غضب وحزن في بريطانيا بعد قطع شجرة عمرها قرنين

 

متابعة ـ التآخي

لا يعرف المحققون البريطانيون بعد أسباب إقدام أحدهم على قطع شجرة عمرها قرنين. المارة وجدوا الشجرة مقطوعة بما يبدو أنه منشار كهربائي. لكن هل ماتت الشجرة أم هناك إمكانية زرعها مجددا؟

 

أوقِف رجل ستينيّ في30 أيلول 2023 في إطار التحقيق في قطع إحدى أكثر الأشجار شهرة في المملكة المتحدة، على ما أعلنت الشرطة بعد إخلاء سبيل فتى في السادسة عشرة.

وأثار قطع شجرة “سيكامور غاب” المعمّرة التي كانت تنتصب منفردة بين تلّتين في منطقة طبيعية خلابة بشمال إنكلترا الحزن والغضب في المملكة المتحدة.

وتقع شجرة القيقب التي يبلغ عمرها 200 عام بالقرب من سور هادريان الذي بني في العصر الروماني لمنع غزوات البرابرة وأدرجته اليونسكو على قائمتها للتراث لليونسكو.

واختيرت “سيكامور غاب” عام 2016 “شجرة العام”، وظهرت في فيلم “روبن هود” لكيفن كوستنر عام 1991، وهي من بين أكثر الأشجار التي تُلتقط صور لها في بريطانيا.

وأعلنت شرطة نورثمبريا التي تتولى التحقيق في هذا “العمل التخريبي عن سابق تصور وتصميم” أنها أوقفت “رجلاً ستينياً على صلة بالحادث”.

وكانت الشرطة قد أخلت سبيل مراهقاً في السادسة عشرة أوقِف للاشتباه في إلحاقه “أضراراً” بالشجرة، وذلك “في انتظار استكمال التحقيقات”.

ونقل بيان عن المسؤولة في شرطة نورثمبريا ريبيكا فيني مينزيس قولها “آمل في أن يُظهر هذا التوقيف الثاني جديتنا في هذه القضية، والتزامنا العثور على المسؤولين (عن قطع الشجرة) وإحالتهم على القضاء”. وعثرت مجموعة من المارة على الشجرة مقطوعة من جذعها بما يُرجّح أنه منشار كهربائي.

وتقع شجرة القيقب التي يبلغ عمرها 200 عام بالقرب من سور هادريان الذي بني في العصر الروماني لمنع غزوات البرابرة وأدرجته اليونسكو على قائمتها للتراث لليونسكو.

ونددت النائبة المحلية ماري فوي بما وصفته بـ”عمل تخريبي غبي ومحزن” تعرّض له موقع مميز في شمال شرق إنجلترا. وقال النائب المحلي ستيفن بريدغيت في منشور عبر شبكة “اكس”، إن الشجرة “قُطعت بلا شك بمنشار”.

وزار عدد كبير من سكان المنطقة الموقع، معربين عن تقديرهم للشجرة، فيما وُضعت باقات من الزهور بقرب جذعها أمام الطوق الأمني الذي أقامته الشرطة.

وقال مدير هيئة متنزه نورثمبرلاند الوطني توني غيتس “أشعر بإحساس فعلي بالخسارة”. وأضاف “لقد ذرف الناس الدموع وتلقينا عبر شبكات التواصل وموقعنا الإلكتروني رسائل من أشخاص تأثروا بقطع الشجرة”.

 

 

وقال راين نوتمان، وهو عامل تقني يبلغ 40 عاماً، “إنه لأمر مخزٍ أن يُقدم شخص على تخريب هذا المنظر الطبيعي الجميل”.

وعبر موقع “اكس” (تويتر سابقاً)، أبدت منظمة “ناشونال تراست” المعنية بحماية التراث شعورها بـ”الصدمة والحزن الشديدين”. وأكد مدير المنظمة أندرو بود أن الشجرة تمثل “عنصراً مهماً ورمزياً للطبيعة منذ نحو 200 سنة”، كما أفاد مسؤول في هذه الهيئة إن الشجرة “بصحة جيدة” وأن إعادة زرعها قد تكون ممكنة.

يشار الى ان الأشجار تعيش أطول من البشر وأطول من أي شيء آخر على وجه الأرض، فهي تعيش بداية من 50 عاما إلى أكثر من بضعة آلاف من السنين بحسب الأنواع.

وتعد شجرة صنوبر بريستلكون (bristlecone pine) المهيبة في كاليفورنيا من أقدم الأشجار المعروفة على الأرض، إذ قُدر عمرها بنحو 5 آلاف عام، وقد احتفظت بالفعل بلقب أقدم شجرة على وجه الأرض حتى عام 2022، حين تم العثور على شجرة سرو في تشيلي، التي تعد أقدم منها بأكثر من 600 عام، إضافة إلى شجرة التنوب في السويد التي قدر علماء الطبيعة عمرها بـ 10 آلاف عام، إلا أن حساب عمرها لا يخلو من الجدل.

أما بالنسبة للأشجار المعمرة، فهي تعتبر ذات أهمية كبرى للعلماء، إذ يتم اعتبارها مقياسا لتغير المناخ. فمن خلال دراسة العينات الأساسية للأشجار يمكن للعلماء رؤية تأثير التغيرات البيئية على الأشجار والمناطق المحيطة بها.

وهنا تتم دراسة حلقات الأشجار، لتحديد تغير المناخ في العصور السابقة. وتشير حلقة واحدة من هذه الحلقات إلى نمو الشجرة في عام واحد، ويمكن للعلماء التحقق مما إذا كانت هذه السنة سنة جفاف، حيث تكون الحلقة ضيقة، أو كانت سنة بها رطوبة زائدة وأمطار، حيث تكون الحلقة عريضة.

ووفقا لموقع “ساينس إيه بي سي” (Science ABC)، فإنه يمكن أن تساعد هذه الاختلافات في درجة الحرارة وهطول الأمطار في تقدير تطور تغير المناخ، كما تكون دليلا لأي تغييرات طويلة الأجل في نظام بيئي معين، إضافة إلى أن تتبع الاتجاهات الطويلة المدى في تغير المناخ قد يشير إلى ما يخبئه لنا المستقبل.

قد يعجبك ايضا