اشراقات كوردية … تاريخ الكورد وكوردستان .. الجذور القومية

بلقيس البرزنجي

أطلق الأكديين على الكورد اسم الكوتيين وأطلق الآشوريين على الكورد اسم الميديين وأطلق الرومان عليهم اسم مقاتلين الكاردوخ.

تقول النظريات التاريخية عندما رست سفينة نوح أبناءه الثلاثة سام وحام ويافث انتشروا في كافة ارجاء الأرض وقد رست على جبل جودي في كوردستان بالدليل القرآني (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) جودي جبل في كوردستان ومنه جاءت تسميه القوم الذين سكنوا جبل الكوتين.

سكن حام أفريقيا وذريته الحاميين وهم أصحاب البشرة السوداء وسكن سام في الشرق الأوسط وذريته الساميين اما يافث في سلسلة جبال زاگورس وهناك أصبحت هجرة الشعوب الهندو _اوربية أيضا من ذريه يافث إلى جبال زاگورس واندمجوا مع الكورد الأصليين في جبال زاگورس وأطلقوا على أنفسهم اسم  ARYA ومعناه النبلاء، الجنس الاري هؤلاء الاريين ومعنى كلمة زاگورس (شروق الشمس) هؤلاء كانوا قبائل جبلية امتهنوا الزراعة واشتهروا بزراعة الحنطة وهناك نظريات تقول تم تسميتهم بالكوتيين نسبة لكلمة KATE باللغة الهندو_أوربية بمعناه الحنطة.

عام ٢٣٠٠ق.م سرجون الاكادي احتل مناطق الكوتيين لمده ١٣٠ سنة ويبدأ الكوتيين بالتجمع لقتال الاكاديين ويتمكن الكوتيين من إسقاط الإمبراطورية الاكادية وتم الحكم من قبل الكوتيين على بلاد الرافدين بالكامل.

عام ٧٠٠ ق.م الآشوريين يهجمون على الكوتيين ويحتلون أراضيهم. الكوتيين يتمردون على الآشوريين، ويطلق عليهم الآشوريين كلمه MED بمعناه المتمردين وكان زعيم الميديين في وقتها اسمه “دياكو” عام ٦٦٥ق.م يحصل الميديين على استقلالهم ويعلنون قيام الإمبراطورية الميدية ويتمكن الميديين من حكم أنفسهم وكان الفرس يعيشون ضمن حدود الإمبراطورية الميدية..

الميديين هم الذين بنوا قلعة أربيل وليس الآشوريين المحتلين، الميديين شعب عاشق للطبيعة والزرع والماشية والازهار عام ٦٠٠ ق. م تظهر شخصية (زرادشت) داخل الإمبراطورية الميدية وزرادشت نبي كوردي والديانة الزردشتية التي كانت الديانة الرسمية للإمبراطورية الميدية.

 

 

الزردشتية هي ديانة سماوية بدليل قرآني ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد (17 الحج)

 

ذكرت في الآية القرآنية باسم المجوس.. واحدة من عادات الزردشتية كانت الاحتفال بعيد نوروز وكانوا في الجبل يشعلون النار لان باعتقادهم ان النار هي مصدر الهداية وهي النور المتمثلة بنور الله في الشمس والقمر والنار والطبيعة وعيد النوروز عيد قومي للكورد حتى يومنا هذا.

وهناك الديانة اليزدانية التي تشمل بفروعها (الايزيدية، اليارسان، الهلاف، الشبك، الدروز) وهي امتداد للديانة الميثرائية وكانت إحدى ديانات الكورد القديمة أيضا وهي تتشابه بصورة عامه بطقوس كثيرة من الإيمان بالخالق وعدم لعن الشيطان لأنها لا تؤمن ب إله الشر. وتقديس الظواهر الطبيعية والقسم بالشمس والايمان بأن الخالق يظهر في عده اطوار من الطبيعة والتقسيم الديني لهم عده طبقات كما في الايزيدية واليارسانية والكثير من الأشياء المشتركة بين هذه الفروع المذكورة التي هي يوم ديانات مستقلة عن بعضها.

 

 

عام ٥٥٠ ق. م الفرس ينقلبون على الميديين ويسيطرون على الحكم ويؤسسون الإمبراطورية الأخمينية بقيادة كورش ويفقد الميديين حكم أنفسهم وبعدها تقريباً ب١٥٠ سنة وسنة ٤٠٠ ق. م أثناء مرور الرومان من منطقة كاردوخ شمال كوردستان بالقرب من ديار بكر اليوم يتعرض الرومان إلى مقاومة شديدة من قبل الميديين ويطلق عليهم الرومان (مقاتلين الكاردوخ) وكلمة كاردوخ أصبحت كاردو والتي اشتقت منها كلمة الكورد وأطلق عليهم المؤرخ اليوناني اسم مقاتلين الجبال.

عام ٣١٢ ق. م يدخل الإسكندر الأكبر ويسقط حكم الإمبراطورية الفارسية الاخمينية وبعد موت الإسكندر يتم حكمهم بواسطة اليونان أحد اسماء الإمبراطورية السلجوقية، عام ١٢٨ ق. م يحكمهم البارثين وهم قبائل إشكانينية.

بعد ميلاد السيد المسيح سنه ٢٢٦ يأتي حكم الدولة الساسانية الكوردية حتى عام ٦٥١ م وبعدها يأتي الإسلام وتدخل دول عدة للحكم والصراع: الراشدية، والاموية، والعباسية حتى غزو المغول، عام ١٢٥٨م.

وبعدها يأتي الصفويين والعثمانيين، عام ١٥٥٨ يتم الاتفاق بين الصفويين والعثمانين على ترسيم الحدود بما تعرف اتفاقية أماسيا وقسمت ارض الكورد لأول مرة بين دولتين عام ١٩١٦ وأثناء الحرب العالمية الأولى وخسارة العثمانيين جلست بريطانيا وفرنسا لتقسيم ارض الكورد باتفاقية “سايكس بيكو” وبعدها يتم تقسيم الأراضي الكوردية وتوزيع الدول وإنشاء كيانات مصطنعة هي إيران، تركيا، سوريا، العراق، ودون إعطاء وطن للكورد فيكون الكورد رابع اكبر قومية في العالم لا يمتلكون وطن خاص بهم بعد أن وزعت أراضيهم على الدول المستحدثة ومن أبرز محاولات استقلال الكورد هي جمهورية مهاباد عام ١٩٤٦ من قبل القاضي محمد الذي حكم لمدة تسعة أشهر وانتهت بالإعدام وشنت عليهم إبادات عدة من قبل الدول المستحدثة، وحروب نفسية واعلامية ومحاولة محو لغتهم وعاداتهم وثقافتهم الكوردية وفرض سياسة التعريب والتتريك والتفريس.. ولازالت كوردستان محتله من قبل الكيانات الحديثة.

 

 

قد يعجبك ايضا