مصر وسوريا والجزائر في المقدمة .. تزايد أعداد الدول الراغبة في الانضمام إلى تكتل بريكس

التآخي – وكالات

تزداد أعداد الدول الراغبة في الانضمام إلى تكتل بريكس يوما بعد يوم، في خطوة يرجعها خبراء سياسيون واقتصاديون إلى جاذبية التكتل الذي يوفر فرصا تنموية حقيقية على أساس الشراكة ومن دون مشروطية سياسية أو اقتصادية، على حد وصفهم.

ومصطلح (بريكس) هو اختصار للأحرف الأولى للدول الأعضاء بكتلة من الأسواق الناشئة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتتولى الأخيرة رئاسة المجموعة منذ أول كانون الثاني ٢٠٢٣  خلفا للصين.

وقال السفير الروسي في القاهرة غيورغي بوريسينكو، أن مصر تقدمت بطلب للانضمام إلى بريكس، وأرجع الطلب المصري إلى أن إحدى المبادرات التي تشارك فيها بريكس حاليا هي تحويل التجارة إلى عملات بديلة قدر الإمكان سواء كانت وطنية أو إنشاء عملة مشتركة، ومصر مهتمة جدا بهذا الأمر.

ويوم الخميس ١٥ حزيران ٢٠٢٣  قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو “نحن متفقون بشأن الوضع الدولي المضطرب جدا لذا نريد التعجيل بانضمامنا إلى تجمع البريكس لما فيه من فائدة كبيرة على اقتصادنا”، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية؛ وفي اليوم ذاته، أكد وزير المالية السوري كنان ياغي أن دمشق تعتزم التقدم بطلب الانضمام إلى بريكس.

وإلى جانب مصر والجزائر وسوريا، ترغب دول عدة أخرى مثل السعودية والإمارات والبحرين وإيران والأرجنتين وإندونيسيا وغيرها في الانضمام لبريكس، بحسب تصريح سابق لسفير جنوب إفريقيا لدى بريكس أنيل سوكلال.

 

 

 

وأرجعت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة رغبة عديد الدول في الانضمام لبريكس إلى أن بريكس من أكثر التكتلات الدولية حاليا جاذبية لعدة أسباب.

ومن بين هذه الأسباب، حسبما أوضحت الشيخ، أن مجموعة بريكس تقدم فرصا تنموية حقيقية للدول الأعضاء وعلى أساس متكافئ، خلافا لمؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي أغرقت الكثير من الدول في الديون وأرهقتها بـ “المشروطية”.

وترى الخبيرة المصرية أن هناك قدرا من التعالي والتعصب من جانب الدول الغربية التي تقدم القروض بشروط سياسية واقتصادية؛ لكن بريكس إطار هام جدا يحترم التجربة التنموية الخاصة بكل دولة ويقدم فرصا تنموية على أساس الشراكة والنمو معا، بحسب وصفها.

وأردفت، أنه لا تتواجد في مجموعة بريكس الأنانية الموجودة في التجربة الغربية التي تعمل لمصلحة الدول الغربية أكثر من مصلحة الدول النامية وهذا يفسر رغبة عدد كبير من الدول ومنها مصر والسعودية في الانضمام لبريكس، بحسب قولها.

وتابعت أستاذة العلوم السياسية أن بريكس توفر فرصا تنموية واعدة على أساس الشراكة واحترام الخصوصية وليست مقترنة بمشروطية سياسية أو اقتصادية ولا تفرض انموذجا أو مسارا تنمويا واحدا للتنمية في الدول بل كل دولة تختار المسار الخاص بها.

