هدى أحمد
(1)
عندما تثورينَ على ذاتكِ،
إبتسمي ساخرةً من تلافيفِ عقلك..
كيف غفلتِ عن حياةٍ تكرهُ العويل؟
لن تحفلَ روحك بتلك الزخّاتِ على بؤبؤي عينيكِ الغائرتين،
لن تنتظرَ خطواتُكِ شارعاً يهدهدُ حلمك الصغير..
إقتربَ شعاعُ الأمل،
لملمي في حجركِ النجوم.
(2)
تلوحينَ بيديكِ للسفنِ المغادرة،
إنَّ صوتك المبحوحَ لن يصدَّ الأمواجَ لأنّ الموانئ خاوية،
ليتكِ بحثتِ عن صدى صمتك،
وأقمتِ جدارَ روحكِ من مطرٍ مقدّس..
نجومٌ تتساقطُ على أيامك..
لا تدعي الشمسَ تختبێُ في جوفك،
لا تلومي الليلَ لأنهٌ يقظ.
(3)
ها أنت تنتظرينَ غدكِ المبهم بين الصمتِ والضجيج،
وتسيرينَ وحدك على طريقٍ زجاجي،
لا شيءَ سوى أحلامكِ الحافية،
لقد نفدَ صبرك
يا من تبحرينَ بلا مجدافٍ،
لأنّ الموتَ يسطعُ كالشمسِ
وحياتك زوبعةٌ قاتمة.
(4)
تضحكينَ على الموتِ من ثغرٍ مجعّد
وتثرثرينَ في أذنِ الوقتِ كي يمنحك فرصةً لإلتهامِ أحلامك اللذيذة،
تنسينَ أنَّ المشيبَ قد حطَّ رحاله بين ثنايا الأيام..
ترسمينَ السلامَ في وجهِ الموتِ
فيهدهدُ جسدك الشغوف بالأملِ حتى يغدو خرقةً باليةً،
فلا تبالي بهذا
قاومي الحياة.
(5)
تعوّلين على الموتِ وتقامرينَ بأحلامك ،
ما زالتْ شجرةُ الحياةِ وارفةً
ما زال الغصنُ المجروحُ ينزُّ نسغُهُ،
إفتحي شرفتك ليغمرها الأمل..
ظننتُ يدك حصناً أو صخراً
لكنّها رمالٌ تتحرّك
فلربما مُرّ الصبرُ يقطرُ عسلاً،
لملمي روحك المبعثرة في فضاءاتِ الألم ..
فإنّ يدَ الشمسِ انبسطت في راحتيك.
(6)
ستتحدينَ سكونَ الليلِ بمعولٍ هشٍّ،
ستهدمينَ الأفكارَ الراسخةَ في تلافيفِ عقلك المتخمِ بالذكريات،
ستفركينَ جبينك كي يجلبَ النومَ إلى عينيك..
ستنامين على موسيقى الغد المختبئِ خلف أغطيةِ النهار.