ماهر نصرت
الاصوات الجميلة في قراءة القرآن الكريم أو في الآذان ترفع درجة الايمان لدى المرء وتجعل قلبه يخفق ونفسه ترغب بسماع المزيد من الآيات القرآنية وهي تصدر من أصوات رخيمة محببة الى النفوس … ومنهم من تدمع عيناه متأثراً باللحن الجميل في اوقات كثيرة .. ويذهب به ذلك الصوت الأخآذ نحو الخشوع الوجداني وكأنه صوت قادم من عالم الغيب ملائكي جميل ، ومشكلة قرائنا الافاضل انهم مازالوا يتبعون الطريقة الملائية الباكية في القراءة بحجة عدم الخروج عن نطاق المقام المتبع حيث صار هذا النوع من القراءة غير مستحب من قبل الاجيال الحالية فهي طريقة تفتقر الى الجمال واللحن النغمي الذي يشترط ان يكون موجوداً على صعيد ماجاء به القراء المصريون من تجديد وابداع في هذا الشأن ويقال ان الطريقة العراقية الحالية المشوبة بالنحيب هي طريقة موروثة من المقامات العثمانية القديمة وهناك من يقول بأنها مقتبسة من العباسيين وكان من الضروري أن تقوم دائرة الأوقاف أو من له علاقة بالموضوع بأعادة النظر بهذا الامر وان تلتزم في اختيار اصحاب الاصوات الجميلة وتخصصهم بشكل حصري ليرفعوا الآذان في المساجد او يتلوا القرآن الكريم بالأوقات المفروضة والمستحبة وهذا له أهمية كبيرة للمستمعين في ترسيخ ودق أسفين العقيدة الايمانية لديهم من خلال جاذبية تلك النغمات الجميلة وحلاوة الحانها لما لها من سحر آخاّذ للقلوب ورغبة عارمة في التصنت والاستماع كما يحصل مع صوت المقرئ المرحوم عبد الباسط عبد الصمد على سبيل المثال لا الحصر … فقد كثرت الاصوات النشاز في مجتمعاتنا وصار كل من يريد ان يحصل على حسنات يذهب الى المسجد ويحمل المايكروفون ليؤذن أو يقرأ القران ولا شأن له بصوته ان كان جميلاً او نكراً حتى صار مايكروفون المساجد مشاعاً للجميع وتفتقر بعضها الى الموظف الرسمي للسيطرة على حرمة لاقطات الصوت لأهميتها ، وأكثر هولاء هم اصحاب الاصوات الرديئة المزعجة التي تكون أصواتهم غير مؤهلة للقراءة بشكل علمي مدروس فهم يعتقدون بأن أصواتهم جميلة وستلهم المستمعون حتى تهفو لها القلوب وتطرب لها النفوس وتدمع لها العيون ، والمشكلة الأخرى الاكثر أذى هو في سماعات المساجد التي تتجه بفوهات ابواقها نحو البيوت المحيطة بشكلٍ مباشر وهذا من الاخطاء التي يرتكبها أولئك الذين يقومون بتثبيت السماعات فوق اسطح الجوامع او مناراتها فهم لايفقهون شيئاً عن فنون تنظيم الاصوات التي كان من الاجدر بهم أن يوجهوا فوهات أبواق السماعات بزوايا منفرجة نحو الاعلى قليلاً لتتجه الى الأفق البعيد من أجل أن تصل بأصواتها الى مسامع مضاعفة ولا توثر تأثيراً مباشراً على مايحيط بها من مساكن ويقال ان أسعار تلك المساكن المحيطة بدور العبادة فد هبطت لهذا السبب الذي ذكرناه آنفاً اي بسبب الأصوات العنيفة التي تدخل أسماع العوائل المغلوبة على أمرها بعد أن شاء قدرها أن تسكن في تلك الشعاب المحيطة بالجوامع… أين دائرة الأوقاف من كل هذا ؟ عجيب والله ؟ .