مطالع المعلقات والنساء المتباهيات  

 د . صباح ايليا القس

 

معلقة امرئ القيس :

قفـــا نبـــكِ مـــن ذكــــرى حبيـــب ومنــــزل            بسقــــط اللــوى بيـــن الدخــــول فحومــــل

معلقة طرفة بن العبد :

لخولــــــةَ أطـــــلالٌ ببرقــــــــــة ثهمَـــــــــــدِ           تلـــــوح كباقــي الوشـــم فـي ظاهـــر اليــــدِ

معلقة زهير بن أبي سلمى :

أمـــــن أُمِّ اوفــــــــى دمنـــــــة لـــم تكلــــمِ              بحومانـــــــــة الــــــــــدرّاج فالمتثلــــــــــــمِ

معلقة لبيد بن ربيعة العامري :

عفـــــت الديـــــــار محلهــــــــا فمقامهـــــــا             بمنــــــــىً تأبـّــــدَ غولهــــــــــا فرجامهـــــا

معلقة عمرو بن كلثوم :

ألا هبـّــــــــــي بصحنــــــــك فاصبحينـــــــا            ولا تبقــــــــــي خمــــــــــور الاندرينــــــــــا

معلقة عنترة بن شداد :

هــــــل غــــادر الشعـــراء مـــن متــــــرومِ            ام هــــــل عرفــت الـــدار بعـــــــد توهـِّـــــم

معلقة الحارث بن حلزة :

آذنتهــــــــــــا ببينهــــــــــا اسمــــــــــــــاءُ             رُبَّ ثــــاوٍ يُمَــــــلُّ منــــــــــــه الثــــــــــــواء

معلقة الاعشى ميمون :

ودّعْ هريــــــرة إن الركـــــب مرتحـــــــل           وهـــــل تُطيــــقُ وداعـــــا أيهـــــا الرجــــــلُ

معلقة النابغة الذبياني :

يــــا دار مَيـــــــة بالعليـــــــاء فالسنـــــــــدِ           أقـــوتْ وطــــال عليهـــا سالـــــــف الأبـــــــدِ

معلقة عبيد بن الابرص :

أقفــــــــــر مـــــــــن اهلــــــه ملحـــــوب            فالقطبيــــــــــــــــــات فالذنـــــــــــــــــــــــــوبُ

المعلقات هي افضل ما جاء به الشعر الجاهلي بحسب ما جاءنا من نتاجات سوق عكاظ عندما استعرض الشعراء امام خيمة النابغة الذبياني بوصفه حكما يرتضي برأيه الشعراء الذين عرضوا قصائدهم امامه . وهذا ما اعتمده النقاد لاحقا فمنهم من جعلها سبع قصائد ومنهم من جعلها عشر قصائد وقد اعتمدنا القصائد العشرة من باب التوسع في العرض .

تحيلنا اغلب هذه المطالع الى تقديم النسيب بوصفه مفتتحا مريحا للاسماع جالبا للاهتمام بغض النظر عن مصداقية الفعل بمعنى هل حقا كان الشاعر عاشقا او يأتي الغزل على سبيل التقليد او هذا من قبيل القيمة الاعتبارية للمرأة وحضورها الطاغي بوصفها كيانا لا يمكن تجازوه اجتماعيا على تعدد حالات الحضور أُمّا واختا وبنتا وحبيبة وزوجة .

قد نجد في افتتاح بعض القصائد حضور الطلل قبل الغزل وهذا الامر لا يقلل من الحضور الانثوي اذ الطلل يعد تذكارا او هو محرك وباعث للحديث عن الغزل فالطلل ليس بمعزل عن المرأة بوصفها الحاضر طللا الغائب وجودا ..

لا بد من الاعتراف بتعدد آراء النقاد بخصوص حضور المرأة فمنهم من قال انه تقليد وليس واقعا والدليل تكرار اسماء معينة , هند , ليلى , سلمى , وهناك من تعددت اسماء الحبيبات كما في معلقة امرئ القيس فاطمة , ام الحويرث , ام الرباب , عنيزة , وليس ذلك بغريب على شاب متهتك وابن ملك مثل امرئ القيس .

هذه الافتتاحيات فيها لمسة سحرية تثير وتساعد الشاعر على القول والبوح التلقائي بما يعتمل في ذاته من افكار تترادف تباعا بحسب قوة الذاكرة وحضور القصد المطلوب الذي تستفنره ساعة الالهام فينتقل من جانب الى جانب آخر محاولا استدعاء الجوانب التي تشغله لا سيما ( الانا ) الفاعلة في حيثيات القصيدة على الرغم من تعدد اللوحات , الطلل , الرحلة , الوصف , القصد , الحكمة .

المتتبع لهذه الاغراض يجد ان هذه القصائد تغلب عليها صفة الذاتية التي تعني ( الانا ) بغض النظر عن القدرات التعبيرية والصياغات الشعرية فهي تعود الى قوة الشاعرية التي استثمرها النابغة الذبياني في اصدار احكامه وعلى مثل هذه القياسات جاء امرؤ القيس اولا وتبعه الاخرون بحسب المعيار الذي اعتمده النابغة , صحيح ان كلهم مبدعون بوصفهم الرعيل الاول ولكن هذا لا يعني طمس حقوق الآخرين من غير شعراء المعلقات , اذ ان هناك قصائد اخرى يعرفها المتخصصون لا تقل ابداعا عن المعلقات لكنها لم تأخذ نصيبها ربما لان أصحابها لم يتواجدوا في سوق عكاظ .

ويكاد لا يخلو ديوان اي شاعر من لمسات شاعرية تستوقف القارئ والباحث وتفرض حضورها الابداعي .

قد يعجبك ايضا