بانتاج نحو ٧ مليون سيارة في عام واحد .. قفزة في مبيعات السيارات الكهربائية في الصين

 

التآخي – وكالات

احتل إنتاج ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين المرتبة الأولى في العالم لمدة 8 سنوات متتالية، اذ ارتفعت مبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين من 1.37 مليون في عام 2020 إلى 6.89 مليون في عام 2022، وفقا للإحصاءات الرسمية.

في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، ارتفع إنتاج ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين بنسبة 45.1 في المئة و46.8 في المئة على أساس سنوي على التوالي. إذ شكلت مبيعات سيارات الطاقة الجديدة ما يقرب من 28 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات في البلاد.

وفي 21 حزيران ٢٠٢٣، كشفت الصين عن خطة لتمديد السياسة التفضيلية لضريبة شراء سيارات الطاقة الجديدة حتى نهاية عام 2027.

وبرأي الخبراء، أدى تعافي ثقة المستهلك بعد جائحة كورونا، فضلا عن تدابير السياسات والشروط التفضيلية التي قدمها صانعو السيارات، إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعتزمون شراء سيارات الطاقة الجديدة في الصين.

 

 

من جانبه؛ قال بان يي يون، نائب مدير منصة رئيسة لبيع السيارات بالتجزئة في مدينة ناننينغ “نشهد تدفقا كبيرا من الباحثين عن خيارات سيارات الطاقة الجديدة، والذي تراوح عددهم بين 4000 و6000 شخص يوميا”.

ووفقا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، استحوذت الصين على 60 في المئة من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية في عام 2022، مما يجعلها رائدة في أكبر ثلاثة أسواق لسيارات الطاقة الجديدة. وقال التقرير “اليوم، أكثر من نصف السيارات الكهربائية على الطرق في جميع أنحاء العالم موجودة في الصين”.

كان أحد العوائق الرئيسة أمام انتشار المركبات الكهربائية في جميع أنحاء العالم هو “قلق مدى السير”، خوف سائق سيارات الطاقة الجديدة من عدم كفاية طاقة البطارية لإكمال رحلة طويلة.

ومن أجل الترويج لشراء سيارات الطاقة الجديدة ومساعدة أصحابها على التغلب على هذا القلق، سارعت الصين إلى بناء شبكة واسعة من مرافق الشحن، فشيدت أكثر من 6.36 مليون محطة بالفعل بحلول نهاية مايس من هذا العام.

بدوره؛ يقول تشو هاي، مالك سيارة للطاقة الجديدة في مدينة ناننينغ “من الناحية النظرية، يبلغ مدى سير سيارتي التي تعمل بالبطارية 700 كيلومتر، لذا فهي أكثر من كافية للسفر من وإلى العمل يوميا. وبعد الشحن الكامل من الكهرباء، يمكنني قيادة سيارتي ذهابا وإيابا إلى مدينة بيهاي الساحلية التي تبعد 200 كيلومتر. حتى لو نفدت طاقة البطارية في الطريق، فإن محطات الشحن متوفرة في المناطق الحضرية”.

من جانبه؛ قال تشن شي هوا، نائب الأمين العام للجمعية الصينية لمصنعي السيارات “بشكل عام، يظل زخم النمو في صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الصين قويا للغاية، حيث سيجعل، بالتأكيد، تطور تكنولوجيا بطاريات سيارات الطاقة الجديدة والانخفاض في أسعار سيارات الطاقة الجديدة أكثر جاذبية للعملاء”.

 وبعد عدة زيارات لعديد الوكلاء، وإضافة أكثر من عشرة مديري مبيعات إلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، ومقارنة الأسعار عبر قنوات البيع المختلفة عبر الإنترنت وخارج شبكة الإنترنت، قدمت لي مي جيون أخيرا طلبها لشراء سيارة طاقة جديدة خرجت من المصنع حديثا.

في هذا السياق؛ قالت لي، البالغة من العمر 31 عاما والمقيمة في ناننينغ، حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ في جنوبي الصين “لا توجد فروق إقليمية في الأسعار، لأنها في الغالب معفاة من ضريبة الشراء ورسوم الخدمة. كما أن المحرك والبطارية ونظام التحكم الكهربائي مدعومة جميعها بضمان مدى الحياة، علاوة على ذلك، يقدم البائع خدمة بيانات خلوية غير محدودة مجانا. بوضع كل هذه المزايا في الاعتبار، فإنها قيمة جيدة مقابل المال”.

