ارهاصات بيئية .. دعم اهداف التنمية المستدامة في العراق

 

صادق الازرقي

تقول الأمم المتحدة انها تعمل مع حكومة العراق والشركاء الوطنيين الآخرين عن طريق الإطار الاستراتيجي المحلي المشترك للأمم المتحدة، تحت مظلة الرؤية العراقية 2030 وبرامج التحول الوطني، لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالعمل على تحديات وفرص التنمية في العراق، مشيرة الى ان أهداف التنمية المستدامة هي دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر، وحماية بيئة الأرض ومناخها، وضمان تمتع الناس في كل مكان بالسلام والازدهار؛ وهذه هي الأهداف التي تعمل عليها الأمم المتحدة في العراق بحسب قولها.

حقيقة، انها اهداف كبيرة ومفصلية تعلنها الأمم المتحدة بشأن تحسين المناخ والبيئة في العراق؛ وبالتأكيد فانها تشخص العلة الرئيسة لهذا التدهور وتتمثل بالفقر وعدم تمتع الناس بالعيش المسالم الرغيد فمن دون القضاء على الفقر وتحقيق رفاه السكان لن يتحقق النجاح للجهود المبذولة لحماية البيئة بخاصة مع تحذير وزارة التخطيط من ان نسب الفقر في العراق الى ارتفاع مضطرد،  اذ بلغت 25 بالمئة من إجمالي السكان في العام 2022، بحسب بيانات التخطيط، وهي مرشحة للارتفاع، وبحسب الوزارة فان هذه النسبة ارتفعت مقارنة بعامي 2019 و2020، اذ كانت النسبة لا تتجاوز 20 بالمئة.

وبرغم ان جهود تحسين البيئة ومواجهة التغير المناخي ومعالجة أسباب الظاهرة تتعلق بالحكومة العراقية، ولكن الضغط الاممي في هذا الجانب ضروري جدا وبات مطلوبا اكثر، وقد رأينا كيف يجري التسيب في كثير من المشاريع الخاصة بالسكان في العراق، طيلة العقدين الماضيين فما بالك بجهود تحسين المناخ؟!

الإجراءات التي يأمل الناس أن تنفذها الحكومة لإيقاف تداعي المناخ كثيرة لاسيما أن أجواء البلد اخذت تتدهور باستمرار نتيجة للجفاف وارتفاع الحرارة وتزايد كتل التراب والغبار، كما يشكل الغاز الذي يحترق طوال اليوم مصدر خطر لحياة السكان، وعلاقة ذلك بالاحتباس الحراري وتنامي الأمراض المتنوعة التي يعاني منها السكان، بخاصة في المناطق التي يتواجد فيها الغاز المحترق، البصرة مثلا ،  وغير ذلك من معالم التدهور المناخي والبيئي.

لقد حددت الامم المتحدة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة في العراق أهدافا عدة منها، القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، الصحة الجيدة والرفاه، التعليم الجيد، المياه النظيفة والنظافة الصحية، طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، مدن ومجتمعات محلية مستدامة، العمل المناخي، الحياة تحت الماء، الحياة في البر، وغيرها من الأهداف؛ وطبعا فإن تنفيذ تلك الأهداف يقع على عاتق الحكومات العراقية المتعاقبة، وهي الملزمة بتنفيذها، ويبقى دور الامم المتحدة ومنظماتها داعما وساندا.

أن تحقيق الانتصار في موضوعة البيئة والبيئة المستدامة يستوجب أول ما يستوجب تحقيق تلك الأهداف الآنفة، اذ أننا لسنا بصدد الخوض في غمار موضوعات نظرية وجدل من دون نتائج؛ بل إننا بإزاء العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي يتفق عليها جميع العالم، وفي صدارة متطلباتها، القضاء على الجوع والفقر، وتوفير المياه النظيفة ووسائل الصرف الصحية، وكذلك البحث عن طاقة نظيفة وتوفير الكهرباء للسكان، مع تنشيط الحياة تحت الماء وفي البر، وغير ذلك،  وتلك أمور في صلب الاستدامة البيئية، وبالتالي ليس ثمة معنى للحديث عن تحسين المناخ وإنعاش البيئة إذا لم نسع فعلا إلى تحقيقه.

قد يعجبك ايضا