قضية النفط المعلقة

*فاضل ميراني

لا يوجد لا رابح وطني و لا رابح دولي من ممارسةٍسياسية او قانونية سابقة ادت لاحقا لوقف تدفقالنفط الى الجمهورية التركية.

فليست كوردستان وحدها تأثرت سلبا بالقرار، بلالعراق و سوق النفط.

العضو النفطي لا يصح ان يكون في وضع غيرمستقر الحضور، فذلك لا يعبث فقط بسعر هذهالسلعة بل و قد يدفع بالمشترين من دول و شركاتللبحث عن مُصدّر غيره، و هذا يعني فيما يعنيانسحابا في العلاقات و تقويتها في طرف آخر.

ليس ذنبنا في كوردستان ان العقلية المركزية فيالحكم لم تتبدل و انها ترتب اوليات حزبية قبلادارية، ذلك ظهر جليا في امور قديمة سيما بعدتغيير النظام، اي ان العقلية القديمة لم ينقطعارتباطها مع مرحلة ما بعد  2003.

التفكير و التنفيذ الانتقائي للدستور، و إنامة الملفاتلاستثمارها حزبيا ليست كلها امور مأمون التلاعببها او توقع محدودية تأثيرها داخليا، و هذا الامرايضا يكون صورة غير مُرضية عن الاداء غيرالمخلص مع المواطن.

ليس ذنبنا ان عملية الاحصاء و توزيع الثروات ظلتبين الشد و بين التراجع امام استيلاد ازمات للبلاد،نتج عنها تضخم حزبي على حساب السلطاتالاخرى، و صار مصير الفرد و الجماعة مرتبطابمصير الصراعات الحزبية و الصراعات الحزبيةالحكومية، و كانت النتيجة اقرب لتحول الادارة لجهةمنفذة للاقوى من اجندات احزاب حصتها الكبرىفي الحكومة.

حسابات حزبية

لقد مارست الادارات المركزية السابقة بحقنا فيكوردستان عقوبات امام افتراضات و حساباتحزبية لتخضعنا لمشاريع محورية تخص ارتباطاتعقائدية نتفهمها لكننا لا نرضى ان يفرض الاخرونعقائدهم او تخادمهم مع انظمة سياسية برأس مالالعراق البشري او/ و المالي.

اغلب الجهات السوقية و السياسية و المالية والصحفية تناقش تداعيات خطرة محتملة لاستمرارعدم تصدير النفط العراقي.

كنا في كوردستان و امام انفصام الاخرين عنوثائق الماضي و ادلة الحاضر التي اجهدت مواطنيشعبنا عبر المنع من استحصال حقوقهم بالعيشبالاكتفاء مسارعين لعلاج ذلك الامر بتصدير النفطمن مناطقنا، والامر ليس اضطرارا فحسب بل هوحق لنا، و اذا كان الاخرون غير متفهمين للقانون وتفسيراته و غير ميالين لتنفيذ بنود الدستور، او انيروا السلطة تمكنهم من الشكوى في القضاء دونمراجعة الذات و التصرفات فهاي النتائج تترجم الىخسارات قد لا تنتهي و لا تكون يسيرة العلاج.

نحن نعول على الفريق الحريص على حاضر العراقو مستقبله، العراق الذي لا تنفعه دعاية تشبهالبالونات الملونة التي تلهي عن واقع مرير، فالبلادعودها قادتها على العيش من النفط، و بالتالي فليسامينا ابدا لا عليهم و لا على من يتكلمون بأسمهم انيتعرض مصدر العيش لخطر ما.

نحن نتكلم دوما مع من نجد فيهم ذلك الحرص، نحنابعد ما نكون عن القبول بالمخاطرة بعيش شعبنا، وشعبنا يعرف اننا لسنا من نهازي الفرص الشخصيةللاثراء على حسابه، دعونا نسارع لحل المشكلة ونأخذ درسا في فهم اهلية الحكم بدل صنع مقبوليةفردية لا تجلب رغيفا و لا قلما و لا علاجا و لا امنالشعوبنا.

*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي

للحزب الديمقراطي الكردستاني.

قد يعجبك ايضا