د . صباح ايليا القس
الطموح هو البحث عن الغائب الحاضر والغائب هو الساكن في الخيال القريب من الحلم والحاضر هو الواقع المتحقق فعلا في اليوم والساعة هي معادلة مفروضة بوصفها من متطلبات العيش في الحياة فليس من انسان عاقل الا وهو يعيش حالة الطموح لاستبدال الواقع بما هو احسن منه بما يعني الامل الذي يسعى الانسان الى تحقيقه ويجتهد بما يستطيع من قدرات للوصول الى الهدف نافضا عن نفسه كل مفردات اليأس والنكوص والتراخي اذ ان ذاك يعد من قبيل تحدي الزمن والصراع مع الوقت الذي لا يعرف الوقوف فدوران الساعة يعني استقطاع جزء من العمر , فكل من يسعى ينل والويل لمن يتراخى فان مصيره الفشل بكل تأكيد .
حافز الطموح مهم في الوصول الى الغايات ولكن عن طريق رسم الاهداف وعدم العيش بصورة عشوائية فالتخطيط السليم يعني رسم نقطة الانطلاق وتحديدها والبدء بالتحرك نحو الهدف بخطوات مدروسة ومعلومة لكي لا تكون عثرات غير محسوبة ..
لا يمكن الحصول على شيء من الفراغ والعبث اذ لا بد من بذل الجهود اللازمة برؤية واضحة وشجاعة واثقة ولا بد من شيء من المجازفة وما خاب من قال ( وفاز باللذة الجَسُور ) بمعنى المطاولة والصبر في تجاوز الصعوبات والتحديات التي تعترض الطريق فمن غير المتوقع او نعتقد بان طريق السعادة مفروش بالبساط الاخضر وعلينا ان نثق بان التحديات حاصلة لا محالة بل هي متوقعة وضمن الحسابات العقلية لكن شجاعة الموقف والحزم على التحدي تؤدي حتما الى الاقتراب من الوصول الى الهدف الموعود والامل المرتجى مع يقيننا ان الاهداف تجدد وتتطور بحسب الطاقات المتجددة والخبرات المتراكمة لان تحقيق اي هدف بمعنى اصبح من الماضي وعلينا البدء برسم خطط جديدة او غاية جديدة وهكذا هي دورة الحياة تعطي النجاح والفوز للساعين المجتهدين وليس الى الكسالى المتقاعسين ..
الامال والطموحات من الاهداف النبيلة اذا كانت ضمن معيار المنافسة الشريفة والعادلة وليس عن طريق الوسائل غير الاخلاقية بجميع انواعها لان الموقع الذي تحصل عليه تكون مالكه بجدارة واستحقاق وانت تمتلك من الكفاءة ما يؤهلك له اما اصحاب الطرق الملتوية فانهم فاشلون حتما في ادارة انفسهم قبل ادارة غيرهم .
الانسان وجد ليسعى تقول الآية ( واسعوا في مناكبها وكلوا من رزقها ) وكل انسان يسعى بحسب الطاقات والقابليات وليس من المعقول ان نكون جميعا على مستوى واحد فالناس طبقات وبدون هذه الطبقات لا يمكن ان تتكامل الحياة التي تعني التنوع فهذا عامل وهذا فلاح وهذا مهندس وهذا طبيب وهكذا والجميع بحاجة الى الجميع .
للطموح وسائل تساعد في تحقيق الامال منها الصبر على المطاولة في الاجتهاد والسهر المثمر والعمل الجاد والاجتهاد في العمل والجهاد في الطاقات والقدرات وعدم التراخي والتعثر او اختلاق الاعذار للتخلص من الواجب .. والطموح يعني التحدي واغتنام الفرص واستثمار كل ما يعين ويساعد في عملية النجاح والتميز مع الاصرار والمطاولة على التعب وقهر التراخي والفشل .. هناك خط مستقيم يبدأ من نقطة الشروع وانتهاء بالهدف المقصود مع الاعتراف بوجود العثرات ووجوب تجاوزها بالتحدي المقتدر الواثق ..
هناك فرق بين الانسان التقليدي والانسان المبدع المتجدد والمتجدد هو القادر على تحقيق الطموح مع العلم انه لا يمكن الحصول على غاية الا بالسير المباشر نحو الامل متجاوزين الاحباط والكسل ولا بد لتحقيق الطموح من دعم العائلة فهي الكفيلة بتوفير الاسناد المعيشي على تعدد مفرداته بشرط ان لا تكون هناك املاءات مشروطة مع الايمان بالتوفيق الالهي .