ماجد زيدان
انتهت مراسم زيارة الاربعين للأمام الحسين ( ع) بنجاح كبير , وقد شارك فيها 22 مليون زائر من داخل البلاد وخارجها وجرى تفويجهم بتنظيم ,رسمي وشعبي , مشهود له .
ووفرت هيئة السياحة ما يقارب من 524 فندقاً في محافظة كربلاء التي تحتوي (62 ) الف غرفة، فيما جهّزت محافظة النجف ما يقارب (267 ) فندقا شملت بحدود (30000) الف غرفة مهيأة لاستقبال الزوار , وهي اقل من الحاجة في حدها الادنى .
ان هذه المناسبة الدينية تشكل التزاما شرعيا قدمت فيها خدمات يشار اليها بالبنان ليس في العراق , وانما في بلدان العالم , فضلا عن ان لها اهمية اقتصادية تنشط السياحة الدينية ولكن حققت المراد منها بدرجة اقل او بالأحرى تكاد لا تذكر مع اعداد الوافدين , فقد تكفلت الدولة بمبالغ طائلة للأنفاق على استيعاب الزائرين واعفت غالبيتهم العظمى من رسوم التأشيرة وكرست موارد هائلة لتقديم الخدمة الماشرة لهم من منافذ الحدود الى المراقد المقدسة واثناء عودتهم , الى جانب انشاء بنية تحتية اساسية لتوفير الراحة .. وما الى ذلك مما شاركت فيه المواكب التي تكفل بها الاهالي والحكومة ..
في الواقع ان ايلاء الملف الاقتصادي مسالة راهنة وهذه الملايين تحتاج الكثير , و هي بدلا ان تشكل موردا اقتصاديا , صارت بابا للأنفاق وعبء على الاقتصاد الوطني .
يقتضي هذا الملف التطوير من اجل راحة القادمين للبلد وذلك من خلال انشاء الفنادق ومدن الزائرين ,وليس بمقدور الدولة التكفل بذلك لوحدها , لأنه يفوق امكاناتها , ,وهناك حاجة لمراجعة الاعفاءات من رسوم التأشيرة وتخصيص جلها للمحافظات التي تضم العتبات المقدسة لكي تنهض بمستوى الخدمات وترميم النية التحتية جراء زخم الاستهلاك غير الطبيعي .. ومن المهم الاستفادة من تجارب البلدان الاخرى التي تشابه مناسباتنا فجعلت من اتمام هذه الزيارات يتم عن طريق حملات وكروبات, وبعض البدان في المواسم تبني “كمبات ” من الخيم معدة بشكل جيد ومجهزة بالخدمات وتوفر قدر من الراحة للزائر لقاء مبالغ ملائمة لا تثقل كاهل الزائر .
وايضا , يعاني سكان هذه المدن من البطالة من المفيد انعاش اقتصادها بمساعدة هؤلاء على انشاء ورش ومعامل لها علاقة بالسياحة الدنية ولتلبية الاحتياجات بإقراضهم من خلال مبادرة تختص بذلك من قبل البنك المركزي وبشروط ميسرة .
المهم ان تكون وجهة لدى الحكومة لتنشيط القطاع الاقتصادي لهذه المناسبات وتعميم الفائدة للناس , وبالتأكيد اذا طرح الامر على طاولة البحث سنرى افكارا عديدة تجمع بين راحة الزائرين والانتفاع منها .