التآخي – وكالات
أُسدل الستار على أعمال قمة مجموعة الدول السبع في هيروشيما ببيان ختامي ركز على مواصلة دعم المجموعة لأوكرانيا ضد “العدوان” الروسي، بحسب البيان. وتميزت القمة بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصيا، فيما قالت منظمات الإغاثة الدولية، أن “القمة فشلت في إلغاء الديون وفي التوصل إلى ما هو مطلوب حقا لإنهاء الزيادة الهائلة في الجوع حول العالم”.
واختتم قادة مجموعة الدول السبع الكبرى يوم الأحد ٢١ أيار ٢٠٢٢ قمتهم التي انعقدت على مدار ثلاثة أيام في مدينة هيروشيما باليابان بعد الاتفاق على مواصلة دعمهم لقتال أوكرانيا ضد ما أسموه العدوان العسكري الروسي.
وشدد قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بيانهم المشترك، الذي صدر، على “دعمهم الثابت لأوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا”، بحسب وكالة أنباء “جيجي برس” اليابانية.
وترأس رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا القمة التي انعقدت في مدينة هيروشيما، إحدى المدينتين اليابانيتين اللتين دمرتهما القنابل الذرية الأمريكية قرب نهاية الحرب العالمية الثانية في آب 1945.
وتميزت قمة هيروشيما بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصيا جلسة لمجموعة السبع ضمت أيضا قادة ثماني دول من الضيوف مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا. ودعا زيلينسكي إلى تضامن دولي أقوى في دعم حرب أوكرانيا ضد روسيا وطلب من أعضاء مجموعة السبع وغيرهم مواصلة مساعدتهم.
وسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحشد دعم دولي لخطة كييف لإنهاء الحرب الروسية، وقال لقادة مجموعة السبع إن الخطة تعكس “تعبيرا واضحا عن العقلانية”. ويروج زيلينسكي منذ شهور لما تسميها إدارته “صيغة سلام”.
وقال في خطاب ألقاه أمام القادة ونشر موقعه على الإنترنت نصه “نتوحد حول مبدأ آخر -العقلانية”. وأضاف “نتصرف دائما بشكل عملي لحماية قيمنا. وصيغة السلام الأوكرانية هي تعبير واضح عن العقلانية. أشكركم على دعم صيغتنا”.
وفي منشور منفصل على مواقع التواصل الاجتماعي، قال زيلينسكي إنه عرض الخطة على قادة مجموعة السبع في قمتهم بهيروشيما. وكتب على تطبيق تيليغرام “لقد وضعنا صيغة السلام بطريقة تضمن دعم كل نقطة من نقاطها بقرارات من الأمم المتحدة”. وتابع أن الخطة تتيح للجميع “اختيار المسار الذي يمكنهم المساهمة فيه. لمسنا دعما لصيغتنا من اليابان إلى الدول العربية، ومن أوروبا إلى أمريكا اللاتينية”.
وحث زيلينسكي الحلفاء من دول الغرب وغيرها على المضي قدما في الخطوات الاقتصادية والعسكرية لدعم كييف مع استمرار ما أسماه الغزو الروسي الذي بدأ قبل قرابة 15 شهرا.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة جديدة من المعدات العسكرية لأجل أوكرانيا. ولم يصرح بايدن بحجم المساعدات هذه المرة، وأوضح أن الحزمة ستشمل ذخيرة ومدفعية وعربات مدرعة. جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد الحليف الأهم لأوكرانيا في قتالها ضد روسيا وقدمت بالفعل مساعدات عسكرية بكميات هائلة في تتابع سريع خلال الأشهر الأخيرة.
من جهته، صرح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه لا يتوقع توريد سريع لمقاتلات حديثة لأوكرانيا. وقال شولتس اليوم “ما يرتبط بتدريب طيارين، يعد مشروعا طويل المدى”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقرر بشكل نهائي حتى الآن “ماذا سيكون بعد ذلك في نهاية التدريب”. وتابع المستشار الألماني أن المشروع يعد في البداية رسالة للذين هاجموا أوكرانيا، وأكد أنه يتعين على روسيا ألا تعول على أن الدعم لأوكرانيا سيتراجع مع استمرار الحرب، وقال “تظل الرسالة: يتعين على روسيا سحب قواتها”.
وبعد الإعلان عن بيان مجموعة السبع الرسمي أعربت منظمات الإغاثة عن خيبة أملها إزاء نتائج القمة وبالرغم من التعهدات بتوفير 21 مليار يورو للتصدي للأزمات الإنسانية عدت المنظمات المبلغ غير كافيا ومخيبا للآمال.
وبعد الإعلان عن بيان المجموعة، قال ماكس لوسون من أوكسفام الإغاثية “أصابت مجموعة السبع الجنوب العالمي هنا في هيروشيما بخيبة الأمل. ولقد فشلت في إلغاء الديون وفشلت في التوصل إلى ما هو مطلوب حقا لإنهاء الزيادة الهائلة في الجوع حول العالم”.
وأضاف “أنه في إمكانهم دائما توفير مليارات طائلة للحرب، ولكن لا يمكن حتى توفير نصف ما تحتاجه الأمم المتحدة لأكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا”. وقالت منظمات الإغاثة إن التمويل المتاح أصبح نادرا ليس بسبب المساعدات الإنسانية لأوكرانيا ولاجئيها، ولكن أيضا من جراء الإنفاق الهائل على شحنات الأسلحة.
وتعهدت مجموعة السبع في بيانها المشترك بتوفير 21 مليار دولار “للتصدي للأزمات الإنسانية المتفاقمة العام الجاري بما في ذلك الاستجابة لأزمة الغذاء الملحة”، غير أن الأمم المتحدة كانت قد حددت أنها بحاجة لما يقرب من 55 مليار دولار.
وقال فريدريك رودر، كبير مديري منظمة “المواطن العالمي” الإغاثية، إن البيان الرسمي يظهر أن مجموعة السبع “بعيدة عن المسار الصحيح” و”أنها تفتقد إلى ما هو مطلوب حقا وهو العمل”. وانتقد رودر قلة الالتزامات الجديدة الملموسة، على حد وصفه، كما استشهد بالهدف غير المحقق بالفعل عن تزويد الدول الفقيرة بمئة مليار دولار سنويا للحماية من المناخ، مثلما جرى التعهد.
و تضم مجموعة السبع أقوى الدول الصناعية التي تنسق فيما بينها بهدف حماية مصالحها وضمان تفوقها بحسب منتقديها. وتناقش المجموعة في قمتها السنوية الدورية أبرز القضايا العالمية وتتخذ منها موقفا مشتركا يحظى بوزن سياسي عالمي بارز.
وتشمل المجموعة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا؛ وفي السنوات القليلة الماضية احتلت جائحة كورونا والأزمة المالية العالمية ومكافحة الإرهاب حيزا هاما في جداول قادة مجموعة السبع. واليوم تواجه هذه المجموعة تبعات الحرب في أوكرانيا على شتى الصعد، لاسيما تاثيراتها على التحالفات السياسية والاقتصادية.