*فاضل ميراني
اكتب دوما، و اعمل وانا افكر بثلاثية متصلة لا منفصلة او ضعيفة بين الاصالة الثورية التي نحن جيلها، رفاقنا الذين ساروا بطريق مصطفى البارزاني، و بين التواصل مع حاجات- هي مادتنا- جماهيرنا-التي نمثلها- و تعزيز قدراتنا كلها لتقديم تلبيتها قدر الامكان، ومواكبة ثقافة الجيل الناشيء و غرس ما تحتمله تربتهم ببذر قيم لولاها فالخطر بهم محدق، ذلك ان قوميتنا وقوتها قبالة معدلات الوطنية المعاصرة لم تستقر على بر آمن للساعة، فنحن و لطول زمان العمل النضالي و على امتداده، صارت لنا خبرة صائبة تفرق الكلام و تزنه بالفعل المنجز او العكس، ولسنا ممن يخدرهم حديث مرصوص و فعل منقوص.
في منهج البارزاني تعلمنا و انا من المجموع، ان لا نركن فقط للاصالة الثورية التي منحناها عمرنا، والا سنكون مرحلة تاريخ، قديقرأ عنها قارئ فيعجب بنا ثم يديننا بالقصور و الضعف، ذلك اننا لم نمد او نمهد للاخرين طريق ليستكملوه.
وفي منهج البارزاني و منه، تعلمنا ان الوصول للناس و القرب منهم و الصدق معهم و مداراة مشاعرهم و العمل على تلبيتها و منع وقوع الحيف او تكرار وقوعه و الاشتغال على بناء نظام غير مذموم هو الهدف.
الاجيال تتبدل و تحديات الحياة تتغير، وقسم من صعوباتها تزول و صعوبات غيرها تظهر، ومنطقتنا منطقة صراع، كانت منطقة صراع و تبقى، فهي سوق تتنافس عليه قوى، و السائد في مثل هذا السوق هو الغالب و المغلوب، و الصعوبات التي عصفت بنا و بالاجيال كانت كفيلة بتشويه كثير من النمو الصحيح للتفكير الفردي و الجمعي الذي من المفترض انه يترقى و يرتقي بالفرد و الجماعة لتكوين اختيار سياسي سليم و مجتمعي آمن، بدل التشتت او النكوص نحو جاهلية جديدة او اللامبالاة.
اكتب و يكتب غيري في هذا التوجه، و يعمل كثيرون و انا منهم من اجل ان لا تفقد اجيال مقبلة بوصلة الحراك بأن تهمل ما راكمه لهم اسلافهم من اصالة في النضال، وان يقرأوا تاريخهم و لا يحاكموه بثقافة الخصم او احكام اليوم، وان يفهموا انه لولا احاطة اسلافهم بحاجات الناس لما منحهم الناس ثقة وصلوا بها و بهم الى بيئة زال عنها ظلام العنصرية و القهر، وهي نفس البيئة التي انبتت لهم مقدمات المواكبة.
*مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني