عارف باوجاني
ترجمه من الكوردية للعربية جواد ملكشاهي
من هو داوود خان كلهر؟
الكثير من القادة البارزين الكورد مهمشين في زوايا وصفحات كتب التاريخ، او تمت الأشارة اليهم خلافا للواقع، واحد هؤلاء القادة المعروفين في تأريخ قبيلة كلهر ومناطق محافظات ايلام وكرماشان ولورستان هو “داوود خان كلهر”.
“داوود خان” هو بن “عباس اسد بكي”، الذي يعد من ابرز العوائل الكوردية في منطقة (كيلان غرب) بشرق كوردستان ومن ابرز شخصيات قبيلة (الكلهر)، أي ان تلك القبيلة عدا أن تأريخهم هو جزء من تأريخ شرق كوردستان، الا ان نسبة كبيرة من ابنائها وبسبب الصراعات في العهد القاجاري مع العثمانيين والحروب والنزاعات الاخرى نزحوا الى دول الجوار وبعض دول الخليج ولكنهم مايزالون محافظين على هويتهم القومية وعنوان قبيلتهم.
داوود خان كلهر
للأسف لم يتم تدوين تأريخ نضال “داوود خان” ودوره في قيادة الجماهير في المدونات الكوردية بالشكل المطلوب، لكن من الواضح كما تمت الأشارة اليه في عدد من المصادر هو قيادته لمعركة الشهيرة ضد قوات الحكومة القاجارية.
للأسف في تلك المعركة قامت احدى العشائر الكوردية في المنطقة بالتعاون مع القوات القاجارية الغازية بشن هجوم كبيرعلى مناطق من محافظة كرماشان وبالاخص على معاقل قبيلة كلهر، لكن “داوود خان” ورجاله تصدوا للهجوم الغادر محملين القوات الغازية خسائر كبيرة بالارواح والمعدات واستولوا على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة من ضمنها عدد من المدفعية والمؤن التي كانت تكفي في ذلك الوقت ل(5000) الاف مقاتل من القوات الحكومية وابناء العشيرة الكوردية المتعاونة معهم، اذ رفعت تلك الغنائم من قوة وعزيمة ومعنويات “داوود خان” و قواته.
ونتيجة لتحقيق هذا الانتصار الكبير والشجاعة والبطولة والقدرة القتالية الفائقة لمقاتلي “داوود خان” ذاع صيته بين ابناء محافظة كرماشان والمحافظات المجاورة ومن ثم في جميع انحاء ايران وحتى الدول المجاورة واصبح له صدى كبير كبطل كوردستاني ارعب حكام الدولة القاجارية في طهران.
احد المواقف البطولية الاخرى المشهودة للقائد “داوود خان” كان في عهد سلطة “رضا خان بهلوي”، عندما حدثت خلافات ونزاعات بين العشائر الكوردية في المنطقة ومن ضمنهم قبيلة كلهر، قام القائد “داوود خان” بمبادرة لتوحيد البيت الكوردي في المنقطة عبر الحوار مع رؤساء العشائر الاخرى وتمكن في 4 اكتوبر من عام 1911 عقد اجتماع كبير لرؤوساء العشائر الكوردية في شرق كوردستان وحثهم على ضرورة توحيد الكلمة والصف للوقوف بوجه الطامعين والغزات ووضع حد لظلمهم وطغيانهم ضد ارض وشعب كوردستان.
ولم يكتف داوودخان كلهر بذلك،حيث قام مرتين بالتعاون مع قوات العشائر المتحالفة معه بالهجوم على طهران لتحريره من نظام “رضا شاه” وفي المرة الثانية استمرت المعركة ضد قوات النظام عدة ايام استخدمت فيها انواع الاسلحة الفتاكة وبعد قتل واصابة المئات من القوات الحكومية، للاسف استشهد “داوود خان” مع نجله “علي اكبر خان” في 8 حزيران من عام 1912 وبذلك فقد الكورد في تلك المعركة احد ابرز قادتهم الذي ارعب عرش السلطة في طهران. وبعد استشهاد داوودخان و حدوث فراغ في شرق كوردستان،عادت قوات احتلال رضا شاه مرة اخرى لتحتل مناطق محافظتي ايلام وكرماشان.
ينبغي الا يهمش دور هذا القائد الكوردي الكبير في تأريخ امتنا الكوردية، للأسف غالبية مؤرخي شرق كوردستان اهملوا دور هذه الشخصية الفذة اما لأفتقادهم معلومات عنه او بقصد أبراز دور قادة عشائرهم،آملين من المؤرخين الجدد ان يبحثوا في بطون كتب التأريخ والمصادر القديمة الخاصة بعهد حكومتى القاجارية والبهلوية وتنوير القراء بمعلومات عن القائد الكوردي الكبير “داوود خان كلهر” كي لا يضيع تأريخه ويبقى نجماً ساطعاً في صفحات التأريخ الكوردي.