مهند محمود شوقي
تولد الثورات من منطلق عقائدي وفكري لترسم لما هو قادم و حاضر ومستقبل ينسجم وتطلعات الأمم حيث ما تصبوا اليه وما تريد طالما أن تلك الثورات لم تأتي من فراغ بل لحاجة مُصِرَة و مُلحة نسجت تفاصيلها الدماء وتناسلت رواياتها الأجيال وأسست بأسماء شهدائها قضية نضال لا تقبل المهادنة ولا يدخل في مفهومها أي تعريف للسياسة لأن إرث تلك الثورات لم يقبل سابقا النقاش على حقوقه وفي حتمية القادم لن يقبل النقاش الا بالحقوق .
متى سيدركون حقوق الكورد ؟
أعيد قراءة التأريخ لعلني أجد أن الخطأ في الحسابات مفهوم تقدره الحالة من الحكم فترة أو سلطة لم تكن منصفة بحق الشعب الكوردي فأخرج من مجمل القراءة تلك بتفاصيل تتشابه من حيث الاصرار على الحقوق الكوردية وكأنها الآن بدأت واستمرت بل كأنها الان قد جوبهت من قبل سلطات الحكم منذ التشكيل الاول للدولة وحتى يومنا هذا …. لم تختلف ثورة أيلول عن ثورة گولان عن الثورات التي لحقتها وصولا إلى الاستفتاء من حيث ذات المطلب وذات الحقوق الاولى التي نادت بالسلام والاعتراف بقضية الشعب الكوردي… الحكومات العراقية بمختلف اسماء قياداتها وأعراف سلطة حكمها لم تصل إلى فهم القضية الكوردية إن كانت دكتاتورية لا ترى إلا بعين واحدة ! أو ديمقراطية خلل في عقول من يمثلها أن السياسة في العراق من مبدأ الشراكة ستنهي دور النضال الذي بات محفورا على كل رقعة في ربوع كوردستان و في ذاكرة الشعب على حد سواء.
من يمر على تأريخ الكورد ويترك لضميره التقدير سيقف عند آلاف القرى المدمرة وآلاف المناطق المعربة وآلاف العوائل المهجرة وحتما سيقرأ عن نقرة السلمان وعن تلك الصحاري جنوب العراق التي أغتيلت فيها أجساد طاهرة ومن يمر على منطقة بارزان سيدرك أن هناك أرواح في السماء أزهقت لأنها طالبت بالحقوق والحرية … ومن يبحث عنا نحن (البقية) سيجد أننا هجرنا من دون ذنب في بقاع الأرض داخل حدود الوطن ! أو خارجه حيث ما شاءت الحكومات أن نكون !
والأغرب من كل ما ذكر أنهم يحاولون اليوم في عصر الديمقراطية الحديث أن يسلخوا إرث ذلك النضال الكبير من باب تعريف أن السياسة تقبل وتتيح !!! وعلهم لم يدركوا أن النضال الكوردي هو ذاته توجها في السياسة حيث الحقوق لا تقبل النقاش وحيث الأمانة في السلطة تقتضي الزاما الايفاء بالوعود .