وأشارت إلى أن الصين قدمت صيغة (بريكس بلس) في قمة بريكس التي عقدت في مدينة شيامن الصينية في عام ٢٠١٧  وكان الهدف من ذلك هو التأكيد على أن المجموعة منفتحة وترحب بالدول التي تريد الانضمام إليها لكن ربما لا يتم هذا في الوقت القريب نتيجة عدم استكمال الإطار المؤسسي للمجموعة، مشيرة إلى أن مجموعة بريكس تتواصل في كل قمة مع المحيط الخاص بها، فعلى سبيل المثال عندما تعقد قمة بريكس في جنوب أفريقيا سيتم دعوة دول أفريقية والاتحاد الأفريقي للحضور، وبالتالي هناك رغبة في الانفتاح لكن مسألة الانضمام الفعلي لبريكس قد يكون على مراحل.

ورأت نورهان الشيخ أن بريكس تعد حجر زاوية وركيزة أساسية لعالم متعدد الأقطاب لأن الأحادية القطبية أحد ركائزها هو عدم وجود تعددية اقتصادية والهيمنة الأمريكية المطلقة على النظام الاقتصادي الدولي وهيمنة الدولار، وبالتالي مجموعة بريكس اختراق لهذه الهيمنة والقطبية الواحدة وخطوة مهمة جدا ونقله نوعية في اتجاه نظام متعدد الأقطاب، بحسب تعبيرها.

 

 

ولفتت إلى أن تكتل بريكس إطار مهم جدا يتيح للدول الراغبة في الانضمام إليه تنويع الشراكات وهذا يمنح هذه الدول توازنا كبيرا واستراتيجيا في سياساتها، لذلك فرص دول مثل مصر في إطار بريكس مهمة جدا لأن الانفتاح على الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي والهند وروسيا والبرازيل أمر مهم جدا، على حد وصفها.

وعلقت على رغبة بريكس في إنجاز التبادل التجاري بعملات بديلة للدولار قدر الإمكان، بالقول إن الاعتماد على العملات المحلية في التجارة بين الدول خطوة مهمة جدا وركيزة مهمة للانتقال إلى نظام اقتصادي أكثر عدالة وتوازن بخاصة أن ربط جميع التعاملات بالدولار أمر محفوف بالمخاطر لأنه يؤدى إلى هزات كبيرة جدا في الاقتصاد العالمي والاقتصادات الوطنية للدول بمجرد حدوث أزمة في الاقتصاد الأمريكي، كما أن أمريكا تستعمل هذا الأمر كأداة للهيمنة والضغط السياسي، بحسب قولها.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله إن بريكس مجموعة اقتصادية كبيرة لها ثقل على الساحة الدولية وهناك بالفعل كثير من الدول التي ترغب في الانضمام إليها، على حد قوله.

وأضاف جاب الله، وهو عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، أن مصر على سبيل المثال نجحت أخيرا في الانضمام إلى بنك التنمية الجديد (NDB) التابع لتجمع بريكس، وهي خطوة في سبيل انضمام مصر بشكل كامل لبريكس.

وتعد مصر رابع دولة تنضم إلى بنك التنمية الجديد من خارج التجمع بعد بنجلاديش والإمارات وأوروجواي، ويقع المقر الرئيس للبنك في شانغهاي حيث تأسس من جانب دول بريكس وافتتح رسميا في تموز من العام ٢٠١٥.

ورأى جاب الله أن تجمع بريكس له مستقبل واعد ويشكل أفقا جديدا للتبادل التجاري والتعاون الدولي بعيدا عن نظام بريتون وودز، بحسب قوله، وتابع أن بريكس قوة اقتصادية هائلة وانضمام أي دولة إلى التكتل فرصة لتعزيز التبادل التجاري وجذب استثمارات أكبر.

وواصل، أن بريكس يعطي ثقلا لاقتصاد أي دولة تنضم إليه لاسيما أن التكتل يضم دولا كبيرة مثل الصين وروسيا والهند؛ وبالنتيجة فإن الحصول على عضوية التكتل أمر جيد جدا يضيف لاقتصاد الدول من  النواحي كافة، بحسب وصفه.

 

 

قد يعجبك ايضا