صادق الازرقي
بحسب الدراسات العلمية فان المخلفات من الأكياس البلاستيكية تمثل عبئا كبيرا على البيئة لأنها غير قابلة للتحلل، وكثيرا ما يجري حرقها، للتخلص منها، وهذا الأمر ينتج عنه تصاعد مركبات كيميائية تتشكل على هيئة سحابة سوداء تؤدي إلى تلوث الهواء وتؤثر على صحة الجهاز التنفسي سلباً.
كما اثبتت الدراسات ان حفظ الأطعمة في الأكياس البلاستيكية لاسيما إذا كانت ساخنة يؤدي إلى تحرر بعض المواد الضارة التي تسبب تغيرات واضطرابات هرمونية في الجسم، مثل اضطرابات الغدد الصماء، كما ان الأكياس والعلب البلاستيكية التي تستعمل في حفظ أو نقل المواد الغذائية تزيد من فرص الإصابة بالتشوهات الخلقية، بسبب تواجد مواد كيميائية تتفاعل مع الغذاء المحفوظ أو المنقول بوساطتها.
اما الاسباب الكامنة في ا لمواد البلاستيكية التي تتسبب في انتشار مخاطرها فتتمثل في تحللها البطيء، اذ ان البلاستيك يتطلب وقتًا طويلاً للتحلل التلقائي، وبعض أنواع البلاستيك قد تستغرق مئات السنين للتحلل بالكامل، وهذا يؤدي إلى تراكمها في البيئة وتلوثها على المدى الطويل.
كما يؤدي تجمع البلاستيك في التربة والمياه، الى التأثير على الحياة البرية والنباتات ويؤدي إلى تلوث المصادر المائية، ويؤدي تناول الحيوانات لقطع البلاستيك إلى مشكلات صحية خطيرة.
وكذلك فان إنتاج البلاستيك يستهلك كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، وهذا يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية غير المتجددة وزيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
اما العامل الآخر الذي تسببه الاكياس البلاستيكية فهو التلوث البصري، اذ يؤدي تراكم النفايات البلاستيكية إلى تدهور المظهر الجمالي للمناظر الطبيعية والبيئة الحضرية.
وهناك مخاوف متزايدة بشأن تأثير البلاستيك على الصحة البشرية، اذ قد يحتوي البلاستيك على مواد كيميائية مضافة قد تنتقل إلى الأغذية والمشروبات، وهذا يمكن أن يؤثر على الصحة على المدى البعيد.
وبحسب المتخصصين، يتطلب التصدي لتأثيرات البلاستيك على البيئة جهودًا من قبل الحكومات والمجتمعات والشركات لتقليل استعمال البلاستيك القابل للتصرف وتعزيز إعادة التدوير واستعمال المواد البديلة الصديقة للبيئة.
والأكياس البلاستيكية تحديداً رقيقة ومصنوعة من مادة البوليمر المعروفة باسم البولي إثيلين عالي الكثافة، الذي يخلق مادة قوية جدا، ولهذا السبب نرى أن كيس البقالة العادي خفيف الوزن ومع ذلك يحمل أضعاف وزنه من دون أن يتمزق، وان تلك الأكياس لا يعاد تدويرها ويحصل عليها الشاري في المتجر ونقاط البيع مجاناً في دول كثيرة، وبكميات غير محدودة.
وقد لوحظ بحسب الاستطلاعات ان الحرب على أكياس البلاستيك تشتد في دول وتتراخى في أخرى، إذ لم يعد بإمكانها التهرب من مسؤولياتها في حماية المياه والتربة وصحة الناس على أراضيها من خطر تلك الأكياس القاتلة والملوِثة للبيئة. وفي مسح سابق اجري على مستوى العالم لمعرفة مستوى التعامل مع الاكياس البلاستيكية بحظرها أو فرض ضرائب على استعمالها فان 153 دولة يشملها المسح تحركت حتى الآن بطريقة ما تجاه تلك المشكلة، في مقابل 47 دولة لم تتجاوب لمكافحة أكياس التسوق الخفيفة.
وبالتأكيد فان العراق يقع ضمن الدول التي لم تتجاوب لحظر اكياس البقالة البلاستيكية، ما يؤدي الى انتشارها على الملأ وتسببها في عديد المشكلات للبيئة والسكان.