العراق يكشف عن مشروع “طريق التنمية” .. خطّ بري يصل دول الخليج بالحدود التركية

 

 

متابعة – التآخي

أعلنت السلطات العراقية في مؤتمر جمع مسؤولين من دول مجاورة في بغداد يوم السبت  ٢٧ أيار ٢٠٢٣ عن مشروع خطّ بري وخط للسكك الحديد يصل دول الخليج بالحدود التركية. ويطمح العراق من خلاله في أن يصبح خط تحول أساسي لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا. فيما، ثمة مشاريع عالمية أخرى هدفها الأول التحول إلى شريان أساسي في النقل العالمي، مثل “طريق الحرير الجديد” الذي أعلنه الرئيس الصيني شي جينبينغ في عام 2013.

و ما يزال المشروع الذي حدّدت الحكومة العراقية كلفته بنحو 17 مليار دولار والذي يبلغ طوله 1200 كلم داخل العراق، في مراحله الأولى.

هذا، وتطمح بغداد في تنفيذ هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم “طريق التنمية”، بالتعاون مع دول في المنطقة، وهي قطر والإمارات والكويت وعمان والأردن وتركيا وإيران والسعودية وسوريا، التي التقى ممثلوها السبت في العاصمة العراقية للمشاركة في المؤتمر المخصص لإعلان المشروع.

وصرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر السبت، قائلا “نرى في هذا المشروع المستدام ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة وإسهاما في جلب جهود التكامل الاقتصادي”.

وجاء في بيان للجنة النقل والاقتصاد في مجلس النواب، أن المشروع سيكون “استثماريا للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع”.

 

كما أشار البيان إلى “أمل أن ينجز المشروع ويكتمل خلال 3- 5 سنوات”، مضيفا أن “آلية الاستثمار سوف تناقش بعد عقد المؤتمر مع الدول المشاركة”.

من جهته قال السفير التركي في العراق الذي مثّل بلاده في المؤتمر إن تركيا “شريك رئيس في طريق التنمية الذي يعد مكسبا للجميع”، مضيفا من دون أن يذكر حجم مساهمة بلاده في المشروع، أن “طريق التنمية من شأنه أن يزيد الترابط بين دول المنطقة”.

وبدوره، قال وكيل وزير النقل الإيراني أفندي زاده، إن “دور السكك الحديدية مهم جدا، وهذا المشروع الجديد في العراق سيكون له دور ممتاز في نقل البضائع”.

يذكر أن العراق، البلد الغني بالنفط، يعاني تهالكا في بنيته التحتية وطرقه من جراء عقود من الحروب وانتشار الفساد. وتمر بعض الطرقات التي تصل بغداد بشمالها في مناطق تنشط فيها خلايا لتنظيم داعش بشكل متفرق.

وإلى ذلك، يؤكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن من أولويات حكومته إعادة تأهيل البنية التحتية للنقل والطرق وقطاع الكهرباء المتهالك أيضا.

 

 

وسيسمح هذا المشروع للعراق باستغلال موقعه الجغرافي والتحول إلى نقطة عبور للبضائع والتجارة بين الخليج وتركيا ثم أوروبا.

كما يهدف المشروع أيضا إلى بناء 15 محطة قطار للبضائع والركاب على طول الخط، تنطلق من البصرة جنوبا مرورا ببغداد ووصولا إلى الحدود مع تركيا.

وتجري حاليا أعمال لتأهيل ميناء الفاو في أقصى جنوبي العراق والمجاور لدول الخليج الذي سيكون محطة أساسية لتسلم البضائع قبل نقلها برا.

هذا، وتعدّ منطقة الخليج منطقة نقل بحري مهمة لاسيما في مجال نقل الموارد النفطية التي تستخرجها دول المنطقة.

 

ولم يسلم المشروع من الانتقادات، اذ تساءل المستشار في اقتصاديات النقل الدولي زياد الهاشمي في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية عن مدى جدوى هذا المشروع الذي عد أنه يفتقر إلى “الانسيابية”.

وقال إن “الزبائن يفضلون نقل بضائعهم من آسيا إلى أوروبا بشكل مباشر من دون المرور بعملية تحميل وتفريغ، تؤثر على البضائع”.

وللعلم، ثمة مشاريع عالمية أخرى تضع في صلب أهدافها التحول إلى شريان أساسي في النقل العالمي، مثل “طريق الحرير الجديد” الذي أعلنه في العام 2013 الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وأطلق على هذا المشروع رسميا اسم “الحزام والطريق” ويضمّ 130 دولة، ويهدف إلى تطوير البنى التحتية البرية والبحرية من أجل تحقيق ربط أفضل بين الصين (آسيا) وأوروبا وأفريقيا أيضا.

 

 

 

قد يعجبك ايضا