عيد الأضحى شهد تزايدا كبيرا في أعداد السياح إلى مدن إقليم كوردستان

 

متابعة – لتآخي

انتعشت الحركة السياحية في إقليم كوردستان العراق مع عطلة عيد الأضحى الذي تزامن مع العطلة الصيفية لطلبة الجامعات والمدارس في عموم المحافظات العراقية، ما اسهم في توجه أنظار الكثير من العائلات والوفود والمجموعات السياحية باتجاه محافظات الاقليم بحثاً عن الراحة والاستجمام في المواقع السياحية المتعددة في الإقليم.

وبدأت تحضيرات كثير من الشركات السياحية المحلية مع بدء العطلة الرسمية التي أقرتها الحكومة الاتحادية لمدة أسبوع كامل، بدءاً من يوم الثلاثاء ٢٧ حزيران، باتجاه الإقليم وزيارة المنتجعات والمصايف، استثماراً لعطلة العيد، وهرباً من حرارة الصيف اللاهب في محافظات وسط العراق وجنوبه، فضلا عن رغبة الاستمتاع بالمناظر التي تتميز بها محافظات الإقليم أربيل، السليمانية، دهوك، وكذلك حلبجة، ما يزيد من الفرص الاقتصادية وإنعاش حركة السوق.

 

 

وقالت رئيسة هيئة السياحة في إقليم كوردستان العراق، أمل جلال، إن هيئتها بالتعاون مع عدد من مديريات وهيئات السياحة شكلت عدداً من الفرق ولجان المتابعة والتفتيش لغرض تهيئة البيئة المناسبة لاستقبال السياح من داخل العراق وخارجه.

وأضافت، في حديث لها، أن السياح القادمين إلى الإقليم من محافظات العراق كافة، ومن دول الخليج والبلدان العربية والأوروبية، وجدوا البيئة الآمنة والمواقع السياحية المهمة، فضلا عن التسهيلات الأمنية والاقتصادية من قبل حكومة الإقليم التي وضعت ضمن أولوياتها النهوض بالقطاعات الاقتصادية السياحية والصناعية والزراعية.

وأشارت الى أن الإقليم يمتلك مقومات سياحية كبيرة من خلال التنوع السياحي المتمثل بالسياحة الصيفية والدينية والعلاجية والتاريخية، فضلا عن الطبيعة الجغرافية والتضاريس الخلابة التي تتميز بها محافظات الإقليم.

ولفتت إلى أن أعداد الوافدين تضاعفت بشكل كبير خلال الموسم الحالي قياساً بما شهده العام الماضي 2022، وأن أعداد السياح المُقدرة في عطلة عيد الأضحى بحدود 400 ألف سائح.

ودعت جلال إلى ضرورة النهوض بالواقع السياحي في إقليم كوردستان العراق، عن طريق فتح مجالات الاستثمار وتطوير البنية التحتية والموارد البشرية والدعاية السياحية المطلوبة، لغرض فتح آفاق استثمارية سياحية تُضاف إلى جهود الإقليم في إقامة عديد المشاريع.

 

 

وأشاد عدد من أصحاب شركات السياحة في العراق بالتسهيلات التي تقدمها حكومة إقليم كوردستان العراق خلال المواسم السياحية على مدار العام، ما فتح المجال لزيادة عدد الرحلات اليومية باتجاه محافظات الإقليم.

ويقول ياسر صبري، صاحب شركة للسياحة والنقل، إن هناك بحدود 250 شركة سياحية تعمل في وسط العراق وجنوبه، ونظمت الرحلات السياحية إلى محافظات الاقليم في مدة عطلة عيد الأضحى.

وبيّن صبري، أنهم بدأوا بتنظيم رحلات وقوافل إضافية نظراً للإقبال الكبير على السياحة في الإقليم من قبل المواطنين، مع صعوبة الحصول على حجوزات فندقية في مراكز المدن بسبب الزخم الحاصل خلال فترة العيد.

وأضاف أن أهم المواقع السياحية التي تدفع السياح للتوجه إليها هي قلعة أربيل وسط المدينة ومناطق شقلاوة وعقرة وراوندوز وسيدكان بمحافظة اربيل، فضلا عن مصيف أحمد آوا وعدد من المصايف الأخرى في محافظة السليمانية، بالإضافة إلى مصايف شاوا وسرسنك وزاويتة وسولاف وقلعة العمادية في محافظة دهوك.

ووفق صبري فإن المبالغ التي يمكن أن يصرفها السائح في الإقليم ليست بالكبيرة مقارنة بما يمكن أن يصرفه السائح في خارج العراق، حيث لا تتجاوز تكلفة السائح الواحد 100 دولار فقط تشمل النقل والإقامة ووجبة إفطار صباحي لمدة أربعة أيام. وبيّن صبري أن عطلة عيد الأضحى هذا الموسم تزامنت مع العطلة الصيفية للجامعات والمدارس، ما أتاح الفرص لكثير من العائلات لاستثمار العطلة والذهاب للسياحة والاستجمام.

