فلاح أمين الرهيمي
إنها فاتنة الدنيا وحسناء الزمان التي أدخلت البهجة والسرور والابتسامة والأمل إلى كل بيت في العراق وفتحت أبواب المستقبل للشعب العراقي في المستقبل المشرق السعيد. إن طبيعة الانقلابات العسكرية تعتبر حدث سياسي من أجل الحصول على المناصب في الدولة وتغير الوجوه القديمة بوجوه جديدة وتبديل العلاقة والارتباط بين الدول الاستعمارية الأخرى بعيداً عن مصالح وخدمة الشعب إلا أن الانقلاب العسكري في العراق أصبح ثورة عارمة في تحولاتها وإنجازاتها الثورية الجريئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأنها ولدت من رحم الجبهة الوطنية المؤلفة من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال والحزب الديمقراطي الكردستاني وقوى مستقلة وكان للجبهة الوطنية دور كبير وتأثير واضح في انفجار ثورة الرابع عشر من تموز الباسلة من خلال الضباط الأحرار المنتسبين لأحزاب الجبهة الوطنية فسنت قانون الاصلاح الزراعي وقانون مساواة الرجل والمرأة وقانون رقم (80) الذي حدد مناطق استثمار واستغلال الأراضي العراقية من قبل شركات النفط الأجنبية الاستعمارية وخروج العراق من حلف بغداد العدواني وخروجه من منطقة الاسترليني الذي كان يربط ويستخدم الاقتصاد العراقي لمصلحة الاقتصاد البريطاني الاستعماري وإطلاق حرية الأحزاب وحرية التعبير والحريات الديمقراطية الأخرى وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الاشتراكية والقضاء على حكم البلاط الملكي العميل حيث كان العراق دولة متأخرة شبه إقطاعية وبدون سيادة شبه مستعمرة وكانت شركات النفط الاستعمارية دولة مؤثرة على الدولة العراقية وتأثر بأوامرها حيث كانت دولة في وسط دولة والمرتبط بدول الاستعمار الانكلو أمريكي ومن خلال هذه الانجازات الثورية أصبحت الجمهورية العراقية كوكب ذري يشع في سماء الشرق الأوسط مما أثار الخوف والرعب لدى الحكام الرجعيين في المنطقة فنزلت القوات الأمريكية في لبنان والقوات البريطانية في الأردن لحماية حكامها العملاء من تحرك وغضب شعبيهما ولم يهدأ لهم بال في التآمر على الجمهورية العراقية لأن الثوار تلاحموا مع أبناء الشعب وأصبحوا كتلة فولاذية تتحطم عليها رؤوس القوى المتآمرة إلا أن ما يؤسف له انحياز بعض قوى الجبهة الوطنية إلى بعض الشعارات التي كانت تدعو إلى الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصر والتي كانت تسبب ضرر للعراق وطن وشعب سياسياً واقتصادياً أدى إلى تفكك الجبهة الوطنية المتحدة وإلى تفكك لحمة القوى العسكرية والمدنية وتمسك الزعيم عبد الكريم قاسم بالسلطة والبقاء على الحكم بموجب الدستور المؤقت ومطالبة الحزب الشيوعي العراقي إلى إنهاء الحكم العسكري والانتقال إلى الحكم المدني من خلال إجراء انتخابات ديمقراطية نيابية وإقامة الحكم المدني الديمقراطي الذي أدى إلى خلق حساسية وشك لدى الزعيم عبد الكريم قاسم ضد الشيوعيين ولجوءه إلى سياسة فرق تسد بين القوى الوطنية وإعلانه سياسة عفا الله عما سلف التي أدت إلى إبعاد الشيوعيين وعناصره من المراكز القيادية في الجيش والدولة وفسح المجال للقوى المعادية للحكم الجمهوري والشيوعيين والمتآمرة في تولي بعض القيادات في الجيش العراقي التي سمح لها بإسقاط النظام بواسطة ثمانية دبابات وطائرتين من نوع ميغ في 8/ شباط الأسود عام/ 1963 وإلى الآن لم ينعم الشعب العراقي بنظام حكم يخدم الشعب ويوفر له الأمن والاستقرار والعيش الرغيد.