” زهرة” و ” ثنائيات” و ” الأستاذ والقس”

 

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 1 / 8 / 2023

 

صدرت الطبعة الاولى من رواية بعنوان ( زهرة) لــ ( ميسلون فاخر) عن دار سطور للنشر والتوزيع- بغداد- شارع المتنبي في العام 2023 بالتعاون مع دار سومر للطباعة والنشر، وقد ورد في جزء منها ما يلي:

– ” هناك في بيت كايسا في سياق حديث غير مخطط له بعد أن أخبرتها عن قضية فاتن وطفليها وأصدقائي الذين تعرفت إليهم قلـت لها:

– لدي موعد اليوم مع صديقتي التي تعمل في جريدة الداغيس نيهيتر، لأحثها على كتابة مقال عن فاتن، فربما ننجح في تحشيد رأي عام لصالحها وتشجيع المحكمة لإنصافها، نحن بحاجة لدعم إعلامي، لو كان أندش مثل ما كان لاستعنتُ به.

 

 

تواصلت مع أصدقاء فنانين لأشرح مشكلة فاتن وأطلب منهم أن يكتبوا على الفيسبوك لترويج القضية وأطمح أن تكون قضية رأي عام. كان التجاوب مقبولاً نوعاً ما، ولكنه ليس بمستوى طموحاتي.

فاجأتني كايسا بمقترح بأن تكلّم أندش و تشرح له الموضوع ثم تطلب منه المساعدة، فهو يستمع لها ويستجيب لطلباتها. لم يصدق أندش طلب كايسا وكأنه كان ينتظره وزاد من تواصله معي، وبدأت أهون على نفسي ما فعله وأتفهم ما يشعر به بعد أن استمعتُ لكايسا.

تواصلت مع مريم وطمأنتني عنهم، سأحاول زيارتهم في الأسبوع المقبل، بعدما تكون قد رشحت أخبار عن موعد المحاكمة على قدم وساق يقوم كل منا بدوره المطلوب بعد توزيع المهمات.

جلب المحاميان ما اقترحته بریگیتا ووالدها عليهما، عرض الدكتور هاسا فاتن على لجنة طبية معتمدة لغرض منحها التقرير، خرجت شهادة من السجن عن موقفها العقلي، وتعهد خطي منها لقبول ما تطلبه منها البلدية. وقد علمنا بأن جلسة المحكمة ستنعقد في الأسبوع المقبل.

ساهم أندش كثيراً بدعم إعلامي، ولكن المؤشرات غير مبشرة بسبب تولي قاض صعب المراس للمحاكمة وهو معروف عنه انزعاجه إذا ما حصل المتهم على دعم من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، ولا يستجيب لأي ضغط. أخبرني يوهان أن القاضي بـيرمان هو من أصعب القضاة وأكثرهم حدة، ولسوء حظ فاتن سيكون القاضي الأول في محاكمتها.

سمعت فاتن بذلك وأصابتها نوبة هلع كبيرة لما ينتظرها. زياد ومريم كانا متوترين ولا يعرفان ما هو التصرف السليم إذا حكمت فاتن بالسجن، وكم يستطيعان الصمود. جدة محمد فارقت الحياة ودخل محمد نوبة حزن شديدة لم يفلح أصدقاؤه في التخفيف من حدتها، استعانوا بي، ربما يخفف حضوري من كآبته وصلت إلى بيت أصحابي بعد ثلاثة أشهر من الغياب كانت الشوارع خاوية بلا حياة، والمحلات لا تعج بالزوار، ولا أصوات في الفناء بعض مارة هنا وهناك.

وحين دخلت إلى المكان شعرت بدفء غريب يتلبسني بودي ودودي هجما عليَّ، تذكراني على الفور، لقد تعلَّما هنا كيف يحتضنان أحبتهما، أصبحا أكثر صحة وقد كبرا بالسن ونما حجمها، وجهاهما صارا ورديين وشعرهما مرتب وملابسهما أنيقة.

 

 

زياد جاء مبتهجاً يسلم عليَّ، وسلمى ومريم احتضنتاني وهما تبكيان لم أنعم بتلك المشاعر طوال حياتي، أخبروني بأن محمداً في غرفته قد أغلق عليه بابه ونوافذه منذ رحيل جدته، لم يذهب إلى عمله، وظل مرابطاً في البيت. رحت باتجاه غرفته وطرقت الباب سمح لي بالدخول، وحين دخلت وجدته شخصاً آخر، فقد أطلق لحيته وتمدد على سريره وأطفأ نور الغرفة، وقفت إلى جانب سريره بحزن بعدها حضنته وجدته مثل طفل صغير يتعلق برقبتي ويبكي.

كان ينوح ويصدر أصواتا تشبه عواء حيوان جريح، لأني لم أتعود على مشاعر البشر، وجدته قريباً جداً مما كنت ألمسه من ألم حيوانات الغابة حين تصاب أو تفقد صغارها. ثم هدأ وجلسنا ننظر إلى بعضنا بعضاً فقلت له:

– هل تعلم أن الأموات يزورون أحبتهم، ويتألمون مثلنا لو وجدوهم ليسوا سعداء، أنت تعذب جدتك بحزنك وهي تراقبك من السماء كلما تبكي هي تبكي وكلما تفرح تسعد وتهنا بعالمها.

– أنا ألمس وجودها حولي لكني لا أقوى على كظم بكائي ودموعي اشتقت إليها، ليتني زرتها قبل رحيلها.

– هي الآن برفقة أحبتها الذين غادروا قبلها اتركها تنعم بعالمها وتطمئن عليك، هي الآن عالقة بين عالمين.

– هل أنت متأكدة يا سارة مما تقولين؟ هل جدتي الآن مع أمي وعائلتي؟.