والسيارة الكهربائية هي السيارة التي تعمل باستعمال الطاقة الكهربائية، وهنالك كثير من التطبيقات لتصميمها وأحد هذه التطبيقات يتم باستبدال المحرك الاصلي للسيارة، ووضع محرك كهربائي مكانه، وهي أسهل الطرق للتحول من البترول للكهرباء مع المحافظة علي المكونات الأخرى للسيارة، ويتم تزويد المحرك بالطاقة المطلوبة عن طريق بطاريات تخزين التيار الكهربائي. وتختلف السيارة الكهربائية عن المركبة الميكانيكية بأنها سيارات خاصة للأشخاص، أما العربة أو المركبة الميكانيكية فهي للاستخدام الصناعي أو نقل الأشخاص في إطار النقل العام.

 

 

وتعتمد تصميمات السيارة الكهربائية على محرك يعمل بالكهرباء، ونظام تحكم كهربائي، وبطارية قوية يمكن إعادة شحنها مع المحافظة على خفض وزنها، وجعل سعرها في متناول المشتري. وتعد السيارة الكهربائية أنسب من سيارات محرك الاحتراق الداخلي من ناحية المحافظة على البيئة، حيث لا ينتج عنها مخلفات ضارة بالبيئة.

وتتمتع السيارات الكهربائية بالعديد من المزايا مقارنة بالسيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي، بما في ذلك الحد بشكل كبير من تلوث الهواء المحلي، إذ لا تنبعث منها ملوثات العادم مثل المركبات العضوية المتطايرة، والهيدروكربونات، وأحادي أكسيد الكربون، والأوزون، والرصاص، وأكاسيد النيتروجين المختلفة.

وتُحول الانبعاثات جزئيًا من المدن إلى المحطات التي تولد الكهرباء وتنتج السيارات وكذلك إلى نقل المواد، اعتمادًا على عملية الإنتاج ومصدر الكهرباء لشحن السيارة. وتعتمد كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة على الانبعاثات من مصدر الكهرباء وكذلك كفاءة السيارة، وتختلف انبعاثات دورة الحياة اعتمادًا على نسبة الطاقة التي تعمل بالفحم، ولكنها أقل من انبعاثات السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي دائمًا.

وكشف تقرير صادر عن مجلس صناعات الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر دول المنطقة في اعتماد السيارات الكهربائية.

وذكر التقرير أن معدل محطات شحن المركبات الكهربائية في الإمارات من بين الأعلى على مستوى العالم. حيث أسست 240 محطة بطيئة الشحن ترتبط بشبكة الطاقة العامة، 80% منها في إمارة دبي.

وكان للمملكة السعودية خطوة هي الأولى من نوعها في إنشاء أول مجمع سكني تم تركيب محطة شحن للسيارات الكهربائية فيه عام 2018 وهو مجمع “ديار السلام” في مدينة جدة، وذلك بالتعاون مع شركة شنايدر إلكتريك الفرنسية المتخصصة العاملة في مجال التحول الرقمي وإدارة أتمتة الطاقة.

وقالت الشركة إن المشروع بدأ التخطيط له منذ الربع الثالث من العام الماضي، كمبادرة من سلطان بترجي القابضة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 في تحقيق التنمية المستدامة في مجال استثمارات التطوير العقاري؛ وجرى تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة التطوير العقاري Lifestyle Developers وشركة IHCC للمقاولات.

وأدخلت المملكة الأردنية على مدى السنوات العشر الماضية ما يفوق 24 ألف سيارة كهربائية حيز الاستعمال. وأقامت أول مرافق للبنى التحتيّة للشحن الكهربائيّ، وجمعيّة تعاونية للسيارات الكهربائيّة.

وتلتزم المملكة بالمساهمة في تحقيق خفض بنسبة 14 في المئة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ بحلول عام 2030، والمساهمة في تخفيض تكلفة الطاقة على المستهلك وعلى قطاع النقل بشكل عام، إذ يستهلك هذا القطاع نحو 47 في المئة من الطاقة الإجمالية في المملكة حسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية.

حمد المزروعي، صاحب شركة (one click drive) لتأجير السيارات يؤكد تزايد الإقبال على السيارات الكهربائية في الإمارات قائلا “يقبل المقيمون والسياح على حد سواء على السيارات الكهربائية، ويمكن حجز سيارة كهربائية للإيجار عن طريق تطبيق شركتنا بغاية السهولة، وهنالك خيار للاستئجار اليومي أو الشهري”.

