إزالة معامل الطابوق ام تطويرها ودعمها في النهروان
ماجد زيدان
عندما انشات معامل الطابوق في منطقة النهروان كانت خارج محافظة بغداد وتمكنت من سد حاجة البلاد من الطابوق وعززت من الانتاج المحلي واغنت عن الاستيراد وشغلت الاف العاملين فيها , وتطور بعضها من الناحية التكنولوجيا , وحظت بالحماية الصناعية والدعم لاسيما في المحروقات , ورغم فتح باب الاستيراد على مصراعيه من الجارة ايران الا ان هذه الصناعة بقيت تنافس وتحتل مكانتها الى ان تمتعت مرة اخرى بالحماية , وهي صناعة تتوافر موادها الاولية في داخل البلاد , من التربة والمحروقات والادوات الاخرى , والمهم فيها استوعبت العمالة النازحة من المحافظات جراء الفقر لاسيما الجنوبية التي تفتقر الى فرص العمل وتتفشى فيها البطالة على نطاق واسع ومعاناتها من الجفاف والتصحر .. .
وتمكن هذا القطاع من تحقيق الكفاية الانتاجية واستقرار للأسعار بمقدار ما ثبت سعر صرف الدينار مقابل الدولار , رغم ان الدعم لهذه الصناعة يكاد ان يكون معدوما حتى اسعار النفط الاسود التي هي من الفقرات الاساسية في تحديد سعر الطابوق ارتفعت ايضا .
دائرة التنمية الصناعية اعلنت انها ستمضي بقرارها إزالة معامل الطابوق المخالفة في
النهروان وذلك للتجاوزات على خطوط الكهرباء والمقالع الخاصة بالمجمع الصناعي في النهروان، إذ تمإنشاء بعض الأفران خلافا للقانون و التعليماتوارتفاع عدد الأفران يزيد الانبعاثات والتلوث في البيئةالذي يسبب أمراضا في المناطق السكنية القريبة منالمعامل ويخلف حفرا في التربة يعطل استثمارها والانتفاع منها ,وكل هذا صحيح ولكن لايزال بالبتر .
ان البلاد وفقا للبرنامج الحكومي مقبلة على نهضة عمرانية واسعة تشمل بناء مدن سكنية ومجمعات للتخفيف من ازمة السكن , فتقليص معامل الطابوق واثقالها بشروط من دون توفير بدائل لاستمرار عملها سيؤدي حتما الى الاخطر وهو الاستيراد مرة اخرى لملء جيوب المنتفعين , وتحميل الاقتصاد الوطني اعباء اضافية وضرب الصناعة الوطنية واعاقة نموها وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد على هذه السلعة الحيوية في قطاع الاعمار والبناء .
ان عدم توفير بدائل للمعامل المزمع ازالتها سيؤدي الى تداعيات ضارة في مقدمتها ارتفاع اسعار الطابوق وتكبيد المواطنين كلف اضافية والاحجام عن البناء او التأخر فيه لتأثر الانتاج سلبا وزيادة اعداد العاطلين وترحيل القاطنين بقربها , ففي بعض الاجراءات التي تخدم هذه الصناعة يمكن تجاوز السلبيات وازالتها , بل واعادة بناء معاملها على وفق التكنولوجيا الحديثة اذا ما قدم لها الدعم المطلوب .