من جانبه عد الخبير الاقتصادي، كوفد شيرواني، أن قطاع السياحة يعد إحدى أهم الركائز الاقتصادية التي يعتمد عليها الإقليم في محاولة لتجنب خطأ الاعتماد على إيرادات النفط التي تشكل اختلالا في الهيكل الاقتصادي للبلد؛ وأوضح، أن المكاسب الاقتصادية لقطاع السياحة تصل إلى 10 في المئة من إجمالي إيرادات الإقليم، إلا أن الحكومة تعمل على رفعها عن طريق فتح مجال الاستثمار السياحي للمستثمرين المحليين والأجانب، من خلال وضع تسهيلات كبيرة تتعلق بمنح الأراضي وإعفاءات جمركية وتسهيلات إدارية، بهدف تعزيز قدرة الاقتصاد السياحي لدى الإقليم.

 

 

وأضاف أن الإقليم بحاجة إلى استثمارات وخبرات كفوءة متخصصة لإدارة هذا القطاع وتنشيطه وتكوين شبكة من العلاقات مع بقية البلدان للتعريف بالواقع الاقتصادي السياحي في المنطقة والطبيعة الخلابة التي يتميز بها الإقليم لتكون مناطق جذب للسياح. وبحسب شيرواني فإن إيرادات الإقليم من السياحة يمكن أن ترتفع إلى 25 في المئة في السنوات المقبلة، بفضل الخطط الاستراتيجية التي تعمل عليها حكومة الإقليم بهدف تقليل فرص الاعتماد على إيرادات النفط والتخلص من تقلبات أسعار الطاقة.

وكانت هيئة السياحة في اقليم كوردستان قد اعلنت، سابقا، عن اعداد السياح الذين دخلوا الإقليم في النصف الأول من العام الحالي.

وقالت رئيسة الهيئة امل جلال، في بيان، انه “خلال الاشهر الستة الماضية من هذا العام دخل الاقليم أربعة ملايين سائح”.

واضافت ان “خطة الهيئة السنوية والخطة الطويلة التي تصل لثمانية أعوام تركز وتهدف الى زيادة اعداد السياح في كل عام بوساطة جملة من المشاريع السياحية الجاذبة للسياح في شتى مناطق الاقليم”.

وأشارت، إلى أن “الهيئة في طور اكمال الإجراءات المتعلقة بتنفيذ كثير من المشاريع السياحية في دوكان ودربنديخان وحلبجة وسرجنار وغيرها من مناطق السليمانية”.

ونوهت الى أن “الهيئة الان تعمل على تنفيذ قرابة 76 مشروعاً سياحياً في عموم الاقليم وذلك للوصول الى مستوى الطموح ومن خلاله نستطيع الاعتماد على السياحة كبديل عن واردات الطاقة”.

يشار إلى أنه و مع حلول فصل الربيع كل عام، يتوافد مئات آلاف الزوار من شتى المحافظات العراقية على إقليم كوردستان العراق، وهو ما ينعكس تنشيطا كبيرا لحركة الأسواق ومختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية في محافظات الإقليم الأربعة، أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة.

وتكتظ المنتجعات والمواقع السياحية والجبلية كما مراكز المدن والبلدات بالزوار القادمين من جميع المحافظات العراقية، حيث تمتاز مناطق الإقليم عامة بأجوائها العليلة وبطبيعتها الجبلية الخضراء في هذا الفصل.

 

 

 

ويقصد الزوار المعالم والمواقع السياحية والترفيهية والتراثية في المدن الكبرى وخاصة الأسواق الشعبية والحدائق العامة والمجمعات التجارية الكبرى ومدن الألعاب، فيما يقصد آخرون المنتجعات والمنتزهات والمصايف الجبلية والتي تتميز بشلالاتها وينابيعها وغطاءها النباتي الكثيف.

ويرى خبراء أن هذا التوافد المنتظم من قبل العراقيين من بقية المحافظات على إقليم كوردستان خلال مواسم فصلي الربيع والصيف وفي مناسبات الأعياد ورأس السنة، يقدم انموذجا متقدما في مجال الارتقاء بالسياحة الداخلية، ويكشف أن العراق يملك مقومات تطوير صناعة سياحية تجذب السياح من الخارج أيضا، وعلى وجه الخصوص من الدول العربية .

هذا وكانت هيئة السياحة في إقليم كوردستان العراق، قد ذكرت في وقت سابق، ان عدد الزوار والسياح للاقليم، قد فاق في الربع الأول من سنة ٢٠٢٣ مليوني سائح، وهو رقم يعكس وفق مراقبين ارتفاعا لافتا في عدد زوار الإقليم، ويفتح الآفاق أمامه لتوسيع الاستثمار في قطاع السياحة، وتوظيف ما يتمتع به من مقومات ومقدرات في هذا المجال.

قد يعجبك ايضا