التأخي / محمد الحميد
فشل عمالقة التكنولوجيا العالمية في الوفاء بتعهداتهم لمحاربة التضليل الإعلامي عن البيئة ومكافحته على منصاتهم. وهذا ما أكده تقرير جديد يدعو إلى المزيد من الإرادة السياسية للعمل على تدابير للحد من “انتشار الأكاذيب” التي تهدد العمل المناخي .
وأصدر تحالف العمل المناخي ضد المعلومات المضللة، الذي يضم أكثر من 50 مجموعة مناصرة وشركة، التقرير الأربعاء الماضي مع انضمام النشطاء وقادة الأعمال إلى أسبوع المناخ في مدينة نيويورك، وهو حدث يُنظم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث طرح القادة خططا خضراء في قمة الطموح المناخي برعاية الأمين العام للأمم المتحدة
وقالت إريكا سيبر، المتحدثة باسم مجموعة أصدقاء الأرض المناصرة للبيئة، “من الواضح أن شركات التكنولوجيا الكبرى تفشل في الحد من المعلومات المضللة المناخية واسعة النطاق التي تهدد العمل المناخي”
وتناول التقرير سياسات التضليل التي تتبعها شركة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام) وبينتريست، وتيك توك، ويوتيوب (الذي تمتلكه غوغل)، وشركة إكس ( تويتر سابقا وصُنّفت المنصات بناء على مجموعة من المقاييس التي تضمنت محتوى السياسة والتنفيذ والإعلان والشفافية والخصوصية ، وحققت بينتريست الأداء الأفضل من بين المنصات الخمس، حيث حصلت على 12 نقطة من أصل 21، وتلتها تيك توك بتسع نقاط، وميتا بثمانية، ويوتيوب بستة نقاط، وإكس بنقطة واحدة فقط
وقالت سيبر إن النتائج الواردة في التقرير “غير مقبولة” ويجب أن تكون دعوة إلى استيقاظ المنصات والجهات التنظيمية وأخذها المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ على محمل الجد .
وتشمل التكتيكات الشائعة في انتشار المعلومات الخاطئة المتعلقة بالمناخ على الإنترنت التشكيك في موثوقية التكنولوجيا الخضراء أو اعتبار الطاقة الخضراء باهظة الثمن وتؤجج أزمة تكاليف المعيشة .
وأكّد التقرير افتقار موقع إكس إلى “أي سياسة تعالج المعلومات الخاطئة المتعلقة بالمناخ، وأي آليات للشفافية، وأي دليل على إنفاذ السياسات بشكل فعال ولقي طلب التعليق الرد التلقائي من إكس الذي جاء فيه “نحن مشغولون الآن، يرجى التحقق مرة أخرى لاحقا ووصف التقرير موقع بينتريست في المقابل بأنه “رائد في الصناعة”. وقال إن الإدارة كانت واضحة في حدها من المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ وأدرجتها في سياساتها. لكن النقص موجود في الأبحاث المستقلة التي تؤكد إنفاذ سياساتها المتعلقة بالمناخ وقال متحدث باسم بينتريست إن المنصة فخورة بـ”السياسات الرائدة في الصناعة ، وأضاف أن الشركة ستواصل العمل مع خبراء خارجيين، بما في ذلك تحالف العمل المناخي ضد المعلومات المضللة، مع ظهور الاتجاهات الجديدةولم تستجب ميتا على الفور لطلب ، التعليق. ولم تقدم شركة تيك توك تعليقا على التقرير حتى كتابة هذه الأسطر
وقال متحدث باسم يوتيوب إن سياسة غوغل تحظر تحقيق الدخل من المحتوى الذي ينكر وجود تغير المناخ، “والإعلانات التي تروج لهذه الادعاءات .”
وأكّد أن هذه السياسة تعني حظر الإعلانات التي تنكر وجود تغير المناخ أو أسبابه. لكن هذا يتناقض مع استنتاج التقرير بأن سياسة إعلانات غوغل “تمنع تحقيق مدخول مادي من المحتوى الذي ينكر تغيّر المناخ، لكنها لا تحارب هذه المواد الموجودة في الإعلانات نفسها وكانت مجموعات المراقبة تتابع هذه القضية منذ فترة طويلة .
وقال الوزير الأول الأسكتلندي حمزة يوسف إن إحدى طرق مكافحة المعلومات المضللة في ما يتعلق بالمناخ تكمن في الشفافية والاعتماد على الحقائق والأرقام ، وتعتبر أسكتلندا من أوائل المانحين للتمويل لمساعدة البلدان النامية على التعامل مع الخسائر والأضرار المتفاقمة الناجمة عن الأحوال الجوية المتطرفة وارتفاع منسوب مياه البحر .