التآخي – وكالات
درجات حرارة مرتفعة “فوق العادة” قد تتجاوز في بعض المناطق مثل الأندلس بجنوب اسبانيا 44 درجة مئوية أو أكثر على مستوى محلي محدد. وتقول مؤسسات الطقس إن هذه المستويات ستكون أعلى بـ 10 إلى 15 درجة بمعظم مدن جزر البليار (شرق) مقارنة بما هو مسجل عادة في هذه الفترة من العام.
وتطال موجة الحر الشديد نحو 16 مدينة إيطالية حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة 40 درجة أو أكثر.
وفي رومانيا، وصلت درجات الحرارة إلى 39 درجة، ما دفع السلطات إلى التحذير من خطر انتشار الحرائق. بالمقابل، شهدت اليونان موجة حر دفعت سلطات العاصمة أثينا في الأيام الخيرة لإغلاق موقع الأكروبوليس التاريخي في بعض فترات النهار.
وتعيش جميع مناطق العالم هذه الأيام تحت وطأة موجة حر شديدة مع تسجيل درجات حرارة قياسية في عدة بلدان. وكمثال، يقول مركز الأرصاد الجوية الإيطالي إنه يخشى “موجة حرارة صيفية هي الأشد وواحدة من أشد موجات الحرارة على الإطلاق” في بلاده. وكان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم، وفقا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ويقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي المسؤولة عن ازدياد شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.
في شمال أفريقيا، في المغرب، أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن موجة حر جديدة تراوحت معها درجات الحرارة بين 37 و47 درجة مئوية في عدة ولايات. وتتوالى موجات الحرارة في المنطقة منذ بداية الصيف مع درجات حرارة “أعلى من المتوسط” حتى آب المقبل كما متوقع.
وفي الأردن الخاضع لموجة من الحر تجاوزت معها الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق، يكافح رجال الإطفاء الحرائق التي نشبت في غابات عجلون في شمال البلاد.
على الصعيد العالمي، كان حزيران الماضي الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأمريكية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ويقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تزيد من شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس. ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.
وبرزت دول الخليج العربي كأكثر الدول التي عانت من ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من معدلاتها السنوية. وتؤثر الحرارة الشديدة والرطوبة بشكل كبير على الحياة اليومية لكثر في الخليج، من بينهم آلاف سائقي الدراجات النارية من جنوب آسيا، الذين يجوبون مدنها لتوصيل طلبيات الطعام وطرود أخرى، وقال المواطن المصري محمد رجب، وهو أحد هؤلاء، لوكالة الأنباء الفرنسية في أحد شوارع دبي: “مهنتنا صعبة”، وأضاف “نحاول دائما تجنب وهج الشمس المباشر”.
وأظهرت النتائج أيضا أن ارتفاع درجات الحرارة 3 درجات مئوية تجعل الكويت والبحرين والسعودية تشهد 180 يوما في السنة درجات حرارتها تزيد على 40 مئوية بحلول نهاية القرن.
وأضاف ارتفاع درجات الحرارة في العراق بشكل عام والبصرة بشكل خاص سبباً جديداً لركود الأسواق التجارية الضعيفة في الأساس من جراء ما تعانية من معرقلات تعانيها السوق بينها سعر صرف الدولار والإغراق السلعي.
ومع ارتفاع درجات الحرارة في العراق يشدد المتخصصون على أن “الوضع يزاد صعوبة في صيف البصرة بخاصة، وهذا ما يتضح مع تراجع نسبة نمو سوق العمل ما بين 5 % إلى 7 %، حيث يقتضي من العمال في الصناعات المكشوفة العمل في الهواء الطلق والتعرض لعوامل الطقس مثل قطاع البناء، اذ يعملون لساعات أقل وأحيانا يضطرون إلى العمل ليلا في ظروف ينتابها انقطاع الكهرباء لساعات طويلة”.
الاخصائي في الأمراض الباطنية عبد الأمير سليم العمار، يقول، إنه “عندما يجهد الإنسان نفسه بقوة العمل والحركة في الطقس الحار أو الرطب، وهي متلازمة الصيف في البصرة، تقل قدرة الجسم على تبريد نفسه بكفاءة طبيعية مما يسبب الإنهاك الحراري”، ويمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري في حال عدم علاجه إلى الإصابة بضربة الشمس، وهي حالة قد تؤدي إلى الوفاة.