتوافر الخبز، حاول أن تقلِّب صفحات الصحف، سترى أن تجار البشر يصطادون الأطفال ويغتصبون الحياة ويجردون الجمال من معانيه، ولسبب ما يصبح عند البعض أن يرى موت أحد الأغنياء محزنا مصرع، لا تعاطفا، إنما يكون مجرد قناع يلبسه الناس خوفا، أو تملقا، أما الأطفال والشيوخ والعجائز، فتلك الاخبار لا تلامس إذن أحد. ما بالك إذا رأيت يوما عجوزا أو متشردا صدمته عربة، وبقي حيا، لكنه مرمي على طرف الشارع، يمر المارة ويوَّلي بعضهم نظره الى جهة أخرى، أوه يقول أحدهم يا لهذا المسكين!!. وآخر يُردد كلمات مبهمة مثل ” لك الله” أو أشياء أخرى لا تغني!. من الواضح ان مثل هؤلاء لا يهتم بهم أحد ولا يحتاجونهم، فهم لا يملكون من يأتي للبحث عنهم. هؤلاء من البديهي أن القمل قد غزا أجسادهم، والروائح العفنة أخذت منهم مأخذها، لمجرد انهم لا يملكون من يهتم بهم، وصل بهم الامر الى أن يتركوهم في زاوية منسية كي يبلغوا نهاياتهم وحيدين، لكنهم ينسون إنه ربما كان هذا أبا لاحدهم أو أمّا لأخر. وقد تبرأوا منهم لمجرد انهم اختاروا عالما معاكسا لهم. آه كم هو صعب أن أشعر بما يشعر به هذا المسكين؟. هل تدري إنّه مِنَ الصعب جداً ألا يحبك أحد؟. وأن تعيش في الشارع ككلب مُشرّد. يرمي لك الناس فتات ما يأكلون لمجرد أنك ترفض أن تعيش أبهتهم المزيفة؟. هل حاولت ان تتحدث الى أحدهم، تأكد أنك ستحيا ان حاولت معرفة كل شيء لديه، سيكون دافعا لك كي تعيش عالما آخر أجمل واهدأ.
تملكني إحساس غريب لدقائق، وحادثت نفسي، يبدو أن الأشجار التي لا نحس بها فيها روح تدرك كل شيء لكنها فقط لا تستطيع الكلام، انها مثلنا، نعم مثلنا وليس مثلهم نحن أيضا صامتون كتلك الشجرة نحس بكل شيء لكننا لا نستطيع الكلام، نقف مشدوهين الى كل الأفعال المشينة تلك ولا نستطيع حراكا لتغييرها، يتملكني إحساس حاد جدا بأن الأفكار والكلمات جميعها مصنوعة لكن الاحاسيس هي التي تسير أغلب الأمور، كل الأشياء لها ما يقابلها ويتجانس معها، انظر حولك، جميع الأشياء متجانسة، متقابلة هذا العالم الذي انت فيه مرئي عندما تفتح عينيك، بمجرد ان تغمض عينيك تصبح غير مرئي، الامر سيان على ما اعتقد، كل شيء في الوجود متقابل ومتجانس مع كل شيء فيه، إلا الاختلافات التي ستظهر عندما تترك الواقع وتدخل في الآخر الافتراضي. هذه التقابلات تربط العالم ببعض تنغرس فيه كالدبابيس، وتلك التي تقابلها لها متشابهات كما هنا كل الناس متعطشون للسعادة، لكن كل في موقعه ووضعه، حتى الذين يدعون بالمجانين رغم انهم حُكماء متعطشون لتلك السعادة لذلك تراهم لا يخالطون أحدا يفضلون الهدوء في كل شيء لئلا يأتي احدهم ويدمر ذلك الهدوء، وتلك السعادة التي يتماهون معها”.