التآخي – وكالات
شرعت روسيا في تنفيذ تهديداتها السابقة وبدأت في نقل أسلحة نووية إلى حليفتها بيلاروسيا الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أكده الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بالتزامن مع وضع ميداني حساس يواجهه الجيش الروسي في أوكرانيا مع حالة ترقب للهجوم المضاد لقوات كييف.
لكن لوكاشنكو، الذي زار موسكو الخميس ٢٥ أيار ٢٠٢٣ للمشاركة في قمة إقليمية، لم يوضح ما إذا كانت الأسلحة المشار إليها قد وصلت فعلا إلى بلاده، مردفا “ربما، سأعود وأرى”، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه الأربعاء بأنه وقع المرسوم الذي يتيح نقل الأسلحة.
وقال لوكاشنكو ردا على سؤال لصحفي في مقطع مصور بث على قناة تلغرام غير الرسمية للرئاسة البيلاروسية، إن “نقل الأسلحة النووي بدأ”. في المقابل، لم تدل موسكو بأي تعليق فورا.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن في 25 آذار ٢٠٢٣ أن موسكو ستنشر أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروسيا، ما أثار مخاوف من تصعيد للنزاع في أوكرانيا. وانتقد المجتمع الدولي وبخاصة الدول الغربية تهديدات بوتين، علما بأن الأخير لوح منذ بدء هجومه على أوكرانيا في شباط 2022 بإمكان استعماله السلاح النووي.
وحذرت المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا الخميس من خطر يهدد أوروبا برمتها. وكتبت بالإنجليزية على تويتر “حين نتحدث عن أسلحة نووية تكتيكية، فإن غالبيتها توازي في قوتها الأسلحة التي قتلت 140 ألف شخص في هيروشيما”.
ميدانيا، بدأت مجموعة فاغنر المسلّحة الروسية بتسليم مدينة باخموت في شرق أوكرانيا إلى الجيش الروسي بعدما أعلنت في نهاية الأسبوع السيطرة على المدينة المدمرة. وتجري العملية في توقيت بالغ الدقة للجيش الروسي الذي خسر، بحسب الأوكرانيين، 20 كيلومترا مربعا في شمال وجنوب هذه المدينة.
وأعلن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الخميس في مقطع فيديو وزعه مكتبه الإعلامي “نحن في طور سحب وحداتنا من باخموت اليوم. من الآن حتى الأول من حزيران، ستعود غالبيتها (الوحدات) إلى القواعد الخلفية. سنعيد مواقعنا إلى العسكريين، مع الذخيرة وكل ما يتواجد فيها”.
من جهة أخرى أشار الجيش الروسي إلى أنه نشر طائرات مقاتلة لمنع قاذفتين إستراتيجيتين أمريكيتين من خرق الحدود فوق بحر البلطيق، للمرة الثانية هذا الأسبوع.
وفي روسيا، واجهت السلطات الاثنين عملية توغل نفذتها مجموعات تسللت من أوكرانيا عند حدود البلدين. ووقعت عملية التوغل في بلدات عدة في منطقة بلغورود، وتبنتها مجموعتان روسيتان تقاتلان إلى جانب الأوكرانيين، جرى التعريف عن ممثليهم على أنهم شخصيات من اليمين المتطرف الروسي. وإحدى هاتين المنظمتين فيلق “حرية روسيا” التي تعدها موسكو “إرهابية”، أعلنت مساء الأربعاء على تلغرام أنها خسرت عنصرين وأصيب عشرة من صفوفها في هذا التوغل. أما الروس فأعلنوا قتل “أكثر من 70” مهاجما.
دبلوماسيا، حض الاتحاد الأوروبي الخميس الصين على دفع روسيا لوقف سفك الدماء في أوكرانيا والانسحاب منها، على حد وصفه، وذلك خلال زيارة يجريها إلى بروكسل الموفد الصيني الخاص للشؤون الأوراسية لي هوي. والتقى المسؤول الرفيع في جهاز السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا في بروكسل لي هوي خلال جولة ستقوده الجمعة إلى موسكو. وحض الاتحاد الأوروبي الصين بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، على بذل جهود من أجل “انسحاب فوري وغير مشروط لكل القوات والأعتدة العسكرية من أراضي أوكرانيعا”.
في واشنطن، عد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي الخميس أن روسيا لن تحقق نصرا عسكريا في أوكرانيا، مضيفا أنه من غير المرجح أيضا أن يجري دحر كل القوات الروسية في أي وقت قريب. وتؤكد تصريحاته بحسب المراقبين، توقعات عن إطالة أمد الحرب في أوكرانيا حيث لا يظهر أي من الطرفين في موقع لتحقيق نصر حاسم وفي غياب مفاوضات في الوقت الحالي.
والأربعاء، تجمع في باريس نحو عشرين من ممثلي المعارضة الروسية في المنفى، للحديث عن إنهاء حقبة بوتين في روسيا والخسارة المرتقبة للقوات الروسية في أوكرانيا، بحسب قولهم.
وعلى صعيد آخر قال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الجمعة، إن أي صراع سينتهي بالمفاوضات، ولكن طالما ظلت حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في السلطة، فلن تكون هناك محادثات.
ونقلت وكالة (تاس) الروسية الحكومية للأنباء عن ميدفيديف قوله خلال زيارته إلى فيتنام “طالما ظل النظام الأوكراني الحالي والمهرج زيلينسكي في السلطة في كييف، فإن المحادثات ستكون مستحيلة”، مضيفا أنه في مرحلة ما سيتعين التفاوض على اتفاق، وأوضح ميدفيديف “كل شيء ينتهي دائمًا بالمفاوضات. هذا أمر لا مفر منه، لكن طالما أن هؤلاء الأشخاص في السلطة، فإن الوضع بالنسبة لروسيا لن يتغير من حيث المفاوضات”.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن الأمر يستحق دراسة جميع مقترحات السلام في أوكرانيا التي قدمتها مختلف الدول. وأردف معلقا على خطط السلام التي اقترحتها الصين ودول أخرى “بالنسبة لخطط السلام المقترحة، يجب النظر فيها جميعا”. وجرى تقويض خطة السلام الصينية والمطالبة بالحياد، بسبب رفض بكين الاعتراف بطبيعة الصراع، فضلا عن دعمها الدبلوماسي والاقتصادي لموسكو، بحسب المصادر الغربية.
ومن جهة أخرى، قال ميدفيديف، الجمعة، إن الصواريخ الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مهمة، لكن هناك حاجة إلى المدفعية والدبابات والتحصينات للاحتفاظ بالأراضي، موضحا أنه برغم أهمية تلك الصواريخ فإن التكنولوجيا التي تفوق سرعة الصوت لن تساعد في الاحتفاظ بالأراضي، بحسب ما نقلت عنه وكالة (تاس).
وأضاف “الدبابات والمشاة والمدفعية والتحصينات، والخطوط الأولى والثانية والثالثة ضرورية، والتكنولوجيا ككل أمر مهم، لدينا مزايا فيما يتعلق بأنواع معينة”، مزيدا القول إن روسيا عانت في وقت من الأوقات من نقص في بعض أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، لكن “ما كنا نفتقر إليه، فقد اشترينا أو عززنا الإنتاج على الفور”.
وشدد القول “كان علينا اللحاق بإنتاج الطائرات من دون طيار وزيادة إنتاجها”، مضيفًا أن الجيش الروسي لديه ما يكفي من الدبابات، و أوضح “لدينا العديد من دبابات T-72، وT-80، وT-90M ولدينا دبابة أرماتا، برغم أن هذا سلاح جديد تماما”.