التآخي – وكالات
بعد اكتشاف حطام الغواصة تيتان في قاع المحيط، ستتحول الجهود الآن من محاولة الإنقاذ إلى محاولة فهم سبب وقوع الحادث.
وانتهت ما كان من المفترض أن تكون رحلة مدتها 10 ساعات إلى حطام سفينة “تيتانيك” بمأساة، اذ قُتل جميع الركاب الخمسة الذين كانوا على متن الغواصة “تيتان” بانفجار داخلي كارثي.
وجرى تأكيد وفاة الركاب -الخميس ٢٢ حزيران- في ختام بحث استمر أياما في قاع المحيط الأطلسي، في عملية جرت متابعتها عن كثب في أنحاء العالم.
ووفقًا للأدميرال جون موغر، فإن ما وجدوه يرجح حدوث “انفجار داخلي كارثي”.
وعُثر على جزئين من الحطام: الأول مخروط ذيل تيتان، والآخر إطار هبوطها، ما يشير إلى أن الجزئين انفصلا بعد انفجار الغواصة، حيث انتشر الحطام في الماء قبل أن يستقر في قاع البحر.
ويشير شكل الحطام إلى حدوث تسرب في مرحلة ما خلال رحلة تيتان. في ذلك الوقت، كانت المركبة تغوص في أعماق سحيقة في البحر، لدرجة أن كمية المياه فوقها كانت تعادل وزن برج إيفل، بما يقدر بعشرات آلاف من الأطنان. والهيكل هو ما يضمن سلامة من بداخل الغواصة، لكن إن كان هناك صدع في ذلك الهيكل، فإن الضغط الخارجي سيؤثر على الغواصة ويحطم جسمها المكون من ألياف الكربون.
للإجابة عن سؤال بشأن سبب حدوث ذلك وما الذي كان يمكن فعله، سيعمل المحققون على جمع أجزاء الحطام التي يمكنهم العثور عليها، وفقا لريان رامزي، قائد الغواصة السابق في البحرية الملكية البريطانية “لا يوجد صندوق أسود، لذا لن تكون قادرا على تتبع التحركات الأخيرة للغواصة نفسها، لكن بخلاف ذلك، فإن عملية التحقيق لن تختلف عن تلك المتبعة مع تحطم طائرة”.
وعلى وجه الدقة، سيبحث المحققون عن موقع الصدع، الذي سيكون اكتشافه صعبا؛ لأن هيكل تيتان استحال إلى قطع صغيرة، والأصعب من ذلك هو جمع تلك القطع بوساطة مركبات تعمل عن بُعد في ظلام أعماق البحار.
وبمجرد أن يتمكن المحققون من استخراج أجزاء الحطام، سيعملون على تحليل الأجزاء المصنوعة من ألياف الكربون. وسيجرى فحص كل جزء عن كثب تحت المجهر، مع التركيز على اتجاه خيوط ألياف الكربون، والبحث عن التشققات التي قد تشير إلى المكان المحدد الذي حدث فيه الصدع.
إذا اكتشف المحققون أن التسرب قد حدث بالفعل، فسيكون السؤال الحاسم هو ما إن كان ذلك قد حدث بسبب عدم إجراء تجارب مناسبة، كما خمن بعض الخبراء.
ينبغي أن تكون معظم الغواصات التجارية معتمَدة، وهي عملية تضطلع بها هيئة خارجية، تقوم بفحصها لمعرفة مدى استيفائها معايير معينة. لم يكن هذا هو الحال مع المركبة المنكوبة. وقالت الشركة إن السبب في ذلك هو أنها كانت غواصة تجريبية ومبتكرة للغاية لدرجة أن طرق التقويم الحالية لن تكون مناسبة. لكن هذا الرأي بات موضع تساؤل في السنوات الأخيرة.
وقال البروفيسور ديفيد أندروز من جامعة كوليدج لندن “لا بأس بذلك إن كانت مركبة استكشافية تتخطى المعايير من أجل البحث والدراسة، لكن أن تبدأ في كسب المال وتُقل ركابا، هذا يثير الدهشة”.
سيكون هذا جانبا آخر تركز عليه التحقيقات. ففي كل مرة تغوص فيها تيتان في الأعماق، يكون هيكلها مضغوطًا بفعل ضغط الماء الهائل، ما يؤدي إلى انكماش حجمها قبل أن تعود إلى حجمها الطبيعي عند عودة المركبة. ومن الممكن أن يؤدي هذا الضغط باستمرار إلى إجهاد الهيكل وإضعافه؛ ومن غير الواضح ما إذا كانت هناك فحوصات أجريت للكشف عن وجود شقوق بعد كل مرة تغوص فيها المركبة، وإذا كان الأمر كذلك، ما مدى حجم هذه التشققات. على سبيل المثال، كان ينبغي أن يخضع الهيكل للفحص بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية للكشف عن العيوب المجهرية.
لم يتضح بعد في هذه المرحلة الجهة التي ستقود التحقيق، اذ لا يتواجد بروتوكول لمثل هذه الحوادث التي قد تتعرض لها الغواصات. وقال الأدميرال موغر إن الأمر معقد للغاية؛ لأن الحادث وقع في جزء بعيد من المحيط وشارك فيه أفراد من جنسيات متعددة؛ ولكن وبما أن خفر السواحل الأمريكي قد لعب دورا رائدا في العملية حتى الآن، فمن المرجح أن يستمر في تأدية دور مهم في عملية التحقيق.
وكانت الغواصة “تيتان” تقل 5 أشخاص فى رحلة إلى السفينة “تيتانيك” التى غرقت قبل أكثر من 100 عام، وأن دمارها سببه “انفجار داخلى كارثى” أودى بحياة جميع من كانوا على متنها، لتنتهى بذلك عملية بحث متعددة الجنسيات استمرت 5 أيام.