*فاضل ميراني
من يحير بالواقع الخطر الذي يكاد يقف على حافةالانهيار، الواقع المعيشي الذي إن تهيأ – اقول: إنتهيأ– ان ترثه ادارة مستعدة لزحزته عن السقوط،فليعلم ان الواقع المعني هو محصلة الصراع الذياتخذ المجتمع رصيدا يسحب منه على المكشوف لكنليس مثل السحب المصرفي في تسهيلات قصيرةالاجل.
في الطبيعة البشرية و في الصراع الانسانيالمستمر، لابد من وجود فرد او جماعة تدخل الصراعمختارة او مضطرة، عالمة او جاهلة،، لكن الوعي انغاب غاب معه الفصل و غابت حدود ما ستكون عليهالنتائج من الصراع، ذلك ان اغلب الصراعات فيمنطقتنا مثلما كانت في العالم الغربي قبل التحضر،كانت صراعات دموية صفرية، لا مرونة فيها و لاموانع.
الفقر من ثمار الصراع، وهو ثمر مر، ينطلقبعشوائية، و الفقر لا يتولد الا اذا تولد الثراء، ومعروف من المثري و من المفتقر في حرب تُحشر لهاكل المؤثرات في المجتمع: الدعاية و المال و التاريخ والانسان و العقائد والاستعداد للمغامرة و احياناالمقامرة، و سن القوانين و ضربها في سبيل هدفما.
مفصل واحد هو الفيصل في الحكم على شرفالصراع و احقيته: الفقر.
العامل الاقتصادي و المعيشي مسؤوليته الاكبر تقععلى الدولة، تحديدا الحكومة، الحكومة بنسخهافليس من العقل في شيء توقع معجزة من حكومةورثت سيئات من كان قبلها، لكنها ان عملت بما يزيدالفقر فعليها وزر عملها.
تحديد ذنب
ليس المجتمع بريئا من مسؤولية الفقر، لكن تحديدالمذنبين فيه ليس سهلا بقدر تحديد ذنب السلطة فهيمكلفة بتسيير الشأن و المال العامين، فخضوعالافراد للسياسة الخاطئة للادارة يخلق وهما عندالاخيرة انها على صواب.
نحن( الكورد) لم يقبل اكثرنا اي السياسيين و عددليس هين من المستقلين، الخضوع لسياسات خاطئة،ولن نقبل، ذلك اننا ادركنا مبكرا جدا ان الحريةبوجوهها العديدة ستكون منكفئة ان ضرب الإفقارظهر مجتمعنا، وهنا يظهر جرم السلطة و تظهرعقليتها التي تقود بها المجتمع، وايضا يظهرالاشتراك المجتمعي غير المحدد بعدد في ذلك الفعلالذي كانت محصلته الخسارات.
العراق دولة زراعية، اغلب موارد مياهها اقليمية، دولةمتعددة الاعراق والمذاهب، حديثة نسبيا في التشكلالسياسي، شأنها شأن مثيلاتها في المنطقة ممنانقلب فيها الجيش على الملكية، لكنه انحدر بعد ذلكلفكرة ومشروع نفذه من اعتقد بأهمية الامن (اجهزةالبطش) قبل اي ملف آخر، ثم صار التوجه و سارنحو الاستيعاب التوظيفي لدى السلطة لخلق حق لهاعلى رعاياها بالطاعة، اما المجتمع –وامام ثقافةمتوارثة – رأى انه لا ضير من الكسب مرسخا فكرةالمِلك عند السلطة و انه ( المجتمع) مملوك لها(السلطة).
ليس الفقر الذي اعنيه هو فقط الصورة النمطية عنالهزال و رث الثياب، فمثل هذه الصورة يزدحم بهاالمجتمع العراقي، بل الفقر يتعدى تلك الصورة ليكونابشع و اعصى على الحل في تتبع خطوط حياةالافراد من المولد للمهلك، ومنها نمو استمراء مد اليدعلى المال العام و الهرب او الاستقواء خلف سياجمسلح من الخارجين على القانون او مسكتيالقانون، الفقر في مناهج التعليم و في خدماتالصحة و العلاج، و في النظر للناس على انبعضهم القليل دمهم مبجل فيما دماء الاخرينرخيصة هو نوع من الفقر و الافقار الذي لا تحملوزره سلطة ما لوحدها بل للمجتمع حصة بحجمحصة سكوته.
خلق الاكتفاء في العيش ليس صعبا، بل هو اسرع واقل صعوبة من ان تسلم سلطة ما قيادها و قيادرعاياها لافراد يشكلون مراكز قوى مضرة علىالمجتمع اولا بأعتباره هو الابقى وعلى السلطةبأعتبارها مستأمنة على المصالح.
انساب الفقر
كل الدعاية ستكون فارغة اذا ما انساب الفقر والافقار للمجتمع وهو يدعي عجزه و بيدي السلطة وهي تدري انها تعمل صالحا.
اقرأوا عن الدول التي فهمت دورها فحالت دون انيكون الفقر من انتاجها عبر استثمار المقدرات حتىلا ينطلق الفقر برؤوسه المتعددة من الجريمة و الجهلو الخوف و تبدل الاولويات، فيسرق الدواء، و تمتهنالكرامة، وتتحول اموال الدولة لحسابات شخصية، ثميقام للكلام سوق لتبادل الملامة.
وسوق الكلام زبائنه المجتمع واصحابه هم المثرونمن السلطة.
*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزبالديمقراطي الكردستاني