ماهر نصرت
..
من الضرورة ان تتحرك سفاراتنا العربية في الخارج وتطالب بشكلٍ أو بآخر حكومات البلدان المقيمة فيها تحسين صورة الاسلام وكتابه العظيم القران الكريم وتدريس سيرة الرسول الكريم محمد ( عليه الصلاة السلام ) في مدارسهم كقائد إنساني مسالم غيّر سلوك وافكار شعوب بأكملها بعد ان هداهم الله وادخلهم الاسلام فضلاً منه عن طريق الرسالة السماوية التي كلف بها رسولنا الكريم ، كما تُدرّس لديهم سيرة أنبيائهم والمشاهير من أمثال جنكيزخان ونابليون وستالين وهتلر ولو أن هناك فرقاً شاسعاً بين هولاء المجرمين الذين عاثوا في الأرض فساداً وغزوا الشعوب لاستعبادها وتقتيل أهلها ونهب خيراتها وبين النبي محمد لكونه رجل سلام ورسولٌ من الله استطاع بصدقه وأمانته وبالرسالة السماوية النبيلة ان يغير وجه الجزيرة العربية المعقدة في التركيب ( الأنثروبولوجي ) ( علم الانسان والمجتمعات والحضارات البشرية) وأن يوحد القبائل المتحاربة ويجعلها على عقيدة واحدة تؤمن بالإله الواحد الاحد وتسجد له سبحانه وهم مجتمعون في صفوفٍ متراصة بعد ان كان الخلاف والتباعد والعداء قائم بينهم عبر الاجيال … واستطاع هذا الرجل المعجزة ايضاً أن يغير النفوس المعتقة التي ادمنت على الالحاد والاشراك والجهل والظلم حتى وصلت رسالته مع الزمن الى الكثير من أمصار العالم ليؤمن بها من آمن وما زال طريق الهداية مفتوح امام من يهديه الله جل شأنه ويقذف به الى حضيرة الاسلام وقد خاطب الله رسوله الكريم بهذا الشأن في الآية 17 من سورة الحجرات التي جاء فيها ( يمنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) أي ان الله يمن على الذين يدخلهم الى الاسلام ويهديهم الى طريق الخلاص وليس العكس ، نرى من الظلم أن يهملوا تلك الشخصية التي جائت بالمعجزات وهذه حقائق لايمكن ان يخفيها التأريخ أو يُكذبّها المشركون الذين يريدون ان يشوهوا صورة الاسلام ويطعنوا بقيمه النبيلة وإنسانيته التي تفيض بالمسامحة والرحمة وهم يعلمون حقيقته النبيلة ، ولو مددنا رؤوسنا لننظر ما خفي وراء الكواليس لنصاب بالدهشة !، فسنجد أن هناك آلاف المتآمرين الذين يحوكوا الدسائس للشعوب الاسلامية ويرسلوا القاعدة وداعش وغيرها من فصيلة اللصوص والنصابين والمحتالين والهاربين المحكومين في أوطانهم ليعيثوا الخراب والفساد في بلدان عريقة تقطنها شعوب مسالمة من أجل أن يشوهوا صورتها الطيبة ويطعنوا بدينها الاسلامي الآخذ بالانتشار لأنه الدين الوحيد الذي يتوافق مع فطرة الضمير الانساني وعلى مؤرخي السيرة النبوية المحمدية وما اتى به هذا الرسول المجاهد من اصلاح ورحمة أن يراعوا الصدق والامانة في كتاباتهم وينقلوا احداثها بموضوعية أي ( حيادية ) ويحكمّوا الضمير في نتاجاتهم ولاينحازوا لأي جهة مهما كانت المغريات كبيرة .. لان الامانة في نقل التأريخ هو واجب وعمل اخلاقي يبقى عالقاً في رقبة الكاتب على مدى الزمن فأن كان أميناً صادقاً رفعه الله درجات وأكرمه وإن كان مراوغاً لعوباً غير منصف لعنه الله في الدنيا والاخرة وهذا أمر يرتبط بحكم الخالق المنصف وميزانه العادل. ..