صادق الازرقي
للأشجار تأثيرات كبيرة على تحسين جودة المناخ وبالنتيجة تحسين صحة الانسان ورفاهه.
وقد تعرضت الاشجار في العراق لاسيما منذ عام 2003 الى مشكلات كبيرة بفعل اعمال القطع الجائر لأعداد كبيرة من الاشجار، ومنها الاشجار القديمة لاستعمالها كوقود او في مجالات اخرى، من دون الالتفات الى اهميتها في شتى الامور المتعلقة بالبيئة وتحسين أجوائها، ومن دون ان يحفل قاطعو الاشجار حتى بالتفكير بتأثير الاشجار الايجابي على صحتهم.
فالأشجار تعمل على تنقية الهواء بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأوكسجين، وبالنتيجة تحسين جودة الهواء.
وتؤدي الاشجار دورا في تنظيم المناخ، اذ تساعد في تخفيف تأثير الاحتباس الحراري وتقليل حدوث الظواهر الجوية القاسية، كما تحافظ الأشجار على التنوع البيولوجي
اذ تكون موطناً ومصدراً للغذاء لعديد الكائنات الحية.
كما تسهم الأشجار في تحسين جودة التربة ومنع التعرية الأرضية، وتشكل العواصف الترابية والرملية.
وتسهم الأشجار في تحسين دورة المياه الطبيعية ومنع الفيضانات، وفي تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية وتوفير ظروف أفضل للمزارعين. وتؤثر الأشجار في تحسين البيئة الحضرية وجودة الحياة في المدن.
وتسهم غابات الأمطار في الحفاظ على التوازن البيئي وتؤدي دورا في تنظيم مناخ الكوكب، كما يمكن للأشجار المساعدة في تقليل تأثير التصحر الذي يؤثر على الأراضي الجافة.
ويمكن للأشجار ان أن تكون عنصراً رئيسا في استراتيجيات التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وفي صيف العام الحالي تداول رواد التواصل الاجتماعي في العراق فيديو يُظهر قطع أشجار معمرة في شوارع بغداد، فيما أصدرت أمانة بغداد، توضيحاً بشأن الموضوع، وذكر بيان للأمانة، ان الأشجار التي جرى قطعها في بعض المواقع كانت من قبل الجهات المنفذة لمشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة.
وأوضح بيان الامانة، أن” بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت مقاطع صورية لأشجار معمرة تعرضت للقطع في بعض الشوارع ببغداد”.
وتابع البيان، أن” قطع هذه الأشجار كان بسبب قيام دائرة الطرق والجسور التابعة لوزارة الإعمار والإسكان بتنفيذ الحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية وتم أخذ تعهدات من الشركات المنفذة بإعادة زراعة أشجار أخرى معمرة بدل المقطوعة في مقتربات المجسرات بعد إتمام عمليات التطوير والإعمار وإنجاز المجسرات والأنفاق والجسور”.
وأشار إلى أن” أمانة بغداد لم تقم بقطع أي شجرة في العاصمة بغداد بل على العكس هي تعمل على تنفيذ حملات تشجير واسعة لزيادة المسطحات الخضر ولكن لتعارض هذه الأشجار مع عمليات التطوير وتنفيذ حزمة المجسرات والجسور تم رفعها وسيتم إعادتها بعد إكمال تنفيذ هذه المشاريع”.
ان عملية زراعة الاشجار وتأسيس المتنزهات والحدائق العامة يجب ان تكون هدفا رئيسا للحكومات العراقية وألا ترتبط بمشاريع اخرى تؤثر عليها؛ بل يتوجب ان يدرج لها سياسة خاصة يعمل بها على وفق نظام متكامل ودائمي، فالسكان في تزايد وكذلك المجمعات السكنية وان أي تهاون او خلل يعتري تلك الخدمة الهامة، ينعكس بالضرورة على صحة الناس الجسدية والنفسية؛ لارتباطها بتنقية الهواء وتجنيبهم مظاهر التصحر وغيرها من الامور الضرورية التي يتوجب الالتفات اليها لإدامة نسغ حياتهم بصورة سليمة، لما يشكله ذلك من تأثير على بيئتهم واجيالهم.