” الموت” و ” مكالمة مع الموسوعي زهير أحمد القيسي”

 

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 26- 9- 2023

 

تحت عنوان ( الموت) صدر للاستاذ ( سمكو محمد) كتابا لمجموعة شِعرية، ترجمها من اللغة الكوردية الى اللغة العربية: فتاح خطاب، والمهندس محمد مكرم رشيد، وكانت طبعته الاولى عام 2014، عن مطبعة شهاب- اربيل- عاصمة اقليم كوردستان.

وقد ورد فيها تحت عنوان فرعي ( الكتاب البنفسجي) ومنها:

– ” اللون البنفسجي لهذا الكتاب كان يشبه النيلة

      إنه ذكريات قس مرتد على رهبانه

      أذكر إنهم قد نصبوا صانع اختام كليمكم الذي كان يخادع حتى الآلهة

      وكانوا يحسبون تاريخا ما عليكم كان السومريون قد كتبوه

      أضاع عليكم طريق بيوتكم إذ كنتم تمضون الى جدار متهدم

      وبقدح من شراب كنتم تحبلون الراهبات بالقس  وعوضا عن المهر كنتم تكتبون تسعة مثاقيل من كبريت ودفترا ذابلا من ورق السيجار وعوضا عن قلادة من قرنفل كنتم تضعون طوق عزرائيل على رقابكم

      كنتم تضحون كلون البنفسج كمّن أصيب بالبرد.

هوامش لا بد منها:

حبيبة: عشيقة الشاعر الكوردي ( نالي) وهو من الشعراء الكلاسيكيين الذي عاش في القرن التاسع عشر الميلادي.

لاوك وحيران وتشمر: من ألوان الغناء الكوردي تحمل الطابع الفولكلوري.

لالش: معبد الإيزيديين الذي يقع في كوردستان الجنوبية الى الغرب من اربيل عاصمة اقليم  

        كوردستان.

جاسنة وشاندر وهزار ميرد: من المناطق الأثرية التاريخية الاولى التي اكتشفت فيها آثار  الحياة البدائية، وهي كهوف تقع في كوردستان الجنوبية”.

وفي الكتاب مجموعات شعرية، نورد منها:

– ” الغيمة

     حمامة وحيدة حطمت منقارها

     فلاح سكران

     ترك أرضه وهو ينشد الحيران

     وغيمة كالحة السواد

     شردت كلاهما

     الشمعة

     غضبت غرفة جراء الظلام

      وشبح كان يهدد ويتوعد

      فيما أيقظت شمعة وهي تضحك

      فراشة من رقادها

      مفشية كافة الأسرار

      غبار

      كلب وحيد في الحي لا حراك فيه

      رجل أرمل متقوقع على ذاته

      طائرة ورقية تقطعت في يد طفل متمرد

      إمرأة تبحث زقاقاً إثر آخر

      عن الرجال

      الخريف

      رجل عجوز بعد سنين عُمره بسبحته

      إمرأة مسنّة تبكي عليه

      وعصفور يدركه النعاس

      وعاشق يكتب الشِعر

      وعاصفة تكتسح كل شيء”.

وفي كتاب بعنوان ( نثار حلم- نصوص الجِد والهزل) للاستاذ عبد الستار ابراهيم، الذي خرج بطبعته الأولى عام 2015 عَن دار رؤى للطباعة والنشر، وقد أودِعَ في المديرية العامة للمكتبات في أقليم كوردستان- المكتبة العامة في كركوك ( 18) لسنة 2015.