– ليس لدينا يقين، فلم يذهب أحد إلى هناك وعاد لنا بالأخبار، ولكنَّ هناك كلاماً كثيراً حول ذلك.

– أتمنى أن تكون ليست وحيدة وخائفة. جدتى تخاف من القبر كانت تقول ( لا تدفنوني عميقا أخاف من الظلام)”.

وعن مؤسسة ثائر العصامي للطباعة والنشر والتوزيع والاعلان – بغداد- شارع المتنبي صدرت الطبعة الاولى في العام 2023 ثنائيات- ملحمة نداءات لــ ( عبد الله د. مصطفى الجبوري) ومنها:

– “

عادت إلى ربها أمّى

عادت إلى ربّها أمّي فلستُ أرى

عيشي على بُعدِها عيشاً يعوّضُني

***

مَنْ ذا يعوّضها؟! ماذا سيفعلُهُ ؟!

حنان أمي ملاك كان يرحَمُني

لا زلتُ أسمع صوتاً في منازلنا

كصوتِ أمّي وقد لبيتُ يخدَعُني

عِطْرٌ كَمِسكِ أتى من قلبٍ غُرْفَتِها

أعطى أماناً لبيتٍ صارَ يخنُقُني

وطَيفُها زارني في رقدتي سحَراً

كانها شَعَرتْ حزني تُطَمئتُن”.

 

 

 

ومن تأليف ( آدم سيسمان) وترجمة ( ربيع الطربوش) صدر عن دار الكتب العلمية للطباعة والنشر والتوزيع- بغداد- شارع المتنبي بالتعاون مع دار معنى للطباعة والنشر والترجمة كتاباً بعنوان ( الأستاذ والقس- قصة الرغبة والمكر) بطبعته الاولى في العام 2023 وقد ورد في جزء من مقدمة الكتاب:

– ” بالصدفة البحتة عرفتُ بقصة روبرت بيترز عندما كنتُ عاكفا على كتابة سيرة المــؤرخ ( هيو تريفور روبر)، لم أكن أعرف شيئا عن ( بيترز)، كما هو حال معظم الناس، ولم أسمع باسمه من قبل، شاهدتُ لأول مرة على غلاف ملف سميك، مكتوبا بقلم حبر سائل في يد تريفور روبر البيضاء المميزة، كان الملف موجودا بين صحف وأوراق ضمّها

مكتبه في منزله المسمى ” أولد ريكتوري” الذي يوصف أحيانًا- وهو وصف يجانب  الصواب – بأنه المنزل الجميل الوحيد في ديدكوت، لقد ظل ذلك المكان بعد وفاة تريفور  روبر في عام ٢٠٠٣، ساكنا صامتا وغير مأهول بالسكان لعدة سنوات، بيد أن محتوياته لم تتأثر إلى حد كبير، كان الجو قارسا شديد البرودة في الشتاء، وكنت أذهب  إلى هناك من حـين لآخر للعمل والبحث في تلك الأوراق ملتمسا بعض الدفء في ارتداء معطف وقفازات وقد نمتُ مرة واحدة على الأقل في سرير تريفور روبر، لا تزال ملابسه معلقة خزانة الملابس، ولا تزال ثمة كتب على طاولة السرير بما في ذلك بالطبع مجلد يضم أعمال ( هوراس). ولم يكن إرشيفه إرشيفا عاديًا فقد كان يضم بعض الوثائق غير  التقليدية التي عادة ما يحرص عليها المؤرخ الأكاديمي، كانت ثمة مراسلات مع بعض كبار الضباط في المخابرات البريطانية، ووثائق أخرى تتعلق بخدمة تريفور روبر في زمن الحرب في الاستخبارات العسكرية، بما فيها دفتر الضابط الخاص بتحديد مواعيد  هتلر الذي لا شك في أن تريفور روبر وضعه في جيبه أثناء قيامه بالبحث عن الوثائق

 في الملجأ المدمر الذي غمرته المياه جزئيًا في خريف عام ١٩٤٥. في نهاية المطاف تم نقل محتويات مكتبته إلى كنيسة كرايست جيرج ( كنيسة المسيح)، وعندما كان العتالون ينقلون صناديق الإرشيف إلى الشاحنة المنتظرة، سقط ملف يحوي بعض  الوثائق. نُشرت السيرة الذاتية لتريفور روبر في عام ۲۰۱۰ التي ورد فيها: بأن تريفور روبر التقى بيترز في أكسفورد في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين. كان تريفور روبر آنذاك أستاذًا، وكان بيترز طالبًا يسعى للحصول على شهادة الدراسات العليا. وافق الأستاذ على مقابلته ليستمع إلى شكوى بيترز الذي زعم بأنه تعرض إلى الاضطهاد، صدق تريفور روبر تفاصيل الحكاية التي سردها بيترز حتى بدأت مصداقيتها بالانهيار

 تحت وطأة الأدلة التي أثبتت العكس. وما إن أدرك تريفــور روبر بأن بيترز كان يكذب، حتى أصبح راغبا في معرفة المزيد، فأخذ يبحث ويتحرى وقد أصابه الذهول مما  اكتشف. ومما وقع بين يديه من حقائق وأدلة. لقد شعر تريفور روبر، كأستاذ يضطلع بمسؤوليات أكاديمية، بالذهول من نجاح بيترز في خداع السلطات، ولكن بصفته فردًا مهتما بالكوميديا البشرية، لم يكن بوسعه إلا أن يشعر بمتعة اكتشافه، لقد شعر ببهجة، يخالطها بعض الخبث، لنجاح بيترز في خداع من انطلت عليهم حِيَله وخُدَعه”.

قد يعجبك ايضا