ولا يقتصر الأمر على استيراد هذه السيارات، بل تشهد المنطقة العربية حركة باتجاه تصنيعها. فقد وقعت هيئة مواصلات الإمارات في تشرين الأول 2021، ضمن مبادرة “هلا بالصين” مذكرة تفاهم مع شركة هندسة الماكينات الصينية CMEC، تمهيداً لإنتاج المركبات الكهربائية محليًا تماشياً مع التوجه نحو هدف الدولة في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.

 

 

وأنشأت مجموعة «إم جلوري» القابضة مصنعاً لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة دبي الصناعية بكلفة استثمارية تبلغ 1.5 مليار درهم.

وتعاقدت الشركة على تصدير أكثر من نحو 10 آلاف سيارة مع نهاية العام الجاري إلى دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن ومصر وفلسطين وتنزانيا والسنغال وكذلك مالي وكينيا.

سلطنة عمان أعلنت أيضا أنها تخطط لطرح سيارة كهربائية الصنع، من إنتاج شركة “ميس” للسيارات، إحدى استثمارات الصندوق العُماني للتكنولوجيا في هذا القطاع؛ حيث قالت الشركة وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية، إنها تمكنت من تصميم انموذج أولي للسيارة لتلقي طلبات التصنيع مع تخطيط الشركة لطرح 100 سيارة كمرحلة أولى.

وأن هذا سيسهم في بناء منظومة متكاملة من الصناعات المرتبطة بقطاع السيارات وزيادة القيمة المضافة والعوائد للسلطنة من خلال استغلال المواد الخام المصنعة محليًا، حيث تصل سرعة السيارة إلى 100 كيلومتر في 4 ثوانٍ وتتجاوز المسافة المقطوعة 500 كيلومتر من الشحنة الواحدة، ومع تطوير خدمة الشحن الذاتي ستزيد المسافة بالضعف بحسب “ميس”.

أما الكويت فبرز دخولها إلى عالم النقل الكهربائي، مع إعلان مؤسسة الموانئ الكويتية في آب 2021 إنشاء “إي في سيتي EV City لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط تقدم كافة الخدمات اللوجستية المناسبة لخدمة مصنعي السيارات الكهربائية.

وكانت مصر قد استوردت في تموز 2021، 13 سيارة كهربائية من نوع “إي70” لتجربتها في الشوارع المصرية؛ بهدف إنتاج مثلها هذا العام في شركة النصر لصناعة السيارات بنسبة تصنيع محلي 58%.

وأرجعت مصر توقّف المفاوضات مع الشركة الصينية المصدرة لعدم التوصل إلى اتفاق على تخفيض سعر المكون المستورد بصورة كافية للسيارة الكهربائية المصرية، تُمكّن النصر للسيارات من إنتاج السيارة وطرحها بسعر تنافسي.

 

وأعلنت إدارة هيئة الصادرات السعودية، في وقت سابق، أن المملكة بدأت بالفعل بمشروع صناعة السيارات الكهربائية؛ وربطت الهيئة ازدهار قطاع المعادن والألمنيوم والليثيوم وغيرها في السعودية، بفتح الآفاق أمام صناعة السيارات الكهربائية.

وهناك مؤشر كبير على التوجه عالمياً بشكل كبير وربما كلي لاستعمال السيارات الكهربائية.

إذ تستهدف الصين على سبيل المثال بلوغ نسبة السيارات الكهربائية لديها نحو 40% من إجمالي مبيعاتها للسيارات بحلول عام 2025. وتسعى ألمانيا أن تشهد طرقاتها سير نحو 15 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030.

وأوضحت شركة “ماتياس شميت” Matthias Schmidtالمتخصصة في أبحاث المركبات، أن أكثر من خُمس السيارات المباعة هذا العام عبر18 سوقًا أوروبيًا، بما في ذلك بريطانيا، تعمل بالبطاريات، فيما شكلت السيارات الهجينة نحو من 19% من المبيعات.

وبرغم الخطوات الواعدة في المنطقة العربية في هذا القطاع، لكن يبقى الأمر منوطاً بالبنية التحتية الكافية لاستيعاب عدد أكبر من هذه المركبات وتخديمها بالشكل المطلوب، وكذلك بثقة المستهلك بالاعتماد على هذه المركبات كبديل دائم عن السيارات القائمة على مشتقات النفط.

قد يعجبك ايضا