حمد ياري
المجالس والمقاهي دار ندوة ونقاش وراحة وحل مشكلات ومصالحات ومصالح مختلفة لكثرة روادها وشخصياتها ورموزها الدائمين من اثنيات مختلفة وزبائنها ومريديها من ابناء محلة واحدة بالذات يوم الخميس يعتبر يوماً احتفاليا وكرنفالاً للشعر والادب والقصص.
المقهى بباحتها الواسعة الفسيحة (حوش) وكنباتها (كرويته) المتقابلة والمتعاكسة تخلق وضعاً ادبياً او اجتماعيا خاصًا حسب الوضع الحياتي لروادها وهمومهم الخاصة والعامة المشتركة بالذات المشاكل السياسية والاقتصادية التي يعانون منها.
يتناولونها بالحديث وهم يحتسون الشاي او الدارسين او القهوة او النارجيلة. وفي بعض المقاهي كانوا يتناولون الترياق للشفاء من اوجاع الرأس او آلام الاسنان او تعليق معلومات بيانية ورقية او حالة اجتماعية على الجدران لبيان امر ما: كالتبرئة عائليا من أحد المشاكسين، او الخصام والزعل، او المصالحة الأسرية.
وفي الآونة الاخيرة بدأت المقاهي بتعاطي لعب الورق ولعب الدومينو والطاولي وتناول الحلوى (الحلقوم) وهناك مقاه ذات اختصاص كمقهى للأدباء والشعراء (مقهى الزهاوي) او الشابندر وحسن عجمي وفيها كانت تكتب اروع القصائد ومسودات الكتب وحتى تغيير مناصب حكومية رفيعة المستوى لوجود مسؤولين كبار في الدولة فيها كمقهى البرلمان او البلدية وكذلك مقهى للخرسان اذ تجمع عدد كبير من الخرسان في منطقة الباب الشرقي ولهم منتدى خاص وجمعية ترعى شؤونهم (جمعية الصم والبكم) او مقاهي اصحاب المهن او الحرف المختلفة وبعد ذلك الاستبيان البسيط نأتي هنا الى بحثنا وهو مقاهي الكورد في بغداد والتي اكثرها في شارع غازي سابقا شارع الكفاح حالياً وهي:
- مقهى خداداد فيلي توجد صورة فوتوغرافية لرواد المقهى من الكورد الفيلية 1953 مقهى كبيرة وواسعة يتوسطها حوش كبير وشجرة السدرة وشجرتان من الكالبتوز في الوسط. صاحبها خداداد علي قيتولي فيلي. تأسست عام 1950 واحتوت فيما بعد على اول تلفزيون وضع في منتصف المقهى ليشاهده أكبر عدد من الرواد ومقراً لفريق الكفاح الاهلي لكرة القدم ورئيس الفريق عباس منجل حي يرزق. ثم انتقل المقهى الى منطقة ابو سيفين وبعد فترة ليست بالطويلة اغلق المقهى عام 1970 بعد تغيرات وتهجير الكورد الفيلية ومن ضمن التهجير طاقم المقهى وأكثر رواها
- مقهى علي كزبان افتتحت عام 1949 في 25/8 على شكل دكان صغير وهناك طابوقة في الحائط تدل على ذلك التأريخ لحد اليوم مع فسحة جانبية كبيرة تتوسطها نخلة مثمرة (بربن) صاحبها علي كزبان ماليمان فيلي ومازالت اطلالها باقية حاليا على شكل دكان للتجارة وصاحب الدكان حاليا سالم مينا قيتولي في رأس سوق الصدرية وكان يرتاد المقهى خيرة رجالات الكورد الفيلية من مثقفين وتجار ووجهاء وكسبة واغلقت عام 1960 لعجز صاحبها وكبر سنه وتركه المهنة لابن اخيه احمد بولي.
- مقهى احمد بولي افتتحت عام 1961 جنب محال الحاج جواد باقر الشكرجي من جهة عكد الكورد الفيلية وصاحبها احمد حسين عيسى ماليمان ومعنى بولي اي الحركة والنشاط ثم هجر الى ايران وتوفى في كرمنشاه عام 2005 ويرتادها رواد كثر من شباب الكورد الفيلية ولها تأريخ معروف ومميز لدى شباب الفيلية وكهولها للروح الرياضية المرحة لصاحبها المرحوم احمد بولي وهو صاحب نكتة وطيب المعشر والخلق الرفيع. ثم اغلقت المقهى بعد التهجير العام للكورد الفيلية عام 1980 ومن ضمنهم المرحوم احمد بولي وعائلته الكريمة.
- مقهى بشي ابو سعدي افتتحت عام 1960 بعد ان كانت محلاً لبيع المرطبات (صادق ابو الدوندرمة) على شكل دكان صغير بدون كرويتات بل علب فارغة من الباتريات للجلوس عليها وصاحبها بشي علي ماليمان فيلي وقد استشهد ولداه على ايدي جلاوزة النظام السابق سعدي وماجد ثم اغلقت المقهى عام 1968.