الصين: بعد ارتفاع الحرارة الامطار الغزيرة تتسبب بفرار عشرات الآلاف من بيوتهم

 

 

 

 

التآخي – وكالات

تسببت أمطار هي الأغزر هذا العام في العاصمة الصينية بكين، بمقتل شخصين وفرار عشرات الآلاف من بيوتهم، مع مرور بقايا الإعصار دوكسوري عبر المدينة. فيما حذر خبراء الأرصاد من اقتراب العاصفة المدارية خانون التي من المتوقع أن تضرب الساحل الصيني المكتظ بالسكان.

وقتل شخصان في بكين من جراء إعصار دوكسوري الذي ضرب شمالي الصين وأجبر أكثر من 31 ألف شخص على إخلاء منازلهم في العاصمة الصينية يوم لإثنين ٣١ تموز، وفقا لما ذكره التلفزيون الصيني الرسمي. وشهدت المدينة أعلى مستوى لهطول الأمطار هذا العام.

ووضعت مناطق شاسعة في حالة تأهب قصوى فيما جرفت المياه سيارات وغمرت محطات قطار الأنفاق بالمياه. وأصدرت العاصمة الصينية الإثنين أعلى مستوى إنذار من فيضانات وانزلاقات تربة. وأوردت صحيفة “الشعب” الصادرة بالإنجليزية “خلال دورية طوارئ، تم العثور على شخصين في قنوات مائية”، مشيرة إلى أن “مؤشراتهما الحيوية كانت قد توقفت”.

 

 

وقال المواطن الصيني غو تشينو البالغ 49 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية “هذا الصباح كان الوضع جنونيا، فاضت مياه نهر مينتوغو وغمرت الشارع بأكمله”. وأزال عمال بلديون مدعومون بجرافات وسكان الوحول من أمام المنازل خلال توقف قصير للأمطار. وأشارت تشين البالغة 52 عاما إلى أن المياه تدخل إلى الطوابق السفلية من المنازل، قائلة “المنازل هنا كلها قديمة، لذلك هناك بالتأكيد مخاوف تتعلق بالسلامة”.

 وعلّقت خدمات محطات حافلات في العاصمة بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، فيما أصدرت السلطات أعلى تحذير لفيضان نهر داشيخه في الضواحي. وأظهرت لقطات شاركها أحد سكان مقاطعة فينغتاي الجنوبية مع وكالة الأنباء الفرنسية شاحنة متوقفة نصفها مغمور بالمياه الإثنين مع استمرار هطول الأمطار.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن جزءا من طريق فى منطقة فانغشان تجوّف بسبب المياه. ونشر مستعملو وسائل التواصل الاجتماعي لقطات تظهر مركبات جرفتها السيول الموحلة وطرقات تظهر وكأنها شلالات في ضواحي المدينة. وأظهرت إحدى اللقطات التي نشرت عبر منصة شياوهونغشو الشبيهة بإنستاغرام، المياه التي تغمر تقاطعا كبيرا بجانب المباني السكنية الضخمة وحددت وكالة الأنباء الفرنسية الموقع الجغرافي في منطقة مينتوغو الخارجية.

 

 

 

ويعد بعض العلماء أن الظروف المناخية القصوى التي شهدتها الصين والحرارة القياسية التي سجلتها هذا الصيف تعود إلى التغيير المناخي. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن خبراء حذروا من أن هطول الأمطار المستمر قد يؤدي إلى فيضانات أسوأ من التي شهدتها البلاد في تموز 2012، عندما قضى 79 شخصا وأجلي عشرات الآلاف.

وأفادت مصلحة الأرصاد الجوية في بكين أن 170,9 ملم من المياه انهمرت على العاصمة في أربعين ساعة بين مساء السبت وصباح الإثنين، ما يكاد يعادل متوسط المتساقطات لكامل شهر تموز. وتلزم السلطات الصينية حذرا شديدا عند تساقط أمطار غزيرة منذ العام 2011 حين أدت فيضانات كبرى في وسط البلاد إلى مقتل أكثر من 300 شخص معظمهم في مدينة تشنغتشو الكبيرة.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن العمل توقف في أكثر من أربعة آلاف موقع بناء وجرى فحص ما يقرب من 20 ألف مبنى للتأكد من عدم تعرضها لأضرار وجرى إغلاق المواقع السياحية في المدينة.

ومع استمرار تراجع قوة الإعصار دوكسوري، حذر خبراء الأرصاد من اقتراب العاصفة المدارية خانون التي من المتوقع أن تضرب الساحل الصيني المكتظ بالسكان، وقالت السلطات إن العاصفة خانون قد تلحق المزيد من الأضرار بالذرة والمحاصيل الأخرى التي تعرضت بالفعل لهبوب الإعصار دوكسوري.

وفي الأول من آب طالب الرئيس الصيني شي جين بينغ، ببذل أقصى الجهود للبحث عن الأشخاص المفقودين أو المحاصرين في الفيضانات والكوارث الجيولوجية وإنقاذهم، وذلك في توجيه أصدره بشأن العمل للوقاية من الفيضانات والإغاثة من الكوارث. كما طالب شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، ببذل الجهود لتقليل أعداد الضحايا.

 

 

وقال شي إنه من الضروري ضمان تقديم العلاج الطبي للمصابين وتوفير الراحة لأسر المتوفين. وحث  على بذل الجهود لاتخاذ الترتيبات المناسبة للأشخاص المتضررين من الفيضانات والكوارث الجيولوجية، والإصلاح الفوري للبنية التحتية المتضررة بما في ذلك مرافق النقل والاتصالات والكهرباء، واستعادة النظام الطبيعي في العمل والحياة في أسرع وقت ممكن، بحسب قوله. وشدد شي على أنه يجب ضمان سلامة أرواح المواطنين وممتلكاتهم، فضلا عن الاستقرار الاجتماعي ببذل أقصى الجهود.

وأصدر رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ تعليمات حث فيها الإدارات المعنية على التنفيذ الكامل لطلبات الرئيس شي وبذل جهود شاملة لمساعدة المحليات في البحث عن المفقودين أو المحاصرين وإنقاذهم، وتقليل الخسائر واستعادة الحياة الطبيعية والإنتاج في أقرب وقت ممكن.

كما حث لي على بذل جهود محسنة وأكبر في أنظمة مراقبة الفيضانات والتحذير المبكر منها فضلا عن التنفيذ الشامل لتدابير الوقاية من الفيضانات لضمان سلامة أرواح المواطنين وممتلكاتهم، بحسب وصفه.

قد يعجبك ايضا