 

في طيات هذا الكتاب عناوين عديدة، منها ( مكالمة مع زهير أحمد القيسي) ورد فيه:

– ” ما أن حصلت على ايميل الباحث والموسوعي المخضرم زهير أحمد القيسي، من رائد  وعميد الصحافة العراقية ( روفائيل بطي) حتى بعثت برسالة عاجلة له، أطمئن من خلالها على صحته، مُستفهماً بذات الوقت عن دواعي الخبر ( الإشاعة) الذي نعاه فيه مكتب وزارة الثقافة العراقية قبل اسابيع، الذي تبيّن لاحقاً عدم صحته. جلست أمام شاشة الانترنت بإنتظار الرد الذي وصلني بعد نحو نصف ساعة، والذي بدءه الباحث

 بعبارة حانقة شديدة الجفاف:

– أشكركم، ولكن لِمَ كُل هذا الإهتمام المفاجئ بخبر موتي؟!. أنتَ واحد مِنَ الذين قطعوا الاتصال منذ سنوات. لِمَ تذكرتني اليوم؟. أظنك تطمح بكتابة تقرير سريع عني، أو محض رثاء لا يُغني ولا يَنفع حتى رفيقتي في وحدتي / قطتي الكسولة.. لكنه يسمح لكَ بالطبع بعد نشره، بمراجعة حسابات المجلة لاستلام المقسوم.

 الحق، بوغتُ بسخونة وقسوة العبارات التي رُشِقتُ بها. عاجلته بتعقيب:

 – لكَ بعض الحق في عتابك.. إلا أنّك أدرى بمشاغل الحياة وهمومها. انت في بالي

         وداخل شِغاف قلبي.

        ردَّ بالقول بعد دقائق:

        – لا اصدقك يا تلميذي النجيب كُلكم تختلقون الاعذار ( عذرواه خير من لا عذر)

 تتحججون بشماعة المشاغل. ليتها سقطت على رؤوسكم وفَلَقتها!.

ما لبثت ان سادت بيننا فترة توقف، جعلت خلالها أدخن سيجارتي وانا ألوم نفسي  التي حشرتها في موقف صعب حرج مع محاور عنيد ضليع بالمناورة والهجوم بعدها تسطرت أمام بصري بضعة سطور جديدة، يقول فيها زهير بن أحمد بنبرة متسامحة:

 – أعرف انني سببت لك احراجاً فعهدي بكَ مرهفاً، قد تبكيك كلمة مؤثرة.. ولكن ماذا

أنا فاعل وفي قلبي غصة بحجم حزن أم ثكلى؟ لا عليك. انني مِمَن يؤمنون بقول  شكسبير ( أنا) لا أنحي باللائمة على أحد لأني أعرف اكثر النقائض في نفسي، إلا  إنني اتساءل لِمَ تتعجل الصحف والوكالات بنقل اخبار موتنا؟. هل يستعجلون  رحيلنا.. هل صرنا عبئاً عليهم حتى ونحن أسری غُرفنا وكراسينا المتحركة ووحدتنا المقيتة؟.

حقاً مَنْ صَبَّح بوجهي منذ عام كامل. لكي يعرفوا من خلاله نبأ موتي؟.

إنّ كل الذين أكلمهم واسمع أصواتهم اقصد ( هريرهم) هي قطتي الحميمة التي لا تبارح حُجرتي، ثم دَعني اتساءل أيضاً يا صنوي في الكلمة: تُرى مِنْ أينَ استقَت  الوزارة الموقرة خبر موتي؟. وإذا كان ذلك الخبر الدسم قد وصلها بسرعة الضوء، لِمَ لَمْ يصلها خبر مُعاناتي من جحود المُتنفذين، ونكد الدنيا وبلاياها وضمور الصحة وتلاشيها؟.

(( تجدر الإشارة الى ان القيسي اصيب مؤخرا بجلطة دماغية)).

كتبت: مُخففاً لا عليك سيدي انهم منشغلون حسب بمهامهم الرسمية الجسيمة .. علينا  أن نقدر ذلك الأمر.

 لَمْ يعلق الباحث تركني لحنقي وخجلي مكثت أنتظر ورود تعليقة ما. مرّت بضع دقائق قبل ان تنبجس أمامي على خمس علامات دهشة دفعة واحدة !!!!!. أعقبتها عبارة مستهجنة تقول:

 – إلى اللقاء لَنْ أموت بسهولة كما تتمنون فأمي ( العنقاء). 

* لا تفوت القارئ الكريم ان هذه الورقة كتبت قبل رحيل الموسوعي القيسي”.

قد يعجبك ايضا