خضر حمزة
حياته
ولد محمد مهدي الجواهري في النجف الأشرف عام 1899 وقد كان والده عبد الحسين عالما دينيا بين كبار رجال الدين البارزين في النجف الأشرف وطالما أراد أن يكون ابنه رجل دين لذلك جعله يرتدي ((عباية وعمامة رجل دين)) في سن العاشرة.
يعود أصل ((الجواهري)) إلى عائلته العراقية النجفية وذلك منذ القرن الحادي عشر الهجري (القرن الخامس عشر الميلادي) حيث كان أشهر الناس يسكنون النجف، وقد حصل الأفراد الذين يسمون باسم النجفي على لقب ((مرصع بالجواهر)) (أو الجواهري) لعلاقتهم بكتاب القيم الفقهية (منحة دينية الذي كتبه أحد أسلاف عائلته الشيخ محمد حسن النجيفي. كانت الكتب تدعى ((جوهرة الكلام في شرح قوانين الإسلام )) وكانت مؤلفة من 44 مجلداً.
بعد ذلك عرف باسم ((صاحب الجواهر)) وأصبحت عائلته تسمى ((مرصع بالجواهر (الجواهري)
تعليمه وبداياته الشعرية
قرأ محمد مهدي القرآن الكريم في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى معلمين عظماء ليتعلم القراءة والكتابة والنحو والبلاغة والفقه. كما حرص على تعليمه فن الخطابة من نهر البلاغة والشعر من أعمال أبي الطيب المتنبي.
خلال سنوات عمره المبكرة وحتى في طفولته أظهر ميلًا للأدب. حيث بدأ في قراءة كتاب الفصاحة والتظاهر للجاحظ والمقتدرة من قبل ابن خلدون، ومجموعات من الشعر. وقد كان ذلك في وقت مبكر من حياته حيث ارتدى أولاً لباس رجل دين وشارك في ثورة عام 1920 ضد السلطات البريطانية.
مجموعاته الشعرية
في عام 1928، نشرت مجموعته ((بين المشاعر والعواطف)) حيث تعتبر أول مجموعة شعرية وقد كان يعدها منذ عام 1924 لتوزيعها تحت عنوان ((أخطار الشعر في الحب والأمة والوحيد)). ثم عمل لفترة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما توج ملكا للعراق وعندما كان لا يزال يرتدي عمامة رجل دين. ثم غادر رجال الدين بمجرد مغادرته العمل في محكمة فيصل.
بعد أن غادر النجف إلى بغداد، التحق بالعمل في الصحافة، وأخرج بعض الصحف – من بينها (الفرات)، (الانقلاب)، (الرأي العام) … كما انتخب رئيسا لاتحاد الكتاب العراقيين في عدة مناسبات.
قُتل شقيقه جعفر خلال انتفاضة الوثبة عام 1948 والتي ألهمت أحد أشهر قصائده ((أخي جعفر)).
قرأ قصيدة مسجد حيدر كهان أمام جمهور من السنة والشيعة واليهود خلال نفس الشهر من المجزرة. آية من القصيدة، ((هل تعرف أو لا تعرف / أن جروح الضحايا هي الفم!)) حيث يعد رمزًا للشعر العراقي الحديث.
أشهر دواوينه
– في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم ((ديوان الجواهري))
– في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي. وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً.
– بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ولم يتح لها مواصلة الصدور، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة.
– لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام).
– في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق.
– أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً.
– شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية.
– انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين.
– واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .
– أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه ((بريد الغربة))
– عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر.
– في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان ((أيها الأرق)). وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق. وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان ((خلجات)).
– في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس.
– كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد) ذروة من الذرى الشعرية العالية.