في ظل اتهامات متبادلة .. تنديد دولي بتفجير سد في أوكرانيا وقلق من خطر نووي

التآخي ـ وكالات

بعد تسببه بفيضانات، يثير الانهيار الجزئي لسد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا مخاوف بشأن محطة زابوريجيا النووية؛ أطراف دولية قالت أنها تراقب الوضع بقلق وعن كثب. فيما تواصل كييف وموسكو تبادل الاتهامات.

وتسبب التفجير الذي تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بتحمل مسؤوليته، في فيضانات وأثار مخاوف بشأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية. ويقع سد كاخوفكا، كما محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تستعمل مياهه لتبريدها، في منطقة خيرسون التي تسيطر القوات الروسية على جزء منها.

وعقب الحادث، شدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء على أنه يجب محاسبة روسيا قائلًا إن ذلك يرقى إلى “جريمة حرب”ـ بحسب تعبيره، كذلك، علّق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بالقول “تدمير سد كاخوفكا اليوم يعرض آلاف المدنيين للخطر ويسبب أضرارًا بيئية جسيمة”. وبحسب البيانات الأوكرانية، هناك نحو 16 ألف شخص يعيشون في “المنطقة الحرجة” المحيطة بالموقع بالقرب من مدينة نوفا كاخوفكا.

 

المستشار الألماني أولاف شولتس قال الثلاثاء  6 حزيران 2023 إن ألمانيا تراقب بقلق الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا لا سيما بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا الذي يمد المحطة بالمياه.

وأضاف في مقابلة مع محطة “دبليو دي آر” (WDR) الإذاعية الألمانية “كل ما نستطيع قوله فيما يخص محطة زابوريجيا هو أننا نراقب الوضع فيها على مدار الساعة”. واتهم شولتس روسيا بتكثيف مهاجمتها لأهداف مدنية في أوكرانيا، وأضاف أن القوات المسلحة الروسية تهاجم أيضًا مدنًا وقرى ومستشفيات ومدارس وبنى تحتية في أوكرانيا، على حد وصفه.

من جهتها تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه ليس هناك “خطر نووي آني” في محطة زابوريجيا، موضحة أن “خبراء الوكالة” المتواجدين في الموقع “يراقبون الوضع من كثب”.

من جانبه قال مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك “في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير”، مضيفًا “الوضع تحت سيطرة طواقم العمل”.

إلا أن مستشار الرئاسة الأوكرانية حذّر من أن خطر وقوع “كارثة نووية” في محطة زابوريجيا “يتزايد بسرعة”. وأفادت شركة إنرجواتوم الأوكرانية العامة أن خزان السد “يفترض أن يبقى شغالًا في الأيام الأربعة المقبلة” لكن مستوى المياه فيه يتناقص بسرعة ما يهدد نظام سلامة المحطة. وتستعمل محطة زابوريجيا مياه النهر الواقع على مسافة 150 كيلومترًا منها، لتبريد وقود قلب المفاعل.

وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. وقال “الإرهابيون الروس. تدمير سد كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية يؤكد فقط للعالم بأسره أنه يجب طردهم من كل ركن من أركان الأراضي الأوكرانية”، بحسب تعبيره، وأضاف أن الروس “نفذوا تفجيرا داخليا لبنية” السد، مشيرًا إلى أن المياه غمرت نحو 80 منطقة سكنية في المنطقة.

من جهته، دعا رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال العالم إلى “التحرّك” عادا أن “على روسيا الانسحاب فورًا من محطة الطاقة النووية في زابوريجيا لتجنب كارثة جديدة”. وأشار شميغال إلى أن ما يصل إلى 80 بلدة مهددة بالفيضانات و”تدابير إجلاء” السكان جارية بالقطار نحو ميكولايف. وحتى الساعة 09,00 بتوقيت غرينتش، كان قد أجلي 742 شخصًا من منطقة خيرسون، وفقًا لوزير الداخلية إيغور كليمنكو.

 

 

ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ما أسمته “هجومًا إرهابيًا روسيًا” على سد نوفا كاخوفكا؛ كما دعت الوزارة في بيان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مناقشة الحادث وطالبت بفرض عقوبات دولية جديدة على روسيا، بخاصة فيما يتعلق بمجال صناعة الصواريخ والقطاع النووي الروسي.

وكانت الرئاسة الأوكرانية اتّهمت روسيا صباح الثلاثاء بـ”تفجير” سد كاخوفكا لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الذي تعد له. ويأتي تدمير سد كاخوفكا بعد يوم من تأكيد أوكرانيا أنها حققت مكاسب قرب مدينة باخموت المدمرة.

من جانبه الكرملين الروسي يقول إن الهجوم على سد كاخوفكا هو “تخريب متعمد”. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “هذا عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني جرى التخطيط له وتنفيذه بأمر من كييف”، بحسب قوله، مضيفًا أنه يرفض “بشدة” اتهامات السلطات الأوكرانية التي تنسب المسؤولية إلى موسكو. وشدد على أن “كل المسؤولية تقع على نظام كييف”، مشيرا الى أن أحد أهداف هذا العمل كان “حرمان القرم من المياه”، وهي شبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو في العام 2014. وبحسب بيسكوف “قد يؤدي هذا العمل التخريبي إلى تداعيات وخيمة جدًا على عشرات الآلاف من سكان منطقة خيرسون” فضلا عن “عواقب بيئية”.

وقال أندريه أليكسيينكو رئيس حكومة منطقة خيرسون المؤيدة لروسيا “وفقًا لخدمات الطوارئ ارتفعت المياه إلى مستوى يتراوح بين مترين وأربعة أمتار، وهو أمر لا يهدد البلدات الكبرى” الواقعة أسفل السد على طول النهر. وأوضح أن الفيضانات تهدد بالإجمال “المناطق الساحلية” في 14 بلدة يقيم فيها “أكثر من 22 ألف شخص”. واوضح “نحن مستعدون إذا لزم الأمر لإجلاء السكان”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن حياتهم ليست في خطر وأن “الوضع تحت السيطرة تمامًا”.

وتسرّب “150 طنًا من زيت المحركات” إلى نهر دنيبرو الثلاثاء بعد انفجار السد، على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون محذّرين من أخطار بيئية. وكانت الرئاسة الأوكرانية أشارت الثلاثاء إلى أن هذا “التسرب الإضافي” قد يصل إلى “أكثر من 300 طن”.

ويأتي تدمير السد فيما تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد طال انتظاره لطرد القوات الروسية من الأراضي التي سيطرت عليها في أكثر من 15 شهرا من القتال.

 ويعد سد كاخوفكا الذي أقيم على نهر دنيبرو عام 1956 في الحقبة السوفييتية، أحد أكبر البنى التحتية من نوعه في أوكرانيا؛ ويوفر هذا السد الذي سيطرت روسيا عليه في بداية هجومها على أوكرانيا، المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

قد يعجبك ايضا